عندما يتحدث الحوثي عن الشعب اليمني و الدواعش مشرعناً تحركه فأي شعب يقصد و أي دواعش يقصد، و من ناحية إلى أين سيصل تأثير الغارات للدول المشاركة في عملية عاصفة الحزم و هل سيضطّرهم الصراع إلى الحشد بقوات برية و كيف تتبنى إيران المسألة و ماهية الصراع بعد سنة من الآن...

عندما يتحدث الحوثي عن الشعب اليمني و الدواعش مشرعناً تحركه فأي شعب يقصد و أي دواعش يقصد، و من ناحية إلى أين سيصل تأثير الغارات للدول المشاركة في عملية عاصفة الحزم و هل سيضطّرهم الصراع إلى الحشد بقوات برية و كيف تتبنى إيران المسألة و ماهية الصراع بعد سنة من الآن...

إشعال الفتيل:

   أكثر من 140 قتيل و350 جريح في جامع بدر بالعاصمة اليمنية صنعاء يوم الجمعة من جراء قيام انتحاري بتفجير نفسه و كان من حصيلة الموتى قادة في حركة أنصار الله الحوثية و العلامة الزيدي مرتضى المحطوري و الذي تم اتهامه بأنه يطلق دعوات متطرفة تدعو للجهاد ضد الجنوبين و يشيد بالاجتياح الحوثي في المنطقة.  تعد العملية التي تم تنفيدها صباً للزيت على النار و زادت من لهيب الاحتقان بين الطرفين المتصارعين و هم طرف المخلوع و الحوثي و اللجان الشعبية المشاركة و طرف هادي و الجيش و لجان الحراك الجنوبي ، فديناميكية الحدث تقتضي بأن ينسب الحوثي العمل إلى تنظيم القاعدة و إن لم يصدر بيان رسمي من التنظيم بتبنيها. عندما أصدر الملك سلمان قرار مفاده بأن تقوم المملكة العربية السعودية بمعالجة كل ضحايا التفجير في المملكة العربية السعودية و بتمويلها الخاص ، و بتقديري كان توجه حكيم من الملك سلمان لتخفيف الاحتراب و الاحتقان ولا نعرف إذا تم نقل المصابين للعلاج أو لا ، و في تقديري أيضاً سيقابل العرض السعودي بالرفض بسبب أيدلوجيا الحوثي التي تؤمن بأن تنظيم القاعدة ولد من رحم الدعوة الوهابية .

***
لغة العنواين:

   قبل كتابتي للمقال و صياغة أفكاره و محاوره ، أخدت جولة على كافة القنوات المؤيدة و المعارضة للحوثي و أثناء استضافتها لمتحدثي الحوثي تكرر على السنتهم كلمت الشعب اليمني و الدواعش كثيراً و بشكل عمومي غير واضح، فمن حقنا أن نسألهم من هم الدواعش و من هو الشعب اليمني المقصود في خطاباتهم؟! .
  من هو الشعب اليمني في أيدلوجيا الحوثي ؟! ، أهو الـ 30 مليون يمني كما نفهم ، أم هو العدر الذي يتخذه الحوثي ذريعة ليجعل من تمدده مكسو بمطالب شرعية ، فهل الرجالات الذي تم إقصاؤهم في صنعاء و المساجد و الجامعات التي تم إقفالها أو تدميرها و الناشطين الذين تم إسكاتهم أو اغتيالهم أليسوا من الشعب اليمني؟ و المدن التي تُهجر منها أهاليها أليست مدن يمنية ؟ .
 في خطاب عبدالملك الحوثي الآخير جعل من نصف اليمنين دواعش ، و هدد باجتياح الحنوب بمليون مقاتل إن لم يكف الجنوبيون عن أفعالهم و مناصرتهم لسياسات لعبدربه ، و هذا يُذكرنا بماكان يتفوه به البخيتي و أصحابه من المتحدثين و السياسين و الذين يتمسكون بالقضية الجنوبية و يجعلونها طريقاً لدخول قلوب الجنوبين و حديثهم عن حق تقرير المصير للجنوبين .
أين لغة البارح من حديث اليوم الذي يُتهم فيه الجنوبين بالداعشية و يُلغي أي مطالب شرعية لهم و يجتاح أراضيهم تحت عناوين كبيرة فتارة يصفهم بالدعشنة و مرة بالشعب اليمني و إرادة الشعب اليمني، و يقصف مدنهم بالدبابات و المدافع و يغير عليهم تحت مسمى تحرير الجنوب من الحكومة المستقيلة و الغير الشرعية.
أصبحت سياسة الحوثي تعج بالمتناقضات ، فبعدما تذوق طعم السلطة من إجتياحه صنعاء و تمدده و صولاً إلى الحديدة و تعز و الظالع و أبين و البيضاء و لحج كشف عن وجه الحقيقي و إن قلنا أنها كانت خارج حساباته فهو لم يتوقع ربما أنه يجتاح صنعاء مثلاً ، بتحالفه مع عدوه القديم علي عبدالله صالح ، و هذا ما جعل من الطمع طريقاً لأن يترجم في مد نفوده إلى كافة المحافظات اليمنية و كأنه الجيش اليمني ، و من الطبيعي أن تتصدى له القبائل اليمنية لأنها لا تعترف إلا بالجيش اليمني فالبندقيات التي يملكها أنصار ليست شرعيه أساساً فكيف باجتياحه المحافظات الأخرى .

