فقط ثلاثة أسئلة ، من هم القادة ؟ ، هل هناك خطط ؟ ، ما الموقف من تنظيم القاعدة ؟ نوجهها كلها للرموز الحراكية في الجنوب اليمني إن أجبتم عليها و أقنعتوني سأعتزل العمل الصحفي...



محمد زكي عيديد

فقط ثلاثة أسئلة ، من هم القادة ؟ ، هل هناك خطط ؟ ، ما الموقف من تنظيم القاعدة ؟ نوجهها كلها للرموز الحراكية في الجنوب اليمني إن أجبتم عليها و أقنعتوني سأعتزل العمل الصحفي...

   في أول أيام عيد الفطر المبارك و تحديداً بعد صلاة العصر و على شاطئ بروم الساحر خرجت لأستنشق الهواء النقي  و أتمتع بروية نسمات هواء البحر و عندما كنت أمشي على الساحل فإذا بي أرى صديق قديم لي يجلس مقابل الشاطى و كان على هيأت الإحتباء هو و مجموعة من الأصدقاء ، فأقتربت منهم و جلست معهم و أخدت و رددت معهم في الحديث و كانت أحداث مركز القيادة الشرقية العسكرية في خلف مازالت في أدهان الكثيرين و كذلك حدث مستشفى العرضي و حادثت دبح الجنود الـ 14 من القوات المسلحة ، و عندما أستذكرنا هذه الأحداث خطر ببالي سؤال لأحد الأصدقاء العاملين في قاعدة العند الجوية و هو خريج من كلية الطيراني الملاحي في صنعاء فقلت له الا تخافون يوماً يهاجمكم تنظيم القاعدة و أنتم داخل القاعده  مع الأمريكيين ؟ فقال لي و هو متبسم المكان الذي تتواجد في أمريكا لا تشتم راحة القاعدة عنده . 

  دائماً نكرر هذا الكلام و هو سبب عدم كتابتنا كثيراً عن الشأن اليمني و هو التعقيد الذي يعيشه هذا الكيان لكثرت المنتمون للتصعيد السياسية فيه بداية بالدولة العميقة السابقة و الحكومة الحالية المستقيلة و جماعة الحوثي و تنظيم القاعدة و الإسلاميين و أخيراً الحراك الجنوبي . 

من هم القادة ؟ 

   عندما نعود بالزمن قليلاً إلى الوراء و نستذكر تاريخ القادة لليمن الجنوبي تلاحظ ثلاث ملحوظات و هي كالتالي : 
الملحوظة الأولى : كل القادة الرؤساء لليمن الجنوبي لا يملكون شهادات علمية و إنما كلهم خريجي إبتدائي ما عداء أول رئيس لليمن الجنوبي و هو قحطان محمد الشعبي فقد كان خريج بكلاريوس هندسة زراعية من السودان و الثلاثة الذين خلفوه وهم سالم ربيع علي وعبد الفتاح إسماعيل وعلي سالم البيض كانوا يملكون شهادات إبتدائية فقط . 

الملحوظة الثانية : لم تنتقل السلطة من رئيس إلى رئيس بشكل سلمي أبداً فكان الإغتيال و الإعتقال القصري و الإقصاء و النفي حاضراً دائماً عندما تنتقل السلطة ، فكان أول رئيس لليمن الجنوبي هو قحطان محمد الشعبي الذي تم التآمر عليه و حبسة في زنزانه التي توفي فيها و عمره يناهز الـ57 عاماً و هو أول رئيس عربي يموت في زنزانته و كان الحقبة هي حقبة الرئيس سالم ربيع علي الذي خلفه من بعده لرئاسة البلاد من 22 يونيو، 1969 وحتى استسلامه للمنقلبين عليه في 22 يونيو، 1978 وإعدامه في 26 يونيو، 1978 و خلفه من بعده علي ناصر الذي كان رئيساً لفترتين الأولى من 26 يونيو 1978حتى 21 ديسمبر 1978 فقد كان رئيس مجلس الرئاسة و أتى من بعد عبدالفتاح إسماعيل و الذي أنقلب عليه في الفترة الثانية لرئاسته و نفاه الى موسكو و من ثم عاد من منفاه ليطالب بلحكم و دارت بينهما حرب أهلية أستمرت شهر قتل فيها عبدالفتاح إسماعيل و أبعد علي ناصر لتصفى الساحة لعلي سالم البيض الرئيس الآخير لليمن الجنوبي .

