آخر المواضيع
تحميل ..

عقارب الساعة تتقارب و عين العرب كشفت الملابسات و دعوى المهاجرين و الانصار كانت سياسة و أردوغان يتقدم بخطوات واثقة الى المستنقع المنصوب له


محمد زكي عيديد

عقارب الساعة تتقارب و عين العرب كشفت الملابسات و دعوى المهاجرين و الانصار كانت سياسة و أردوغان يتقدم بخطوات واثقة الى المستنقع المنصوب له 

-------------------------------
   لمن يتابع الاحداث السورية اليوم يدرك جيداً أن هناك زاحفين عسكرياً في سوريا و هما النظام السوري و الدولة الاسلامية "داعش" على الأرض -- بقية الجبهات في تراجع مستمر -- حيث يقومان بإحراز التقدم تلو التقدم على الارض ، فمثلاً النظام السوري لم يخسر أي معركة من عام 2013م الى منتصف 2014م و حتى الآن و توسعت بقعت إنتشاره بشكل كبير في غوطة دمشق و القلمون و يبرود و القصير و حتى كل أرياف حماه و هو يتقدم شمال سوريا و آخر معارك السيطرة كانت على حندرات شمالاً و شرقاً في أرياف حلب حيث وصل إلى خناصر و السفيرة و لا تفصل بينه و بين الرقة إلا صحراء بلا مدن ، و كذلك الدولة الاسلامة التي تسيطر حالياً على مُجمل شرق سوريا و التي قامت بإنتزاعها من المعارضة السورية "الجيش الحر" و شمال العراق حتى و صلت الى مشارف حلب بسبب السلاح الذي غنمته من العراق عندما سيطرت على الموصل ، و هذه المساحة التي حصلت عليها الدولة الإسلامية أكبر من دول كثيرة في العالم منها بريطانيا التي كانت دولة عظمة في زمن من الازمان .

  أدركت الكثير من الدول هذا التطور الذي تراه أمام أعينها منها على سبيل المثال الغرب و حلفاء المعارضة السورية "المعتدلة" و حلفاء الجيش الحر بكل مكوناته و منها قطر و تركيا ، و هذا منطقياً سيتطلب رد سواء كان مباشر أو غير مباشر من هذه الدول و بدايتها كان مؤتمر جدة الذي شاركت فيه أكثر من عشر دول عربية و غير عربية دون أن يتم إستدعاء لا إيران و لا سوريا الأسد و لا حتى روسيا و هذه دول فاعلة في الأزمة و ما كان مستغرباً هو إستدعاء كلاً من قطر و تركيا برغم من إتهام الإدارة الامريكية و بعض الدول العربية بأن هذه الدول هي دول داعمة للإرهاب في المنطقة ، و لكن هذا التحرك كان هدفه المعلن هو الدولة الاسلامية فقط و لا نعرف إن كان سيتطور إلى إعلان أهذاف أخرى أو إستهداف مصالح النظام السوري مستقبلاً .

 يتمحور الرد التركي من أجل إعادة كفة التوازن في الدبلوماسيةإلى إطراق موضوع إقامة المنطقة الأمنية العازلة شمال سوريا و فرض الحضر الجوي أيضاً في نفس المنطقة من أجل إعادة العافية للمعارضة السورية المنهزمة في بؤر كثير من الأراضي السورية ، أو بمنعى آخر مقر للحكومة المعارضة تستخدمها لترتيب صفوفها و العودة لأرض المعارك و بهذه الطريقة ستكون مكفولة الدعم من قبل مؤيدها مالاً و سلاحاً و أخيراً الموافقة على الاشتراك في الضربات ضد الدولة الاسلامية بعد ما عارضتها سابقا  ، و لكن ما يستوقنا هنا هو موضوع المنطقة العازلة الذي لم يطرق سابقاً في الوقت الذي كانت فيه المعارضة تعلن ساعات الصفر لسقوط النظام و عددها أربعة عشر ساعة صفر تم الإعلان عنها فلماذا الآن ؟ و لكن لم نعد نسمعها الآن ؟!
بتقديري هناك تخوف عام من أمرين في المنطقة برمتها و هما :

التخوف الاول : الدولة الإسلامية : وهذا التخوف يشعر به الكل  من النظام و حلفاؤه الى المعارضة و حلفائها بسبب أن الدولة الاسلامية تستهدف الكل بدون إستثناء و هي تتوسع و تحقق إنتصارات كما أسلفنا سابقاً إلى جانب أنها تتبنى فكر تنظيم القاعدة و بشكل أكبر أصولية و لا تجري علها قوانين المجتمع الدولي و لا تعترف بالأنظمة لهذا لا يمكن إختراقها سياسياً أو التأثير عليها ، و لديهم القدرة على إستعياب الصدمات .

التخوف الثاني : الأكراد في المنطقة : يقدر عدد الاكراد بحوالي 27 مليون كردي في المنطقة ، 56% منهم يتواجدون في تركيا بما يعادل 15 مليون كردي ، و في إيران يبلغ عددهم حوالي 4.3 مليون كردي أي حوالي 16% ، وفي العراق ما يقارب 3 مليون و نص كردي أي 15% ، و في سوريا يتخطى المليون و نصف المليون كردي أي حوالي 6% من الاكراد في المنطقة .

 بفعل الصراعات نشأة نزعة كردية للتحرير و و التوجه نحو إرادة تكوين دولة مستقله تجمع كل الاعراق الكردية في المنطقة و كما أشرنا سابقاً أن كل من تركيا و إيران و العراق و سوريا ستكون دول متضرره من هذا النزعة الكردية بسبب وجود الأعراق الكردية في أراضيهم و كل هذه الدول مارست القمع تجاه الأكراد و سترفض و ستقف في خندق ضد هذا التفكير الكردي بالاستقلال ، و بحسب تقديراتنا هذا ما يفسر مواقف أردوغان الحالية تجاه معارك الأكراد في عين العرب بحيث أنه لم يستقبل النازحين الأكراد من عين العرب و لم يسمح للمقاتلين الأكراد من تنضيم حزب العمال الكردستانين -- BKK  -- بإرسال مقاتلين إلى عين العرب أو كما يسميها الاكراد كوباني .

إعتمد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فلسفة معينة عند إستقبال النازحين السورين و هي إعتبارهم المهاجرين الذين هاجروا بفعل الاطهاد من قبل كفار قريش و كانت الدولة التركية مثل أنصار المدينة المنورة الذين أستقبلوا إخوتهم المهاجرين و هم النازحون السوريون ، يعتبر هذا من المعاني الراقية و تخفيف لمعانات السورين و هذا على خلاف ما يلاقية السوريون من إطهاد و مهانه في كل من المخيمات  في الإردن و لبنان ، و لكن تبين أنها سياسة فلم تستقبل الحكومة التركية اللاجئين الأكراد بالحفاوة التي تمت لغيرهم بل تم ردعهم بالقنابل المسيلة للدموع و خراطيم المياه و لم يسمح  بدخول المقاتلين الأكراد كما فعل مع غيرهم من مقاتلي الجيش الحر و المقاتلين الأجانب في جبهات كلاً من حلب و صولاً الى منطقة كسب في طرطوس ، و بحسب القانون التركي الأكراد يقاتلون الدولة الإسلامية و التي تُعتبر تنظيم إرهابي ، لكن أردوغان و حكومة أوغلو رفضوا نسخ مواقفهم في جبهة حلب و تطبيقها في جبهة كوباني "الجيب الكردي" .

عقارب الساعة تتقارب أكثر و أكثر هذه المرة و لكن هذه الساعة هي عبارة عن قنبلة موقوته تقترب من ساعة الصفر و هذه القنبلة هي التدخل البري الذي يطرحه أردوغان بقوة على البرلمان التركي لإعتمادة و الحظر الجوي في المنطقة عندما يتم تطبيق هذه الاستراتيجية بالفعل فإنها ستكون ساعة الصفر لهذه القنبلة و عندها ستكون تركيا قد دخلت مستنقع الأزمة السورية من أوسع أبوابها ، هذه الفكرة عارضها بالكامل الغرب و قال إنها ستحقن الأدرنالين في المنطقة و لن تخدم السلام في المنطقة و ستعطل كل السبل في الوصول إلى الحلول السلمية بحد قولهم .

بحسب تقديرنا أردوغان خسر كل شئ فهو لم يكسب الأكراد في سوريا ليساندو جبهة الجيش الحر المتراجعة و لم يستخدم داعش لتخدم مآربه في المنطقة أو تجنيدها للضغط على النظام السوري و أيضاً قام بحرق كرت سياسة الصفر مشاكل و سقط من عيون الكثيرين من شرائح الشعب السوري و أولهم الاكراد لأن سوريا مستنقع لا يخرج منه الأقويا بل الاذكيا ، فلا نعرف ما الذي يحصل لشخصية التنمية أردوغان الذي أنغمس بشكل كبير في سياسات المناكفة ، ورفض دعم أكراد كوباني مع إن أكراد تركيا طلبوا من تركيا التدخل و بشكل رسمي لدعم أكراد سوريا فرفض أردوغات الطلب و وصفهم بالتطرف و الارهاب ، و لكن لماذا يوجد هناك ما يقارب 36 ممثل لحزب العمال الكرستاني في البرلمان التركي  فكيف لهؤلاء الارهابيون أن يكون أن يكونو رجالات حكومة . 