                                                                     ***

صراع النفوذ:

   في تقديرنا عملية عاصفة الحزم قد تم الإعداد لها مسبقاً وما يؤكد ذلك تصريحات و زير الخارجية السعودي سعود الفيصل و بنك الأهداف الواسع الذي تم استهدافه و الذي وصل إلى مقرات في صعدة و العاصمة صنعاء و إلى الحديدة و حتى مطار العند و مطار صنعاء الدولي و بعص قواعد عسكرية و مخازن سلاح و مقر الفرقة الأولى مدرع ، و تلتها تسمية العملية بعاصفة الحزم و مشاركة 10 دول بشكل فعلي من أول أيام الصراع .
  برأيي الشخصي قام الملك سلمان بوضع اللمسات السلمية النهاية عندما طلب الأطراف اليمنية إلى الحوار في الرياض وعندما صرح بعلاج المتضررين من الحادث في جامع بدر في العاصمة اليمنية صنعاء، ولكنه لم يفلح في ذلك فتمت مباشرة العملية حتى إن لم تطلبها الحكومة اليمنية، لأن دول الجوار أدركت خطورة الموقف ومدى النفود الإيراني في المنطقة، والتي أصبحت تُصادق على أفعال الحوثي في المنطقة غير آبه بالفجوة الطائفية التي يصنعها، وحجم الاحتقان الذي يتسبب به.
 تحليق الطائرات و استخدام صواريخ sam  المضادة للطيران كما قيل من قبل عناصر الحوثي بتأكيد لن يخلو من لمسات إيرانية و في تقديرنا مازال هناك وجود لخبرا إيرانيين لإدارة الأجهزة التي غنمها الحوثي و يجهل استخدامها و في نفس الوقت يقتني الجيش اليمني السلاح الروسي حاله حال الجيش الإيراني الذي يخبر الأسلحة الروسية من دبابات و أجهزة تشويش و إدارة مطارات و كذلك بطاريات الصواريخ المضادة و الصواريخ التقليدية نفسها .
تعتبر خطوة ذكية من المملكة العربية السعودية عندما مارست عمل عسكري و تحت لوائها 11 دولة ، تحركت بريا و جويا و عسكريا، فعندما تقرر إيران التحرك عسكريا و دبلوماسيا ضد عمليه عاصفة الحزم ستقف أمامها 12 دولة يهمها و ضع اليمن ، فهل لدى إيران القدرة على خوض عمل دبلوماسي و عسكري أمام منظومة دول معظمها تجاور اليمن و لا تبعد عنها ألاف الكيلومترات مثل إيران ؟ .

                                                                    ***

طريق الصراع وما بعد الطريق:

   لا نستطيع الحكم على جدوى الغارات وتقيمها في بدايتها الفعلية ويتطلب مننا التريث قليلاً إلى أن نري ماهيتها على المدى البعيد، ومن خلال التجربة أثبت فعلية هكذا نوع من الغارات عندما تكون القوى البرية أهل الأرض ومن فوقهم أخوة العِرق والجوار أو إخوة الدم أي طيران عربي أو إسلامي، و هذا ما حصل في العراق و عين العرب خير مصداق بأن تعتمد هذه الاستراتيجية و لا نقصد هنا الصحوات.
  من الطبيعي حصول الأخطاء عند تنفيد الغارات، فلو قارنا مستوى الرصد لبنوك الأهداف للجيوش العربية عنه للجيوش الغربية لكان التوفق و الغلبة للتكنولوجيا الغربية، بداية بنوع الكاميرات المستخدمة و استخدام الطائرات المتخصصة في الرصد – مثل القناصة  F22 رابتور – و مراجعة البنوك المستهدفة و التأكد بأنها تخلو من المواطنين ، و لكن لا يعني قلة المستوى التقني إيقاف العملية ، فمستوى العرب يؤهلهم لخوض مثل هكذا صراع ، فإذا كانت القوى الغربية ترتكب الأخطاء مع تفوقها التقني فمن المنطقي أن ترتكبها الجيوش العربية .
 طبيعة هكذا نوع من الصراع تكون مكلفة للحكومات المشاركة سواء كانت دول تحتضن الصراع أو دول تساهم بقوى خارجية برية أو جوية أو بحرية ، و مازالت الطريق مجهول و الغرف مظلمة و ما علينا إلا الانتظار و نقول للمعارضين على الضربات من الخطاء الحكم عليها من بدايتها ، فلا أعتقد أنه ستشترك قوات برية أجنبية في الصراع على مستوى الجنود المشاة ، و لكن ربما مستشارين و ضباط حرب و خبراء عسكرين و غيرهم ممن سيساهمون بارتقاء استراتيجية المعركة بشكل أفضل .



 
 
 
هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسائل أحدث رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

جميع الحقوق محفوظة ل محمد زكي ©2014 نقل بدون تصريح ممنوع.