الملحوظة الثالثة : أن الأفكار الشيوعية لم تمارس في الوطن العربي بالقدر الذي مورست به في الجنوب اليمني فحتى مصر و الجزائر اللتان كانتا الداعمتان الكبرتان للحكومات الشيوعية كانتا تلقبان بالدول الشيعوعية المعتدلة أو الشيوعية الإيجابية و لكن في الجنوب اليمني كان هذا مختلف جداً ، فقد مورست الشيوعية بأساليب قمعية سيئة جداً .
نستجمع من الملاحظات السابقة أنه مع إختفاء التعليم أي عدم وجود العقليات المتعلمة الواعية صدقوا الذين و صفوا المرحلة في اليمن الجنوبي بعد إستقالة الرئيس الأول للجنوب قحطان محمد الشعبي بالشيوعية الطفولية .
و الآن نحن لا نرى الإخوة إلا يحدون نفس خطى إخوتهم السابقين فكثرت القادة و ضياع القائد المركزي الذي يوجه يخلق معه ضعف سياسي و وجود الضعف السياسي يقتضي وجود لا مبالاة بالقضية الجنوبية الحقة يستوجب عدم و جود ورقة ضغط توجب حقها و تفرض نفسها على المجتمع الدولي و ليس شخصيات تسعى هنا و هنا و كأنها جمعيات خيرية و نأسف عندما نقول أن مالك السلاح هو سيد الموقف على الساحة السياسية في اليمن و لنسأل أنفسنا من صاحب السلاح اليوم ؟ ، فالنبارك للقادة اليوم المختلفين في رؤاهم السياسية و طريقة تبنيهم لأفكار القضية الجنوبية.

هل هناك خطط ؟ 

   كلمة قالها المفكر الفلسطيني المسيحي عزمي بشارة على قناة الجزيرة عندما سألة المذيع عن أحداث الإنفصال في اليمن فأجاب قائلاً "سالم البيض قاد الجنوبيون إلى وحدة غير مدروسة و الآن يقودهم إلى إنفصال غير مدروس" . 
  إن المستوى العلمي للسابقين يتبين من أساليبهم في العمل السياسي و طريقة تبنيهم للأفكار الإشتراكية في اليمن الجنوبي و الإقصاء الذي مارسوه و الحقوق التي سلبوها و تهميشهم للدين الإسلامي أيما تهميش و سحل العلماء من أجل تبني أفكار إلحادية ماركسية . 
نحن لا نعرف المستويات العلمية للقادة الحالين و لكن نحسن الظن فيهم و لكن ما لن نسكت عنه هو ضياع التخطيط لأننا لا نريد أن ندخل غرف مظلمة ، نحن لا ننكر سوء الواقع اليمني و لكن حسن التخطيط يقلل من الخسائر المترتبة ، فهذا النضال الذي أستمر من عام 2007 إلى الآن قد مر عليه ثمان سنوات و لم نرى إلى اليوم أي تغير ، و هذا يؤكد أننا ما نزال في مراحل الحماس و الإندفاع الطفولي و غياب الرزانة العقلية في كل ما  فعلناه ، فعندما سألت أحد الإخوة عن ضياع هذا العامل المهم ، قال لي إن باراك أوباما صرح بأن الحراك الجنوبي وشيك للجنوبين فقلت له و أيضاً قال إن سقوط الأسد بات حتمياً قبل سنتين و قال سنقضي على القاعدة في اليمن و قال سنمنع إيران من تخصيب اليورانيوم ، فلا تتأمل أخي بطرقك الحديد في الماء فأنت من سيصنع الإنفصال و ليس أوباما .
عندما أنفصل جنوب السودان عن دولة السودان كان يملك كل الميزات التي تمكنه و هي القيادية المركزية و المليشيا المسلحة "الدفاع الشعبي" و الحاضنة الشعبية ، فنحن لا نملك لا تخطط زمني لا على المدى القصير و لا حتى على المدى البعيد ناهيك عن إمتلاك القائد المركزي أو اللجان الشعبية المسلحة فأين هو السلاح أصلاً .
الإنفصال يحتاج إلى رسمه في العقول أولاً قبل خروجة الى المعلوم لنتحاشئ المجهول أي التخطيط و ليس الإنفعالية و الحماس و اللتان هما أكبر أخطاء الثورات العربية ...