نحن لا نطلب من الرئيس التركي أردغان أو رئيس الوزراء أغلو الترحم على الأكراد الذين أعلنوا مساندتهم للنظام و لكن نحن نقول لهم إن الانغماس في الملف السوري بالشكل الحالي و أعتماد سياسة المناكفة سيفتح الكثير من الملفات المغلقة و سجبرك على دخلو طرق و عرة لا توجد غيرها و أولها الملف الكردي في المنطقة ، و هذا الملف يمس السيادة التركية في المقام الأول ، فالأكراد معشارهم في سوريا و أثلاثهم في تركيا ، و بحسب التعاطي مع الأكراد في سوريا يستجيب سلباً أو إجاباً في تركيا ، و في النهاية تصادم الجيش الحر مع الأكراد في سوريا مما أدى إلى تصادم مصالح كلاً من أكراد تركيا و الحكومة التركية ، فأكراد سوريا لا يشكلون خطر على تركيا بقدر ما يشكل أكراد تركيا أخطاراً على الحكومة التركية و هذه واحدة من أعراض مرض الأزمة السورية ، و الذي لا يحمل له أردوغان علاجاً سواء التنازل عن الكثير من الأشياء على حساب جبهته في سوريا. 

لا نعرف إلى أين تتجه بوصلة الصراع في سوريا و خصوصاً المعسكر الذي يضم معارضي النظام و حلفائهم ، فلا شئ في صالح و دائماً تقرع الطبول ضدهم و سياسة أردوغان تؤكد أن المعارضة السورية أيامها معدودة و عدوها الوقت فلن تفعل شئ أمام النظام و داعش أصحاب النفود الأكبر في سوريا ، و ستكون النهائيات بينهم بالتأكيد هذا مالم تحصل معجزة غيبية خارقة تعاكس كلماتنا .
خريطة توضيحية لسيطرة النظام و داعش و مناطق نفودهم

الحوثي لم يظهر من فراغ والساسة المتصارعين مهدوا الطريق لإيران دبلوماسياً في اليمن , واستراتيجية السنين القادمة قد حُددت :

محمد زكي عيديد


الحوثي لم يظهر من فراغ  والساسة المتصارعين مهدوا الطريق لإيران دبلوماسياً في اليمن , واستراتيجية السنين القادمة قد حُددت : 

-----------------

    يعتبر الوضع السياسي في اليمن من أعقد الاوضاع سياسياً يوازي في تعقيده الوضع العراقي تماماً بل ربما يزيد تعقيداً ، تارةً نشببه بالوضع في لبنان و نقصد هنا عناصر الحوثي و تارةً يأخد من الوضع المصري بعض عناصر الشبه ونشير بالبنان هنا الى حزب الاصلاح -- الاخوان المسلمين -- و معاركهم الدبلوماسية ، و تارةً يُشبه بالوضع في السودان والعراق و نقصد الحراك الجنوبي و أيدولوجيا الانفصال أو الحكم الذاتي و كل هذه عناصر تساهم في تعقيد اليمن سياسياً وتخلق منه معضلة سياسية ، في خضم غياب الرؤية السياسية الواضحة لأن النقاش من فوق الطاولة و تسليم الاوراق من تحتها . 

  عندما نتحدث عن الحدث السياسي الكبير في اليمن بداية بتهديد الحكومة بالسقوط من قبل عناصر الحوثي و نهاية باجتياح العاصمة صنعاء ونجاح هذا التصعيد الحوثي والسيطرة على كل مفاصل الدولة دون أي عناء يذكر , وأمام أنظار الجيش اليمني يجعلنا نضع أطنان من الاستفهامات نوجها مباشرة إلى سيادة الرئيس عبدربه منصور هادي ، هل مازال مركوزاً ؟ مثلما يلقب سابقاً من قبل شريحة كبيرة من الشعب اليمني ، أم أن هناك تفاصيل لا يعلمها إلا ذوي الرتب العليا في الحكومة . 

 بداية بحركة الحوثي من مديرية حوث وحتى وصوله الى عمران و تواجده على مداخل العاصمة صنعاء بحجة الصراع مع عناصر حزب الاصلاح وعائلة الاحمر كان تسيس -واضح لا يخفى- من صناعة النظام السابق يدل على أن هناك نافذين في الدولة هما يحملان على أعتابهم خريطة العمل السياسي و الدبلوماسي كاملة في اليمن و هما مَن جعل الامور تصل الى منتهاها الحالي , ونقصد عائلة النظام السابق علي عبدالله صالح وعائلة الأحمر بالرغم من وجود رئيس  الجمهورية عبد ربه . 

ما يميز السياسة في اليمن أن من يملك البندقية هو الذي يتكلم و يسيس و يتسيس . وأما أولئك الذين يحملون حقائب دبلوماسية ملئية بالاوراق لمناقشة قضاياهم يكونون دائماً على الهامش وهذه حقيقة حصرية لأننا عقلياً و فطرياً توقعنا حدثين كبيرين يهزان اليمن والمنطقة برمتها عقب أحداث الثورة ، لايوجد غيرهما واضح للعيان في ذلك الوقت ، وهما كالتالي : 

التوقع الأول : حصول حرب أهلية أو قبلية في اليمن أيام الثوره اليمنية بين أنصار  كلاً من علي عبدالله صالح و أنصار الاحمر ولكن هذا لم يحصل و لله الحمد . 

التوقع الثاني : حدوث الانفصال الجنوبي ، وهو حدث أستراتيجي كبير جداً يمكن أن يخلق أزمة يمنية كبيرة جداً و هذا أيضاً لم يحدث ايضا .

 دخول الحوثي العاصمة صنعاء هو الحدث الكبير الذي حصل والذي لم نكن نتوقه أبداً وهذا ما يؤكد مصداقية ما نقول عن الوضع السياسي المعقد في اليمن و لكن التدخل الحوثي المفاجئ لخص لنا كل القضايا المتشابكة و أعطانا صورة تفصيلية عن حقيقة الوضع السياسي في اليمن وكم هو متشابك مع بعضه ما عدا القضية الجنوبية - والتي هي أصل كل القضايا في اليمن - فقد كانت ملفاتها مهملة على الدواليب لأن المعترك السياسي لا يخصها . 

هناك تشكلين كبيرين يقسمان الجيش اليمني الى قسمين وهما : 

الفرقة الأولى مدرع : ويقودها علي محسن الاحمر و تتكون من 22 لواء عسكري موزعة على كل مناطق الجمهورية . 
الحرس الجمهوري : يقوده أحمد علي عبدالله صالح -- نجل المخلوع -- وقوام جنوده 120 الف جندي حسب ماتقول التقديرات مدججين بأحدث الاسلحة الحديثة والتدريب الحديث يحوي 17 لواء تأتيه مساعات سنويه من أمريكا تحت مسمى مكافحة الارهاب ولديه ارتباط  وثيق بالقوات الخاصة اليمنية . 

كانت ثورة الشباب في اليمن عام 2011م مثل الكارثة على المتنفذ علي عبدالله صالح إذ يمثل سلسلة نفوذ في الدولة يعتبر هو رأس هرمها . فتوعد علي محسن الأحمر وغيرهم مِمَن وقفوا ضده دعماً لثورة الشباب بأنه سيبذل جهداً لسقوطهم ، و أقتضت سياسة المخلوع أن يتمسك بتنظيم ديني فكان الحوثي بسبب إنغماس علي محسن الأحمر في حزب الاصلاح -- فرع الاخوان المسلمين في اليمن -- كتنظيم ديني  .  

يشاع أن عبدربه منصور هادي الرئيس اليمني تلقى ضغوط من قبل دول المنطقة والحكومات المحاربة للاخوان المسلمين بأن ينظم الى معسكر محاربة الاخوان المسلمين ، بسبب أن حزب الاصلاح أو جماعة الاخوان المسلمين في اليمن على تواد مع الحكومة و منغمسة إنغماس كبير بعكس دول العالم العربي الأخرى فهناك تقييد لجماعة الاخوان المسلمين ومحاصرتهم و ممارسة سياسة "س ج" معهم . ولا يوجد لهم نفوذ في الجيش مثل إخوان اليمن ، وقد تصل في مراحل خطرة إلى إحلال الحزب أو الجماعة ، فرفض عبدربه منصور هادي التدخل في الصراع بين جماعة الحوثي "أنصار الله" وحزب الاصلاح وعائلة الأحمر يعطيك إنطباع بأن عبدربه رضخ لهذا الضغط وما يساعد على ذلك ضعف نفوده في الدولة ، فقد رفض بأن يتدخل عسكرياً في صراعات لا تمت للحكومة بأية صلة وعلى أساس أن الصراعات شخصية و أعطيت تسهيلات من قيادات في الحرس الجمهوري -- المرتبطة بالنظام السابق -- لتوغل الحوثين و حادثة قتل اللواء الغشيبي خير دليل ، و حتى وصوله الى العاصمة صنعاء . 

نهنئ الحكومة الايرانية على العاصمة الرابعة كما صرح مندوب مدينة طهران في البرلمان الإيراني، علي رضا زاكاني ، ومن العيب أن نتهم الحوثي و نترك من خائنوا الامانة أصحاب النفوذ الذين أستهانوا كثيراً بقضايا الناس و لعبوا بمقدرات الدول و تعاملوا مع التكتُلات الدينية مثل التعامل مع الملابس تارة يلبسونها وتارة يخلعونها ، و كلهم نسيو أن سياسة المناكفات و ردات الفعل نقطة ظعف عند السياسين أستغلتها إيران كما يقولون "نعيب إيران و العيب فينا و ما لايران عيبُ سوانا"  . 

إنتهت مباراة  لي الاذرع لصالح المتنفذ علي عبدالله صالح هذه المرة بعدما خسرها سابقاً في أحداث الثورة ،لكنهم لم يدركو أنهم جميعاً خسرو في هذه المبارات أمام إيران لكن هذه الخسارة قدمت على طبق من ذهب نصراً لايران في اليمن ، و ستحكي الايام المقبلة مدى حجم النفود الايراني الذي سترونه في الساحة اليمنية ، و ستكون إيران لاعب أساسي في الشأن اليمني بعد ما كانت لا تعرف لليمن طريق سواء عن التصريحات ، و ما يؤكد بداية هذا النفود الايراني هو الافراج عن الاسراء الإيرانين و الجواسيس الذين يعملون لصالح إيران في اليمن ، لأن الحوثي أصبح سيد النافذين في الدولة ، و هكذا حال السياسة سيكون في السنين المقبلة . 

ليس المهم فوز الاسد وانما ما سيأتي بعده.. واخطاء المعارضة وداعميها القاتلة اعطته الذخيرة التي لم يحلم بها.. واليكم الصورة كما نراها


atwan-555.jpg44


عبد الباري عطوان

ليس المهم فوز الاسد وانما ما سيأتي بعده.. واخطاء المعارضة وداعميها القاتلة اعطته الذخيرة التي لم يحلم بها.. واليكم الصورة كما نراها

الامر المؤكد ان برقيات التهاني لن تتدفق على الرئيس بشار الاسد من قبل الزعماء العرب، ديمقراطيين كانوا او ديكتاتوريين، بمناسبة فوزه في انتخابات الرئاسة التي اعلنت نتائجها الرسمية مساء الاربعاء، واذا كانت هناك استثناءات فستكون محدودة جدا، ليس لان النتائج معروفة مسبقا، ولكن لان سورية لم تعد تلك الدولة القوية المهابة الجانب التي يحسب لها العرب الف حساب، مثلما كان عليه الحال في الماضي القريب جدا، ولان شعبية الرئيس السوري الكبيرة في اوساط انصاره ليست على الحال نفسه في اوساط اقرانه العرب لاسباب معروفة لا يحتاج المرء لتكرارها.

لا نعتقد ان الرئيس السوري سيقلق كثيرا من عدم ورود هذه البرقيات، فالاتصالات مقطوعة تماما مع معظم هؤلاء الزعماء، ومن يتجرأ على الاتصال، وكسر هذا المحرم، يلجأ الى طرق ملتوية، كأن يوحي الى زوجته او احدى بناته بمخاطبة زوجته اي السيدة اسماء عبر الايميل او وسائل التواصل الاجتماعي في محاولة لاقامة جسور، تحت غطاء ابداء الحرص، وتوجيه نصائح، وهي محاولات غالبا ما تجد صدا قويا مثلما كشف لي مسؤول عربي كبير اتبع الطريق نفسه.

الانتخابات التي وصفها الرئيس الامريكي باراك اوباما بانها “مهزلة” وقال عنها وليم هيغ وزير الخارجية البريطاني بانها “عار”، ورأت المعارضة السورية بانها “غير شرعية”، تشكل محطة مهمة في مسيرة الازمة السورية، وتستحق القراءة المتعمقة لما تنطوي عليها من مؤشرات يمكن من خلالها استقراء الصورة المستقبلية وملامحها السياسية والعسكرية.

***

في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2012 نشرت وكالة المخابرات المركزية الامريكية تقريرا توقعت فيه سقوط نظام الرئيس بشار الاسد في غضون عشرة اسابيع على الاكثر، الامر الذي شجع الرئيس اوباما وزعماء آخرين على القول علنا ان ايام الرئيس السوري باتت معدودة، وبدأوا يتشاحنون على تسمية البدائل وتقسيم الغنيمة.

من المفارقة ان روبرت فورد السفير الامريكي السابق في سورية، واحد الرعاة الاوائل للثورة السورية، والزائر المبكر لمدينة حمص مهدها، اكد يوم الاربعاء ان النظام بات قويا وصعبا على الاسقاط بسهولة، واعاد السبب الى عدم تحرك الادارة الامريكية مبكرا لدعم المعارضة “المعتدلة”، وابدى قلقا من ازدياد قوة الجماعات الاسلامية المتشددة ونفوذها اكثر من قلقه من استمرار النظام وذلك في حديث ادلى به لمحطة “سي ان ان”.

هناك ظاهرتان برزتا في هذه الانتخابات لا يمكن المرور عليهما مرور الكرام:

*الاولى: الاجواء الاحتفالية التي سادت العملية الانتخابية في المدن والمراكز التي يسيطر عليها النظام، وسجلتها عدسات الكاميرات التلفزيونية على مختلف انتماءات اصحابها، صحيح ان المنخرطين في الاحتفالات هم من انصار النظام، وهذا امر طبيعي ومتوقع، فهؤلاء جرى تغييبهم والتشكيك بوجودهم اساسا واللافت ان نسبة ملموسة منهم من ابناء الاقليات السورية المذهبية والدينية والعرقية التي لم تنجح المعارضة، والدول الداعمة لها، في كسبهم الى جانبها، الامر الذي دفع النظام الى تقديم نفسه كحام لهؤلاء من خطر وجودي يهددهم، عمل على تضخيمه بشكل مبالغ فيه، وهذه حرب دموية يستخدم فيها كل طرف ما لديه من اوراق ضد الآخر.

*الثانية: اجراء الانتخابات في اجواء آمنة منضبطة امنيا، وفي موعدها، مما يعني ان تهديدات المعارضة المسلحة، ودول غربية وعربية بمنع اجرائها، او مهاجمة مراكز الاقتراع لم تكن في مكانها الامر الذي سيصب في خانة المؤسسة الامنية التي اعتقد الكثيرون انها ضعفت وتراخت بعد ثلاث سنوات من الحرب.

من الطبيعي الاقرار بانه في الوقت الذي كان يحتفل فيه انصار النظام باليوم الانتخابي بالاهازيج والتلويح بالاعلام وعلامات النصر، كانت طائراته، اي النظام، تواصل قصفها للاحياء والبلدات والقرى الخارجة عن سيطرته، وتقتل المئات دون رحمة، مسلحين كانوا او مدنيين، مما يذكر بحجم المأساة التي تعيشها البلاد، والوجه الآخر المظلم منها.

المصوت الاكبر للنظام السوري في رأينا كانت اخطاء المعارضة القاتلة التي تضخمت في العامين الماضيين بصورة وفرت له الذخيرة السياسية والاعلامية التي لم يحلم بها مطلقا، ووظفها بطريقة شرسة لخدمة اهدافه، وها هو يجني ثمار بعض نجاحاته.

عدة عوامل رئيسية افادت النظام ورجحت كفته السياسية والعسكرية وساهمت في تغيير الكثير من المعادلات، ولو جزئيا، في ميادين المعارك جنبا الى جنب مع حرب لا تقل شراسة لكسب العقول والقلوب عبر وسائل الاعلام باشكالها كافة:

*اولا: استمرار دعم الدول المناصرة للنظام ماليا وعسكريا وسياسيا دون اي خوف او تردد وبالوتيرة نفسها وربما اقوى، ونشير هنا الى روسيا والصين ودول البريكس، اضافة الى ايران وحزب الله ومقاتلين عراقيين وخبراء عسكريين روس وايرانيين.

ثانيا: انتباه النظام وداعميه الى اهمية وسائل الاعلام ودورها القوي في حشد الرأي العام وتعبئته من خلال  اقدامه وحلفائه على تأسيس قنوات تلفزيونية وصحف يومية ومواقع اخبارية على درجة عالية من المهنية الذكية، وتوظيف كفاءات متميزة فيها واتباع سياسة تحريرية هادئة واقرب من الموضوعية تفسح مساحة كبيرة من الحريات للرأي الآخر، الامر الذي جعل هذه الوسائل الاعلامية تحقق اختراقا كبيرا في فترة زمنية قصيرة جدا.

*ثالثا: ارتباك الاعلام العربي المضاد للنظام، وخروجه عن مهنيته وموضوعيته، بسبب الثقة الزائدة بالنفس التي وصلت الى درجة الغرور اولا، والاطمئنان الى حتمية سقوط النظام، والاستعانة بأصوات تحريضية ارتجالية تبيع الوهم، وتبشر بالانتصار الوشيك، دون الاعتماد على ادلة وحجج مقنعة، عسكريا وسياسيا، فالخبراء العسكريون التي كانت تستعين بهم هذه الفضائيات كانوا يوظفون خبراتهم العسكرية التي لم تتجاوز الحرب العالمية الثانية، حسب اهواء هذه الفضائيات وتمنياتها، وتغييب التحليل السياسي العلمي الحديث لمصلحة الغوغائية والفبركة والتضليل.

*رابعا: تعاون بعض وجوه المعارضة السورية مع اسرائيل والمباهاة بذلك علنا، بل وصفها اي اسرائيل بأنها قوة تحرير، والاستعداد لمكافأتها بالتنازل عن هضبة الجولان، الامر الذي قدم هدية لا تقدر بثمن وظفها بشكل فاعل لمصلحته ولتهشيم خصومه والتشكيك في وطنيتهم.

*خامسا: رجحان كفة الجماعات الاسلامية في ميادين القتال ونجاحها في اقامة امارات اسلامية على مناطق وقعت تحت سيطرتها وتطبيق احكام الشريعة فيها، ثم اشتعال حروب التصفيات في صفوفها، وفشل المعارضة في ايجاد مظلة يتوحد في ظلها جميع او معظم فصائلها، وتعدد التحالفات وتبدلها وتناسل الجماعات المسلحة حتى بلغت الالف جماعة وتنظيم، وكثرة التغييرات في القيادتين السياسية والعسكرية، وتبادل الاتهامات بالعمالة والخيانة في صفوفها، وتوظيف المتشددين والنظام معا لشبكة “اليوتيوب” في بث صور الشنق والاعدامات الميدانية الامر الذي اعطى نتائج تنفيذية عكسية تماما في اوساط سورية وعربية وعالمية خدمت النظام وادواته الدعائية.

***

الرسالة التي اراد الرئيس الاسد ونظامه توجيهها من خلال الانتخابات تتلخص في وأد صيغة مؤتمر جنيف كطريق للحل السياسي، واسقاط فرضية التنحي نهائيا والتشديد على ان اي مفاوضات جديدة يجب ان تقوم على اساس بقائه في السلطة واقامة حكومة على اساس مبدأ الشراكة تحت مظلته.