موقفهم من تنظيم القاعدة : 

   عندما بدأ الصراع في سوريا و في سنته الأولى ظهر تشكيل جبهة النصرة الذي كان يعد أحد فصائل المعارضة و المكون من السوريون الردكاليون المتديين "المتشددين" كشفت الحكومات الغربية العلاقات بين قادة هذا التشكيل و إنتمائها لتنظيم القاعدة و في حينها عرضت على الجيش الحر بأنها ستهديه السلاح مقابل أن يعلن حربه على تنظيم جبهة النصرة ، و من جانبها جبهة النصرة كشفت هذا التلاعب و كان هذا مصادف لإعلان كلاً من فرنسا و ألمانيا بأنها ستعطي السلاح للمعارضة أياً كانت فصائلها و إنتماءاتهم الفكرية لأن الهدف الأولى هو إسقاط النظام ، فلم يكن هذا ساراً لجبهة النصرة و التي قد هاجمت مواقع للجيش الحر سابقاً معلنتاً الحرب عليه بإعتباره يمجد للعلمانية ، و في حين تسليم السلاح أعلنت جبهة النصرة مبايعة الظواهري و بأنها تشكيل لتنظيم القاعدة في سوريا و تحت قيادة الجولاني ، عندها منعوا إعطاء المعارضة السلاح خوفاً من وصوله للمتشددين .
  تنظيم القاعدة في اليمن يختلف إختلاف كامل في أدبياته عن كل الأدبيات الثورية يكمن إختلافه في إسلوب التنظيم و سبب التصعيد و النظام المعتمد و أسلوب خطابه يختلف تمام مع خطاب الذين يمارسون العمل الثوري الحراكي اليوم ، فلو أخدنا بعين الإعتبار أنه تم الإنفصال بنجاح و هناك قيادة مركزية هذا يعني أن ملف الدولة المركزية فقط الذي أنتهى أما ملف الجماعات الجهادية الموجودة في اليمن - و هو الأصعب - لم ينتهي بعد و في النهاية سيصدمون بسبب إختلاف الأدبيات فالحراك الجنوبي يريد دولة حريات أما الجماعات الجهادية تريد دولة خلافة إسلامية أو ربما تكون قد بايعت  دولة الخلافة المركزية في العراق - تنظيم الدولة - كما يزعمون . 
مرة أخرى ربما يجد بعض الأشخاص أن هذه النقطة لا تتم للموضوع بصله و هي بعيدة كل البعد عن مجريات الأحداث و ربما يستنكرون أنه لا وجود لتنظم القاعدة في اليمن بإعتبار أن تنظيم القاعدة مخترق من قبل الدولة أو متلاعب به نقول لهم أنتم تسيرون إلى المجهول . 

  





 
 
 
هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسائل أحدث رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

جميع الحقوق محفوظة ل محمد زكي ©2014 نقل بدون تصريح ممنوع.