عندما يقول استطلاع للرأي العام في ثماني دول عربية (السعودية، مصر، الاردن، لبنان، المغرب، الامارات، الاراضي الفلسطينية المحتلة) اجراه معهد جيمس زعبي الامريكي صاحب المصداقية العالية ان عشرة في المئة في المتوسط يفضلون ضربات جوية في سورية (6 بالمئة في المغرب و8 بالمئة في الاردن)، وان نسبة التأييد لدعم المعارضة وتسليحها والتدخل العسكري الامريكي جاءت منخفضة جدا، بينما تؤيد الاغلبية الكبرى ارسال مساعدات انسانية، فان هذه النتائج التي جرى نشرها قبل اسبوع،  واستند اليها الرئيس الامريكي في خطابه في كلية “وست بوينت” العسكرية، واكد فيها رفضه التدخل عسكريا في سورية تقول الكثير حول التغيير المتصاعد في الرأي العام العربي والعالمي ايضا تجاه الازمة السورية.

الاحتفالات بفوز الرئيس الاسد من قبل انصاره ستتوقف خلال يوم او يومين، وستعود الامور الى حالها الذي كانت عليه قبلها، ولكن النظام حصل على جرعة معنوية كبيرة في امس الحاجة اليها، مثلما حصل انصاره على لحظة فرح، وان قصيرة، بعد ثلاث سنوات من القلق والرعب، والاهم من كل ذلك ان هذه الانتخابات اعطت انصار النظام، لما رافقها من اهتمام اعلامي دولي فرصة اخرى لكسر العزلة لا تقل اهمية عن الفرصة التي اتيحت له في جنيف.

عالم السياسة بلا قواعد فوز أردوغان و الانتخابات الرئاسية القادمة رؤية تحليلية

محمد زكي عيديد

عالم السياسة بلا قواعد 
فوز أردوغان و الانتخابات الرئاسية القادمة 
رؤية تحليلية  
------------------------------  
   أواخر السيناريوهات في تركيا حللها الكثير من السياسين و المتخصصين في العلوم الاستراتجية و كبار الصحفين في العالم العربي قائلين بأن التاريخ  السياسي لرجب طيب اردوغان سينهار لأنه بدأ يفكر بتفكير الجماعة و ليش التفكير الشمولي على أساس أن سبب نجاحه عدة عوامل ذكرها المحللون و هي التقارب الذي خلقه اردوغان بين العلمانين و الاسلامين و سياسة الصفر مشاكل حتى مع ألذ أعداء تركيا و النمو الاقتصادي الذي خلفه اردوغان و به فاز في ثلات مراحل أنتخابية و لكن ماحصل عكس قوانين علم السياسة  لتجعل من النظرية التي تقول "أن الصادق في السياسة المتغير" حقاً و أن أراء و تحاليل كبار المتخصصين في سلة المهملات و هي الفوز في المرحلة الانتخابية الرابعة . 

  الفوز الذي حققه فريق أردوغان في الانتخابات البلدية الأخيرة بنسبة 48% تفاجأ منه مناصريه قبل معارضيه بشكل غير متوقع ففي الانتاخابات البلدية السابقة -- 2006 -- التي كسبها اردوغان فازوا بنسبة ليست ساحقه حوالي 38,8% و هم بلا أعداء و مع دروة الصعود الاردوغاني في الساحة تلتها الانتخابات البلدية الاخيرة ليحطم اردوغان الرقم القياسي بنسبة 48% و هذا شيء غير متوقع لأردوغان و لأعداء أردوغان و لنا نحن متابعي الاحداث التركية ، فليس الغريب الفوز و لكن الغريب هنا الفوز الساحق الذي تم تحقيقه على الساحة في تركيا، في ضل أن المحليلين و الخبراء قالوا أن نسبة الفوز ستكون ضعيفه بسبب المجريات و الحداث و الجدير بالذكر أن أعلى نسبة حققتها أبرز الاحزاب المعارضه له حزب الشعب الجمهوري كانت 28% و هي نسبة ضعيفة جداً   .

 لماذا يعد فوز أردوغان الكاسح أمر مفاجأ ؟ 
لعدة أسباب و هي أن حليفه الكبير فتح الله غولن الداعية الاسلامي و الذي أصبح الآن من أشد أعدائه يتبنى الفكر الاسلامي مثله مثل اردوغان و هو الذي يقود حملة المعارضة المضاددة يعني و جود لتكتل إسلامي في الجهة المعارضة و الثاني قمع الحريات و الضرب بمبادئ الديمقراطية عرض الحائط و هذا بسبب أغلاق اليوتيوب و التويتر و الذي يستخدمة عشرات الملاين من الاتراك بل يعتاش عليه الشعب التركي في شتى المجالات في الحياة من الفن إلى التجارة إلى الاعلام و هذا خطير على أردوغان و ثالثاً انهيار كل أسباب نجاح أردوغان الثلاثة و هي أنهيار سياسة الصفر مشاكل بسبب الوضع السوري الذي كسِب من ورائه أردواغان أطنان من الدول التي تكيد العداء لتركيا و منها مصر و ايران و روسيا و سرويا و العراق و الصين ، انهيار الاقتصاد التركي مما أدى الى انهيار العملة التركية و لو كان هذا الانهيار ليس كبير لكنه ملحوظ بشكل واضح و انهيار التقارب بين الاسلامين و العلمانين بشكل جداً كبير و مفرط و رابع الاسباب هي خطابات رئيس الوزراء الاخيره في تركيا و وعيده بأنه سيقضي على المعارضة و أعتبرها مخططات للاطاحة بتركيا و أتهمهم بأنهم خونة للوطن و على رأسهم حليفه السابق فتح الله غولن و الذي حمَّله قيادة هذه المؤامرات على الحكومة في تركيا و خامس الاسباب هي قضايا الفساد المتهم بها أردوغان و بعض أعضاء حزبه و حتى في أسرته مما أدى به الى أغلاق تويتر و اليوتيوب ، واخيراً تغير أردوغان في الدستور التركي و ستجري قريباً أول أنتخابات رئاسية في تركيا . 

الاسباب التي أسردنها كلها قامت في ثلاث سنين و ليست تراكمات لسنين طويلة فقط من بداية  أحداث الربيع العربي إلى الآن كانت كافية لسحق رجب طيب أردوغان سحقاً قوياً و لكن هذا لم يحدث و بسببه و ضعنا عدة تساؤلات أولها أن الانتخابات التي جرت هي أنتخابات بلدية فحزب العدالة و التنمية له تجربة باهرة في هذا المجال و خصوصاً في أسطنبول و أنقرة و كل نواحي تركيا جعلت تركيا من الدول السياحية الاولى في العالم و التساؤل الثاني نقول فيه ان المعارضة لم تستطع تجنيد كل هذه الاسباب  التي تقف في وجه أردوغان لصالحها في الانتخابات البلدية و ثالثاً و هو ما لانريد الاستعجال عليه و هو أن هل أردوغان رجل سياسة من الطراز النادر الذي يستطيع أن يدير أزماته و يقلب الطاولات على خصومه ؟ أم أن اردوغان يجني حصيلة 12 سنة من النجاحات التي حققها في مجال البلديات ؟ ففي مجال البلديات رأينا نجاح حزبه و لكن نترك هذا السؤال للانتخابات الرئاسية -- الاولى من نوعها و التي و ضعها أردوغان بنفسه و هي تعتبر جديدة في الدستور التركي الذي يحل محل رئيس الوزاء -- لتجاوب عن هذا السؤال و السبب الرابع يقول ، هل الانتخابات التركية مزورة ؟ فهذا لا يمكن أن أجادل فيه بنقاشات لأن الدولة في تركيا مدنية و ليست عسكرية  . 

الشارع التركي مر بثلاث مراحل الاولى مرحلة الامبراطورية العثمانية و التي لم يبقى منها شئ على الساحة الفكرية و الرأي العام في تركيا و المرحلة الثانية مرحلة العسكر و التي أستمرت 100 سنه أي قرن كامل هذه المرحلة جعلت ساحة الشارع التركي يعج بالعلمانية بل تعتبر دولة علمانية بأمتياز فهي مسيرة قرن كامل و المرحلة الثالثة مرحلة ظهور الفكر الاسلامي على الساحة السياسية هذا الفكر كافح لمدة سنين طويلة فكان ناتجه أربعة أنقلابات عسكرية على أنتصارات الاسلامين في الانتخابات فلب الموضوع أنا هناك تكتل علماني + إسلامي من جهة المعارضة و تكتل إسلامي فقط من جهة حكومة أردوغان الحالية كلهم سيتنافسون في الانتخابات الرئاسة القادمة و إعلان جميع الاحزاب المعارضة أنها ستتحد في الانتخابات ضد حزب العدالة و التنمية ، بمعني أن حزب العدالة و التنمية سيخوض الحرب منفرداً و هذه أنتخابات رئاسية وليست بلدية و لأول مرة في تاريخ تركيا أي أن رجب طيب أردوغان سيواجه رصيد جبار من التكتل العلماني و الاسلامي ضده في الانتخابات الرئاسية هذا ما يمكن أن نسميه بالاختبار الحقيقي في تاريخ أردوغان و حزب الحرية و العدالة حيث قال الصحفي عبدالباري عطوان إن خسارة أردوغان يعني نهايته و عدم ظهوره مرة أخر على الساحة السياسية أو فوزه فوز ساحق و بعدها سيشكل تركيا على بغيته التي يريدها أو فوزه بنسبه بسيطه في الانتخابات الرئاسية و هذا بداية فشله السياسي لأنه بنسبته البسيطه هذه لن يحقق مطالبه المزعومة 

سنعرف كيف ستسير السياسة في تركيا لأن الشكل الذي ستتخدة سيغير مفاهيم السياسة و تطلعاتها في الشرق الاوسط أولها القضية السورية و آخرها إما الدولة الاسلامية في تركيا أو العلمانية ، فما بعد الانتخابات الرئاسية التركية سيكون قاتل بكل المقايس ، فقط لننتضر الناتج لأن السياسات تقررها و تحكمها المتغيرات  . 

عودة الى الوراء ، حقبة حسني أرحم من السيسي الانتخابات المصرية معروفة النتائج

محمد زكي عيديد

عودة الى الوراء ، حقبة حسني أرحم من السيسي
الانتخابات المصرية معروفة النتائج

محمد زكي 

   عندما قام الربيع العربي و ضعت الشعوب العربية ثلاثة رهانات و هي الكرامة و الدول المدنية و الحريات ،  فقامت ثورت 25 يناير في مصر بعد تونس مباشرة و ماهي إلا شهر حتى استقال حسني مبارك عن الرئاسة و كلنا كنا فرحين في كل أقاصي العالم كل من يفهم لغة الضاد بدون إسثناء ، مع أن هناك ثورة قد سبقت مصر في تونس و تعتبر هي المفتاح للثورة المصرية و لكن مصر هي دفة القيادة ، عندها توقف الغزوا الصليبي القادم من الغرب و عندها توقف الغزوا التتاري القادم من الشرق ، و فيها أكبر سلطة دينية في العالم العربي و العالم الاسلامي و هو الازهر ، الذي رعاء كل المداهب الدينية و حماها من الاندثار لهذا يسمئ عصارة التاريخ ، فتركت مصر في دهن الأمة العربية انطباع القيادة .

  لكن لم تطل تلك الابتسامة التي لم يسلم منها حتى رجال الفكر و هي تعلمنا دروسا مهمة في الحياة قائلتا لنا بأنه لا يوجد تغير بمجرد إقالة رئيس جمهورية ، لأن إقالتهم تهديك فقط القلم و الورقة التي ستخط فيها معاناتك و أنت تحارب إرثهم و تدفن بؤر الفساد التي صنعتها سياساتهم ، كافح الاربيون 200 سنه لنيل الحريات ضد الملوك و الاقطاعين و رجال الدين و قامت الكثير من الثورات التي فشلت فشل ساحق و دريع و تزعم هذا الكفاح في الصف الاول الصحفين و رجال الفكر منهم و الفلاسفة حتى اجثتوا هذه الطاغوتية .

 مصر بعد 25 يناير أو بعد حكومت محمد مرسي أو بعد ثورة 30 يونيو لم تصبح مثل مصر حسني مبارك فمصر حسني مبارك ارحم بكثير من مصر عبدالفتاح السيسي الذي لم يترك أي معنى للثورية في مصر لا لثورة 25 يناير و لا لثورة 30 يونيو التي كتب لها العسكر النجاح ، فبعد هذه الثورة المجيدة عاد دستور 71  و خلع عبدالدفتاح السيسي البذلة العسكرية و ترشح للانتخابات و ربما يعدم محمد مرسي و يموت حسني مبارك موت الفراش ، لم يبقى شئ من بقايا الثورة لاثورة 25 يناير ولا ثورة 30يونيو ، علينا أن نهنى كل المصرين الشحاتين في الشوارع و الفقراء و كل من لا يملك بيتا للعيش فيه و من لا يستطيع أن يوفر غداؤه إن وفر فطوره بالحكومة العسكرية الديمقراطية الجديدة ، لا يوجد في تاريخ الديمقراطية أي إجتماع للعسكر مع الديمقراطية ، فهم مثل الزيت و النار ، جعلت الديمقراطية للحكومات المدنية و الاشتراكية للحكومات العسكرية .

الانتخابات المصرية معروفة النتائج لصالح المشير عبدالفتاح السيسي دون أن نتعب أدمغتنا بالتفكير لعدة أسباب و أولها أن المعارضة المصرية بقيادة الاخوان ستمتنع عن التصويت و لن يسمح لها بالمشاركة كمرشحين و ثانيا أن خصوم المشير عبدالفتاح السيسي في الانتخابات لا يتمتعون بأي شعبية تذكر و هم ضعاف جدا عديمو الشخصية و ثالثا الترويج الاعلامي الكبير للمشير عبدالفتاح السيسي من قبل الاعلام المصري ، هذه ابرز الاسباب الواضجة للعيان .

السياسة بلا قواعد لا نعرف ماذا سيحل بمصر أم الدنيا أستاذة المنطقة  بعد الانتخابات و كيف ستكون حقبة المشير عبدالفتاح السيسي القادمة لكن نوجه رسالتين الاولى للمشير بأن نقول له كفى حان الوقت بأن تستعيد مصر هيبتها فأرجوك أعد لها الهيبة و الرسالة الثانية للجماعات الاسلامية بأن تغير الاستراتيجيات و أن تتجاوب مع المتغيرات و تذكروا أيها المعجبين بتجربت أردوغان بأن الجماعة الاسلامية في تركيا تعرضة لأربعة انقلابات عسكرية فلابد من التجاوب و اتخاد استراتيجيات مغايرة تمتص الازمات ، لاننا نحكي عن تجربة نجاح .

ماذا على الافق القرم إجرام والعراق برءاة العرب في سلة المهملات عندما تناقش القضايا ؟!

محمد زكي عيديد

ماذا على الافق القرم إجرام والعراق برءاة ... 
العرب في سلة المهملات عندما تناقش القضايا ؟!  

   عندما قامت الحرب العالمية الثانية كان لابد من تواجد فتيل لتفجير هذه الازمة التي أودت بحيات 60  مليون إنسان و شردت أضعاف هذا العدد جعلتها أكبر نكبة صراع عرفتها البشرية في تاريخها ، هذا الفتيل كان يمس الكرامة و عنوانه الكبيريا و هو إجتياح هتلر لبولندا متناسيا معاهدة بريساي التي تم الاتفاق عليها بعد الانتهاء من الحرب العالمية الاولى ، فكانت بولندا دولة حليف لفرنسا و بريطانيا فمن خلال هذا التحالف أعلنتا كلاً من الدولتين الحرب على المانيا فكانت بداية الحرب العالمية الثانية .

  طرد روسيا من عضوية دول الثمان بسبب نشاطها العسكري على شبه جزيرة القرم و التي أصبحت أراضي روسية تعتبر  أكبر سياسة خاطئة ترتكب ، فنحن لم نسمع بعد عن انتهاك لحقوق الانسان و عربدة روسية في المنطقة فلم نسمع عن حالات قتل و تجاوزات و حصلت عليها روسيا باستفتاء شعبي كان مزور أو غير مزور لا يهم لأن الناس به تخطت الازمة ، لكن في المقابل لماذا لم تسحب عضوية أمريكا من دول الثمان بسبب ارتكابها جرائم حرب في العراق و افغانستان و التستر على جرائم إسرائيل و إفشال دول بأسرها   .

 يجب ان نعترف أن وجود الطرف الروسي على الساحة السياسية مهم و ذلك من أجل عودة كفة الميزان إلى ماكانت عليه موازين السياسة ، لان مسيرة التاريخ تعتمد على التوازن في الحياة السياسية على مستوى القرار ، فقرب الروس من الامريكيين يخفف حدة الازمات و يترك مجال للتفاوض على الساحة السياسية في طاولة واحدة ، و إبعادها يعتبر تهميش للكيان الروسي مما يؤدي إلى خلل في الميزان ، و نعتقد أن الغرب لا يريد  أن يفهم بأن روسيا استفاقت بعد غياب دام عقدا كاملا عندما انهار الاتحاد السوفياتي في اوائل التسعينيات و هذا العقم في الفهم من الطرف الغربي ربما يصعد الازمات .

الخطابات التي دارت بين الرئيس أوباما بقوله "سنعاقب الروس على أفعالهم" و قول لافروف -- وزير الخارجية الروسي -- "عضوية دول الثمان ليست مأساة كبيرة و لا تعد نهاية العالم" ، يؤكد بأننا كم كنا أغبيا عندما ظننا أن الحرب العالمية الثالثة ستكون إما مضيق هرمز أو الشرق الاوسط في سوريا ، فنحن حقيقة نؤمن بسخونة هاتين المنطقتين و أهميتها و لكن تبين انها فقط حقن أدرنالين او عوامل حفازة للصراع الذي نتمنى أن لا يقوم ، و مما أثار غضبي تواجد 7 مليون سوري مشرد أو في الملاجئ خارج بلده و قتل 200 الف سوري بالكيماوي أو السلاح التقليدي بسبب الفيتو الروسي والصيني و لم نرى هذه الخطوة تتخد من قبل الغرب بطرد الروس والصين من عظوية دول الثمان و فقط مجرد نشاط عسكري خفيف للروس في جزيرة القرم تم طردها من هذه العظوية  .

نحن العرب لا نستحق أن تقام لأجلنا حرب عالمية ثالثة  و العيب فينا و ليس في الغرب ، لأننا من دنس كرامتنا في المحافل الدولية و قلت قيمتُنا لأننا قوم تُبع فقط أصبحت قضايانا رخيصة رُخص التُراب و هذا ما يقوله الواقع و ليس أنا ، فالغرب زاد من رصيدنا في الدول الفاشلة ليصل عددها الى 7 دول فاشلة و هي مصر و اليمن و ليبيا و سوريا ، و سابقا العراق و أفغانستان و الصومال ، فلا فرق كبير بين الحرب العالمية الثالثة و بين وضعنا الحالي.

ما نأمله نحن العرب من سياسات من قبل الغرب و بعض المنظمات الدولية والحقوقبة و التي تُشجع الحريات مثل مجلس الامن و هيئة الامم المتحدة مجرد أظغاط و أحلام لأنها تخدم الغرب كشعوب و تخدم مصالحها أينما وجدت و هم من يعطون هذه الهيئات و التنظيمات و المنظمات الوجه الذي يريدونه و هم من يشكل لها القانون و يرسم لها الواقع و يفهمها هذا الواقع بحسب فكره و ما تقتظيه مصلحته ، فلم نسمع عن حسنة من حسنات هذه المنظمات عادت على الأمة العربية بالنفع غير حرب الخليج الأولى -- أثناء تحرير الكويت -- و التي لا تخلو من المصالح ، لكن متى سنفهم ؟ .

هل حكمته مازالت أم أننا لم نفهم الواقع أردوغات إلى أين سيتجه المؤشر البياني


محمد زكي عيديد

هل حكمته مازالت أم أننا لم نفهم الواقع ...
أردوغات إلى أين سيتجه المؤشر البياني ...
   رجب طيب أردوغان ، عندما يُلفظ هذا الاسم سرعان ما يتبادر إلى أذهان الناس معنى النجاح و قهر الصعاب و تحقيق الطموحات المستحيلة و النهج الاسلامي المعتدل و الوسطي الذي يستطيع أن يتعايش في أحضانه تجار الحانات في اسطنبول مع الاسلامين على أرض واحدة أسمها تركيا ، ليجعل تركيا تقف في الترتيب 16 كأقوى قوة أقتصادية و في الترتيب 6 كأقوى قوة عسكرية في العالم و تصطف في الترتيب الثاني في حلف النيتو بعد الولايات المتحدة الامريكية كأقوى قوة بحرية في البحر الابيض المتوسط هي و فرنسا على الترتيب ‘ دولة تتربع على 700 مليار دولار سنوياً كناتج محلي و هو في إزدياد و بلغ عدد السياح  فيها عام 2012 حوالي 31 مليون سائح كما أفادة وكالة الأناضول ، صَفّر -- رجب طيب اردوغان -- رصيد المشاكل مع أعدائهم التاريخيين "الارمن والرومان والبلغار والايرانيين" و هي التركة التي أستلمها أردوغان من العسكر  و الامبراطورية العثمانية ، كل هذا في رقم قياسي حطم كل تجارب النجاحات المعروفة ليكون في الصف الاول رجب طيب أردوغان ، فقط كلها 10 سنوات لتصبح أسطنبول من أنضف مدن العالم لعام 2014 بعدما كانت تمتلئ شوارعها بمياه الصرف الصحي عام 2004 ، جعل النظرية الغربية التي تقول أن الديمقراطية و الاسلام مثل الزيت و النار مجرد كلام تافه . 

  إن هذه المقدمة الطللية تمثل صعود المؤشر البياني لتاريخ هذه الشخصية مع بلده تركيا ، لكن هل حانت لحظة هبوط هذا المؤشر للشخصية التي لا تأسره ردود الافعال ، فما سمعناه و شاهدناه و تأكدنا منه عن طريق وكالات الانباء التركية فاق توقعاتنا في اللحظة التي كنا نشاهد فيها مجريات الجبهة الجنوبية التي ستقدوها إسرائيل على حسب الظواهر مع المعلومات فعندما زهق الجربا -- رئيس الائتلاف السوري -- من تراجع جبهته و أنتصار النظام إنتصارات ساحقة و إستراتجية فاصلة للصراع السوري استنجدى بإسرائيل مقدماً لها تنازلات لم يقدمها السادات و لا حافظ الأسد -- اللذين أبرما صفقة سلام مع إسرائيل -- مطالبهم بفرض حظر جوي على الجبهة الجنوبية "درعا" بشرط إهدائها الجولان و القدس   ، فلم يستنجد الجربا بتركيا لأنه لا يريد إحراج بلد استفاق على نهضة ليخرطه في حرب ستدخل حكومة أردوغان غُرف مظلمة لا يعرف أحد ماذا يدور فيها . 

 إسقاط طائرة سورية على الحدود السورية التركية من قبل طيارين أتراك و تنفيد إسناد جوي لعملية عسكرية للجيش الحر مدعومة بالمدافع و طائرات تركية على أرياف اللادقية قلب الموازين ، فما فعلته حكومة أردوغان لم تستطيع لا أمريكا و لا إسرائيل أن تفعله و التي يهمها ناتج النزاع السوري أكثر من أي كيان ، و لكن لماذا ؟! مع أن نظام الأسد إعترف بأنه لم يخترق الاجواء التركية و نقلت بعض القنوات عن طرق مراسليها في تركيا أن الطائرة السورية كانت على بُعد 400 متر من الحدود التركية ، فأقف أنا موقف الحائر الذي لا يستطيع التحليل لأن تركيا عندما تقدم على عملية عسكرية فعليها أن تفكر في روسيا و إيران و الصين و كما ذكرنا أن إيران كانت لديها مشاكل مع تركيا سابقاً و تمثل تركيا و اجهة حلف النيتو لروسيا ، بمعنى أن تركيا ستنال النصيب الاوفر من صواريخ إسكندر الروسية و الكل يعلم ماهي صواريخ إسكندر و أضف إلى ذلك أن المنظومات الروسية الجوية و التفوق التكنولوجي العسكري الروسي لن يعطي تركيا أي فرص عسكرية مقابل روسيا و لن ينخرط الغرب في أي صراع مع روسيا كرمالاً لتركيا لأنه ليس مستعداً لذلك فلم يتخلص الغرب من أزماته الاقتصادية بعد ، فربما سنرى ميوعة قرارية من جهة الغرب . 

يتواجد في تركيا 12 مليون علوي و 13,5 مليون كردي و أيضاً ملفات الصراع القديمة مع الدولة العثمانية الارمن والرومان والبلغار والايرانيين و الصراع المحتدم بين المعارضة التركية و حكومة أردوغان و آخر مجرياتها حجب موقع تويتر الذي يستخدمه 10 مليون تركي، كل هذا لا يسمح لتركيا بممارسة عمل عسكري و فرض حظر جوي على أجوائها ، فعندما تدخلت إيران في الصراع السوري قامت بمد النظام بمعلومات لوجستية و أسلحة و أموال و ظباط لتدريب المليشيات و عندما تدخلت المملكة العربية السعودية ساهمت بالمليارات و أخدت مركز القيادة في المحور الذي سيساند المعارضة سياسياً ، فالمعارضة السورية تسيطر على معظم الشريط الحدودي مع تركيا و هذا يمثل إمتياز لتركيا لتدريب المعارضة و مدها بالسلاح و أنا أعتقد أن هذا أفضل للمعارضة و تركيا نفسها من فرض الحظر الجوي و تنفيد عمليات إسناد بري لأن المشكلة الاساسية للمعارضة هي الدعم المالي و العسكري . 

القضية السورية كُتب لها الصمود بسبب حضور لغة الفيتو الروسية و الصينية ، و ثانياً النظام السوري يتمتع بحليف صلب لن يسمح بأن يُهزم النظام و أيضاً النظام السوري أصبح يملك الجيش الذي يستطيع أن يثق به و على هذا الاساس سيدخل أردوغان غرفة مظلمة بحق لأن خصمه يعتبر أزمته تمس و جوده و ليست أزمه عابره لا تهم نهايتها ، فكل ما أردنا أن نجد أي جانب يمكن من خلاله نستطيع إستيعاب الموقف التركي لم نستطع لأن القضية السورية أمام بابين ، الباب الأول : أن يتجه الى محور إيران العراق حزب الله و هذا طبعاً بإنتصار النظام و هذا لصالح روسيا لأنها ستكسب 3 دول كحلفاء تعتبر من أهم الدول التي ستقرر مصير السياسة في الشرق الاوسط  و ستضع الشرق الأوسط في جيب الروس أو أن تنتصر المعارضة السورية و يفشل هذا المحور و تُدعم الثورة في العراق من قبل المعارضة فسيكون هنا الخاسر إيران لأن أدرعها للوصول إلى حزب الله قد قطعت و هي العراق و سوريا و إيضاً حزب الله و سيتجه القرار السياسي في الشرق الاوسط إلى الغرب و هذا في صالح إسرائيل فيقتضي مصلحة الدول الغربية و خسارة روسيا و الصين للشرق الاوسط .

الآن تُترك القضية السورية للقدر فلا نعرف كيف ستسير لأن ماحدث غير متوقع و لهذا كذاب من يتوقع و يحلل في خضم هذا السيناريو و لكن فقط يمكننا القول بأن الفعل إما أن يكون و بالاً لحكومة أردوغان أو نصراً لها و يتزامن هذا مع قرب موعد الانتخابات في تركيا و لا نعرف ماذا يقصد من هذه المقاربة و لكن إن أردا إستجلاب الاسواط في الانتخابات فسياسة الصفر مشاكل كانت أفضل من هذا الطريق أي طريق العسكر الذي طالما حارب السيد أردوغان هذا الطريق فأصبحت من خلاله تركيا دولة مدنية و هو سبب نجاحها فما سبب العودة للعسكر نترك هذا للقدر وسنراقب المؤشر البياني للسيد رجب طيب أردوغان إلى أين سيتجه .

 

تسخين الجبهة الشمالية السورية وفتح معركة الساحل هل هو بداية الحسم العسكري للازمة ؟.. وهل اسقاط طائرة سورية انتقام مؤجل ام تصدير اردوغان لازمته الداخلية


عبد الباري عطوان

قبل ثلاث سنوات تقريبا، وفي بداية الازمة السورية عندما كانت مسألة سقوط النظام في دمشق مسألة “وقت وتوقيت” بالنسبة للحلف الضخم المضاد للنظام وقادته، اسقطت المضادات الارضية السورية طائرة استطلاع تركية من طراز “اف 5″ اخترقت الاجواء السورية، السيد رجب اردوغان رئيس وزراء تركيا التزم الصمت وضبط النفس ولم يرد، لانه كان واثقا انه لا حاجة للرد لقناعة بان ايام النظام معدودة مثلما قال مرارا وتكرارا.

بعد ثلاث سنوات اعلنت السلطات السورية ان دفاعات ارضية تركية اسقطت طائرة سورية مقاتلة فوق منطقة حدودية بين البلدين في محافظة اللاذقية، وقالت ان هذا “اعتداء سافر” و”غير مسبوق”، ويؤكد دعم السيد اردوغان للجماعات “الارهابية”.

القاسم المشترك بين الواقعتين، ان الاسد عندما كان مأزوما ومحاصرا بالازمات الداخلية، والاحتجاجات التي كانت تطالب بالتغيير الديمقراطي “تحرش” بجاره التركي واسقط طائرته للايحاء بانه يتعرض لعدوان خارجي، واحياء الخلافات والسيد اردوغان الذي يواجه ازمات داخلية عديدة، ومجموعة اعدائه تتناسخ يلجأ للاسلوب نفسه الذي لجأ اليه خصمه السوري، فهو يعيش صراعا مع حليفه السابق فتح الله غولن دخل مناطق حمراء محظورة سياسيا واخلاقيا، وازمة الفساد المالي التي اطاحت بثلاث وزراء من الحزب الحاكم قما زالت تخيم بظلالها على الانتخابات البلدية التي ستجرى الاحد المقبل، وستكون اختبارا حقيقيا لشعبية اردوغان وحزبه، وتنتشر شائعات كثيرة غير مؤكدة هذه الايام عن تسجيلات جنسية لبعض المسؤولين الكبار في حزب العدالة والتنمية كانت خلف محاولة حظر “التويتر”، التي جرى حلها بعد رضوخ شركة التويتر لاوامر القضاء التركي وحذفت اشرطة مخلة.

هذا التصعيد التركي المفاجيء في الازمة السورية ربما يكون محاولة لتصدير هذه الازمة الداخلية الى عدو خارجي، وليس هناك افضل من النظام السوري “المكروه” من نصف الشعب التركي على الاقل.

***

منذ يوم الجمعة ومقاتلوا المعارضة السورية يحاولون السيطرة على “معبر كسب” الحدودي مع تركيا في ريف اللاذقية المشالي معقل الطائفة العلوية المحاذي لتركيا، على امل الاستيلاء عليه، وتحويله الى منفذ بحري لتسهيل مرور الاسلحة والامدادات العسكرية الاخرى لتعويض خسارة معظم منطقة القلمون ويبرود الاستراتيجية، وهي الخسارة الى ادت الى حرمانها، اي المعارضة، من شريان حياة رئيسي الى لبنان وسواحله.

السلطات السورية تقول ان من هاجموا معبر كسب البحري جاءوا من تركيا على حين غفلة وبحماية من الطائرات والقصف المدفعي التركي المكثف الذي وفر الغطاء لهم، وان الطائرة السورية التي جرى اسقاطها كانت تطارد المسلحين وتقصف مواقعهم في ريف اللاذقية.

الجماعات المسلحة تحقق تقدما في ريف اللاذقية، ولكن النظام يدفع بتعزيزاته لصد هجومها، وما زال من غير المعروف ما اذا كانت هذه التعزيزات تشمل مقاتلين من حزب الله وكتائب العباسي الموالية للنظام ام لا، لان مشاركة هذه القوى كان لها دورا حاسما في معركتي القصير والقلمون ويبرود واستعادة النظام لها لخبرتها في حرب العصابات.

النظام في سورية لن يتوقع مطلقا فتح جبهة معبر كسب، لانه اعتقد ان تركيا ستحترم الاتفاق غير المعلن بعدم تحويل اراضيها الى نقطة انطلاق للمعارضة المسلحة، وفتح معركة الساحل، ولكن الحرب خدعة، والسيد اردوغان جزء من تحالف يضم قطر وجبهات اسلامية متشددة تعرض لانتكاسة كبيرة في يبرود والقلمون وقرر الثار بسرعة وفي المنطقة الرخوة والقاتلة في حزام النظام السوري اي ريف اللاذقية، وفوق كل هذا وذاك لابد من التذكير بان تركيا عضو في حلف الناتو قبل نصف اعضائه الحاليين.

نقل المعارك الى معتقل النظام في اللاذقية وريفها يشكل تحديا خطيرا سيربك حسابات كثيرة، وقد يخلط الاوراق جميعا على جبهات القتال في سورية ويغير معادلات راسخة على الارض، خاصة ان هذا التحرك “الشمالي” يتزامن مع تسخين مدروس بعناية للجبهة الجنوبية، ومنطقة درعا يتمثل في استيلاء قوات الجيش السوري الحر على مواقع للجنوب وسجن المدينة المركزي.

السيد اردوغان يقدم على مغامرة خطيرة جدا ربما تكون غير مأمونة العواقب، فمن الواضح ان ازماته الداخلية ارغمته على الارتماء في حضن المؤسسة العسكرية التي قصقص اجنحتها عندما كان في ذروة قوته وعنفوانه السياسي الامر الذي سيجعله اسيرا لها، ومضطرا لتقديم تنازلات لها حاضرا او مستقبلا، والاهم من ذلك انه يدرك جيدا ان النظام في دمشق يملك اوراقا قوية في تركيا ابرزها كل من الورقتين العلوية، والكردية، ناهيك عن المعارضة العلمانية الممثلة في حزب الشعب الجمهوري الخصم اللدود للحزب الحاكم ورئيسه.

***

عندما كان الاسد ضعيفا شبه منزوع الانياب والمخالب وتتعرض قاعدة حكمه لضربات عديدة داخلية وخارجية وانشقاقات عسكرية ودبلوماسية وسياسية بادر الى اسقاط الطائرة العسكرية التركية، ولكن اردوغان ابتلع كرامته ورفض الانجرار الفوري الى المواجهة لايمانه الراسخ ان النظام ساقط لا محالة، وكم كان مخطئا في حساباته.

النظام السوري ما زال منهكا رغم انتصاراته الاخيرة، ولكن اقوى بكثير بالمقارنة بوضعه قبل عامين او ثلاثة، ولكن من غير المستبعد ان ينجر الى حرب مع الجار التركي القوي بشكل مباشر وسيلجأ الى اسلوب ضبط النفس مثلما فعل اردوغان، وهذا لا يعني انه لن يستخدم اوراقه جميعا جزئيا او كليا في مرحلة لاحقة.

لا شك ان الجماعات المسلحة التي هاجمت كسب مثل جبهة النصرة التي اعلنت معركة الانفال في اللاذقية تضم مقاتلين عقائديين اشداء يقاتلون حتى الشهادة حسب قناعاتهم، ولكن المدافعين عن الساحل الشمالي السوري اشداء ايضا يدافعون عن ملجأهم الوحيد وظهورهم للحائط، ويدركون جيدا ان خصمهم لن يتعامل معهم برأفة وبتسامح بالقياس الى تجارب في مناطق اخرى.

اردوغان سيكسب تعاطف الكثير من الاتراك لانه يحارب عدوا اخترقت طائراته الاجواء التركية تصدى له بشجاعة، وسيحول الانظار جزئيا او كليا، عن ازماته الداخلية، وقد يوحد الشعب في مواجهة عدو خارجي، ولكن التورط عسكريا في ازمة كهذه رفضت امريكا العظمى التورط فيها خيار صعب محفوف بالخاطر، ونعتقد انه رجل يتمتع بالخبرة والدراية والدهاء بحيث يتجنب الوقوع في هذا المستنقع الدموي، ويخسر بالتالي كل انجازاته العظمى التي قدمها لبلاده سياسيا واقتصاديا وجعلته موضع اعجاب كثيرين داخل تركيا وخارجها.

تحظى جوائز نوبل في العلوم والطب بالاحترام التام والتقدير الكامل، وتحظى جوائز نوبل في الاقتصاد والآداب بدرجة من الجدل والنقاش، ولكن جائزة نوبل للسلام باتت تقريبًا خارج السياق.





أحمد المسلماني 

تحظى جوائز نوبل في العلوم والطب بالاحترام التام والتقدير الكامل، وتحظى جوائز نوبل في الاقتصاد والآداب بدرجة من الجدل والنقاش، ولكن جائزة نوبل للسلام باتت تقريبًا خارج السياق.

لقد حصل الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» على جائزة نوبل قبل أن يتمكن من السلطة الفعلية في واشنطن.. وقد نقلت عنه الصحف أنه فوجئ تمامًا.. وكان التبرير الذي صدر عن لجنة الجائزة أنه حصل عليها لأنه اعترف بالهزيمة في العراق وأفغانستان! ولما لم يكن ذلك مقنعًا جاء التبرير الآخر، لقد تم منح الجائزة كحافز لتحقيق السلام!
(1)
تراجعت المكانة السامية لجائزة نوبل للسلام بتراجع مكانة الحائزين عليها.. ولولا أنها تحمل اسم «نوبل» لما حظي الفائزون بها على اهتمام مجلات الحائط أو كاميرات المحمول!

هل يُصدق أحد أن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق «هنري كيسنجر» قد حصل على جائزة نوبل للسلام؟.. لقد حصل بالفعل! هناك العديد من المقالات والمظاهرات التي تطالب بسحب جائزة نوبل ومحاكمة «كيسنجر» كمجرم حرب قتل الملايين في فيتنام وساهم في قتل أبرياء آخرين حول العالم، ولكن شيئًا من ذلك لم يحدث.. ولا تزال ميدالية نوبل تزيِّن مكتبة منزله! هل يُصدق أحد أن الزعيم الهندي الأشهر المهاتما «غاندي» لم يحصل على جائزة نوبل للسلام،
وأن شخصيات مثل «مناحم بيجن» و«شيمون بيريز» قد حصلت على الجائزة؟.. لقد حدث بالفعل!
انتهت الهيبة التي طالما حظيت بها جائزة نوبل للسلام.. بل أصبحت عبئًا على جوائز نوبل على وجه العموم.. وأصبح حفل الجائزة السنوي في النرويج خَصمًا دائمًا من رصيد ومكانة الجائزة في السويد.

(2)
يقول ناقدو جائزة نوبل للسلام: إن النرويج استخدمت الجائزة لتعزيز سياستها الخارجية ومصالحها الاقتصادية.. وإن عددًا من حائزي الجائزة كانوا مجرد حلفاء للسياسة النرويجية.

وفي عام 2011 وبعد منح الجائزة لفتاة مغمورة تدعى «توكل كرمان»، كتبت إحدى الصحف النرويجية: إن لجنة جائزة نوبل للسلام يجب أن تتشكل من الكفاءات الفكرية ذوي الرؤى العالمية بدلاً من أعضاء البرلمان المتقاعدين الذين يتسمون بضيق الأفق.. وانتقد «مايكل نوبل» حفيد مؤسس الجائزة عملية «تسييس جائزة نوبل» وعدم الالتزام بوصية جده «ألفريد نوبل».
ولما حصلت «منظمة حظر الأسلحة الكيماوية» على جائزة نوبل للسلام بعد قرار سوريا بتسليم الأسلحة الكيماوية.. قال منتقدو الجائزة: كيف تمّ منحها إلى موظفي منظمة لا قرار سياسيا لهم، ولا يملكون أي دور في ذلك؟.. وهو ما دعا «بشار الأسد» للقول بأنه يستحق جائزة نوبل للسلام أكثر من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لأن قراره هو الذي قَلَبَ المعادلة!
(3 )
من الإنصاف هنا القول بأن عددًا من أعضاء لجنة نوبل للسلام يبذلون جهدًا للحفاظ على مصداقية الجائزة ونزاهتها.. وأن اثنين من أعضاء اللجنة قد استقالا بعد قرار منحها إلى «هنري كيسنجر».. ولكن هذه الأصوات باتت أكثر ضعفًا في مواجهة العابثين بالجائزة وبمكانتها.
(4 )
الحقيقة لاتزال غير مكتملة بعد.. ذلك أن أخطر ما في جائزة نوبل للسلام ليس فقط عدم النزاهة أو الهبوط بوزن الجائزة.. لكن الأخطر هو ما تضمنته وثائق الجائزة من أن جانبًا من أهدافها هو «إلغاء الجيوش».. تحت دعوى «إلغاء الحروب». وطبقًا لمصادر بحثية نرويجية فإن جائزة نوبل للسلام تُعطى لمن يعمل على هدف إلغاء الحروب وإلغاء الجيوش. وإذا كان هدف «إلغاء الحروب» هو هدف إنساني عظيم.. فإن هدف «إلغاء الجيوش» هو هدف «غير وطني» يصطدم بثوابت الأمن القومي للدول.. ويرتكب المؤمنون بذلك أو الساعون له جريمة «الخيانة العظمى» في حق بلادهم!
(5 )
لقد تذكرت هذا النقاش العالمي بشأن جوائز نوبل للسلام وأنا أتابع ظاهرة «توكل كرمان» التي صعدت من «الصفر» إلى «الصفر» في زمن محدود! لم تكن تلك الناشطة غير المرئية تمثل أي شيء لبلادها أو العالم.. ولا يوجد ما هو ملموس ومحدَّد من سيرتها الذاتية إلا أنها عضوة في جماعة الإخوان المسلمين باليمن. كان واضحًا تمامًا إلى أين تتجه السياسة الغربية عام 2011 (عام الربيع العربي).. كانت تتجه إلى دعم جماعة الإخوان المسلمين.. وكانت إشارة الضوء الأخضر العالمية متمثلة في منح «عضوة في جماعة الإخوان المسلمين» جائزة نوبل للسلام.. كأنها حافز على دور سيبدأ بعد قليل!لم يكن اختيار «توكل كرمان» موفقًا.. لا للجائزة ولا للجماعة.. فقد كان الأمر مكشوفًا للغاية.. وكان منح الجائزة لشخصية تفتقد أدنى مستويات الفكر والمعرفة مشهدًا في هبوط «نوبل» لا صعود «توكل»! ومن المؤكد أن من بين نساء الجماعة - وقتها - من هن أكثر ثقافة وأعلى شأنًا.. ولكن الاختيار جاء هزيمة للطرفين.. للمانح والممنوح!بذلت جماعة الإخوان جهدًا كبيرًا للصعود بـ«توكل كرمان» إلى مستوى الجائزة.. لكن الصعود من السفح إلى السطح كان مستحيلاً. وهنا كان على الغرب أن يقوم هو بـ«عملية صعود الجبل»..
(6 )
كانت الجائزة الوحيدة التي حصلت عليها «توكل» هي جائزة الشجاعة من السفارة الأمريكية في صنعاء.. وكانت الصناعة كالتالي: أصبحت «توكل كرمان» عضو «اللجنة الأممية عاليةالمستوى لرسم رؤية جديدة للعالم».. هكذا مرة واحدة! إن «توكل» التي لا تستطيع أن ترسم رؤية لمدرستها أو قريتها.. أصبحت تشارك في لجنة كوكبية لرسم رؤية العالم! ثم تقدمت جامعة ألبرتا الكندية فمنحتها الدكتوراة الفخرية.. ولما قامت بالهجوم على ثورة 30 يونيو في مصر وقالت إنها تنوي القدوم إلى مصر والاعتصام في ميدان رابعة العدوية مع أتباع الرئيس السابق محمد مرسي.. اختارتها مجلة التايم الأمريكية في المرتبة الأولى لأكثر النساء ثورية في التاريخ! لقد واصل الغرب «عملية صعود الجبل» دون توقف، وأصبحت «توكل كرمان» التي لم يسمع بها أحد أديبة وشاعرة وكاتبة.. ثم كانت المفاجأة الكبرى من مجلة «فورين بوليسي» التييفترض أنها مرموقة للغاية، حيث اختارت المجلة «توكل» في المركز الأول ضمن قائمة أفضل (100) مفكر في العالم! وهكذا أصبحت «توكل» أول مفكرة بلا فكر، وأول أديبة بلا نص، وأول شاعرة بلا ديوان! وإذا كانت شخصية متواضعة عقليًّا مثل «توكل» هي أفضل مفكرة من بين (100) مفكر في العالم.. فمن حق القارئ أن يتساءل.. ما هو مستوى الـ(99) مفكرًا الآخرين.. إذا كانت هذه تحتل المركز الأول؟ إن مثل هذه الأوصاف ومثل هذه المراكز إهانة للعقل الإنساني وإساءة للحضارة الغربية.. كيف يمكن أن تصل «صناعة الكذب» إلى هذا الحد؟ وكيف يمكن أن يأتي صانعو الأساطير بأي شخص بائس لا يملك من أمره شيئًا ثم يجري منحه كل شيء!
(7 ) 
ما لا يدركه الغرب.. أنه يمكنه أن يمنح الجوائز والأوسمة والألقاب.. لكنه لا يمكنه أن يمنح الموهبة أو الحكمة أو البصيرة.. لا يمكنه أن يمنح «نعمة العقل» أو «فضيلة الفكر». إن «توكل» المفكرة رقم (1) في العالم.. تمارس العبث على صفحات الـ«فيس بوك».. تارة تقول: «إن وصول السيسي للرئاسة سوف يجعله في صدام مع الجيش».. وتارة أخرى تقول: «إن قطر العظمى في الجانب الصحيح من التاريخ»..!
لقد هبطت «المفكرة العالمية» إلى الصفر من جديد.. كما بَدَأت عَادت. إنها رحلة العدم.. من «لا شيء» إلى «كل شيء» إلى «لا شيء». (8 )إن «توكل» لا تفعل شيئًا من أجل اليمن أو اليمنيين.. بل من أجل نفسها ومن أجل الجماعة..وبدلاً من أن تستثمر «الجائزة الخطأ» في «العمل الصواب» إذا هي تترك بلادهافي أزمتها.. لجولات وزيارات، وتعليقات وتويتات.. لم تأتِ بإضافة واحدة من أجل الشعباليمني الشقيق.
(9)
إن تقديرات البنك الدولي تقول بأن نصف سكان اليمن البالغ عددهم (25) مليون نسمة بحاجةإلى مساعدة إنسانية، وهناك أكثر من (10) ملايين يمني يعانون فقدان الأمن الغذائي،نصفهم، حسب مجلة الإيكونوميست، يعانون الجوع!وتشكل مشكلة نقص المياه محنة كبيرة تواجه اليمن، ويقول «توماس فريدمان»: إن نضوب المياه
هو ما سَيُفني اليمن.. وفي مدينة تعز يفتح السكان صنابير المياه ثلاثين يومًالتأتي المياه (36) ساعة فقط.. وحسب دورية «فورين أفيرز» فإن سكان صنعاء سيكون عددهم عام 2025 أكثر من أربعة ملايين نسمة.. سيصبحون جميعًا لاجئين بسبب جفاف المياه.

وقد أدى ذلك على وجه الإجمال إلى كارثة في الاقتصاد والأمن، ذلك أن الاقتصاد يتهاوى، والأمن الذي يشهد تحديات من «القاعدة« و«الحوثيين» وغيرهم يواجه ضغطًا موازيًا بسبب العطش، وحسب وزارة الزراعة اليمنية ، فإن النزاعات المرتبطة بالمياه والأراضي ينجم عنها أربعة آلاف قتيل سنويًا! لا تعرف «توكل كرمان» أي شيء عن ذلك.. فقط كل ما تعرفه هو ما يتعلق بـ«أعضاء الجماعة» و«أعداء الجماعة»!
(10)
اليمن من أجمل بلاد العالم، واليمنيون من أروع شعوب الأرض.. لكنه بلد سيئ الحظ.. أصبح اليمن مثقلاً بالساسة الذين آثروا الثروة على الثورة، وآثروا السلطة على النهضة، وآثروا الكاميرا على الوطن. في اليمن يعاني شعب عريق من «لعبة الأمم».. بينما طفلة كانت تتثاءب من الفشل أصبحت تلهو بجائزة نوبل!

رسائل أحدث رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

جميع الحقوق محفوظة ل محمد زكي ©2014 نقل بدون تصريح ممنوع.