غارة ربما تجمع ثلاثة حلفاء في آن واحد ، هذا ما يجعلنا نضع السؤال ، ماذا تريد إسرائيل ؟ ، بحسب المعطيات الغارة ليست في الزمان و المكان المناسبين ، و أين موقع الجولان هذه المره في الإعراب الشرق أوسطي ، دخلنا مرحلة إختبار حزب الله بين قوسين هل الصراع السوري أفاده أم أضره


محمد زكي عيديد

غارة ربما تجمع ثلاثة حلفاء في آن واحد ، هذا ما يجعلنا نضع السؤال ، ماذا تريد إسرائيل ؟ ، بحسب المعطيات الغارة ليست في الزمان و المكان المناسبين ، و أين موقع الجولان هذه المره في الإعراب الشرق أوسطي ، دخلنا مرحلة إختبار حزب الله بين قوسين هل الصراع السوري أفاده أم أضره . 

الكل يعرف هذه المقولة لبنقوريون و هو أول رئيس وزراء لدولة الإحتلال الإسرائيلي عندما قال  "إن خسارة إسرائيل أي حرب هي بداية و نهايتها" 

   القنيطرة و تحديداً في مزارع الأمل قامت طائرة عمودية للإحتلال بإطلاق صاروخين على سيارتي جيب تقل 6 قيادين من حزب الله بصاروخين منهم نجل الراحل عماد مغنية و هو الشهيد جهاد عماد مغنية بالإضافة الى 5 و يقال 6 من الإيرانيين من بينهم قيادي برتبة جنرال و هو محمد علي الله دادي ، نستطيع القول أن هذه المرة الصيد سمين بالنسبة للإسرائيلي لكن هذا الصيد السمين سيجلب معه الرد السمين بسبب دخول إيران في الخط ، لكن في المقابل هذا يضعنا في حيرة من أمرنا بحيث نسوغ ثلاثة أسئلة ملحة أصطنعها الحدث و هي على النحو التالي : 

- ماذا يفعل هؤلاء القادة على قبالة الجولان ، بمعنى أين الجولان من المواجهة القادمة بين الحزب و دولة الإحتلال ؟ 

   كثرت أنباء الجبهة في الجولان و قيل إن حزب الله له تشكيل مقاومة في الجولان أو أن من المفاجأت للحرب القادمة هي فتح الجبهة أيضاً من الجولان ، حيث صرح الكثير من العسكريين في إسرائيل و المحللين العسكريين العرب أن حزب الله ربما يفتح الجبهة من جهة الجولان بحيث يشكل قوس نيران بحيث يجرد فيه الإحتلال الإسرائيلي من إمتيازية الإلتفاف على الحزب في الجنوب ، لكن تصريحات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر أفاد في تصريح له على قناة الميادين أن حزب الله لا يوجد له تشكيل لا عسكري و لا سياسي في الجولان .

  أفاد الأمين العام لحزب الله بأن هناك تشكيل حر لا تعارضة الدولة السورية من الأحرار السوريون ضد الإحتلال و هم من سكان الجولان الأصليون و قال بأنهم على إستعداد تام للتنسيق معهم و دعمهم بالسلاح و المال ، فعندما صرح سماحة السيد حسن نصر بهذا التصريح فإنه يفتح مجالاً للتحليل بحيث أنه بعلمه بهذه التشكيل أي أنه كان هناك تلامس و لو على المستوى الخفيف بين هذه التشكليات من السوريون و الحزب و كذلك ربما تكون إجابة على السؤال الذي تم وضعة ، أي عن سبب وجود قادة من الحرس الثوري الإيراني و فيهم جنرال إيراني و كذلك قادة رفيعي المستوى من حزب الله و هو جهاد مغنية إبن الرجل الثاني كثاني أكبر مطلوب لدى الولايات المتحدة الأمريكية بعد أوسامة بن لادن و هو عماد مغنية ، إذن بماذا سيقابل الإحتلال هذه المرة من الجولان فوجود حزب الله في سوريا يساعد على هذا ، بالإضافة إلى أن من قتلوا هناك أكيد ليسوا في نزهة على جبال القنيطرة  ؟  

- موقع إيران من الإعراب بعد ما قتل ستة من قياديها منهم قيادي برتبة جنرال ؟ 

   نستطع أن نقول أننا إذا أبعدنا الإجحاف عن عقولنا و إذا أبعدنا كل موروثنا الثقافي عن كاهل عقولنا ، و إذا حددنا جانب البوصلة إلى تاريخ المقاومة العربية مع الإحتلال الإسرائيلي فإننا نصل الى نتيجة مفادها أن إيران نقلت المقاومات في المنطقة الى المستويات الألماسية في الفهم العسكري و جعلتها تتموضع على الخارطة السياسية في العالم و أن يحسب لكل فصائل المقامة ألف حساب و حساب بداية بلأستاذ حزب الله في جنوب لبنان و نهاية بالتلاميذ حماس و الجهاد الإسلامي و باقي الفصائل في غزة العزة .
  مثلث إيران المعلم الأكبر لكل فصائل المقاومة على حوالي إسرائيل و وجودها ليس عبثياً في القنيطرة و إنما يؤكد ما تميز به حزب الله ألا و هي الحرب المفاجئة  و لكن عندما تكبر الفوهة قليلا هذا يعني أن عيار البندقية أكبر بما يستدعي و جود قديفة أكبر أي أن التدمير سيكون أكبر و مكلف أيضاً .
معني كلامنا في الفقرة السابقا يقتضي أن كلاً من سوريا و إيران و حزب الله تعملان على إشعار و فتح جبهة الجولان و إستحداث مقاومة فيها تعمل على إستنزاف دولة الإحتلال في الجولان ، و ما يساعد على نجاح هذه الخطوة  و هو نجاح حزب في إجبار إسرائيل على نقل الآلاف من جنودها العسكريين في الجولان الى الحدود اللبنانية بعد حرب عام 2006 و هذا ما خفف الضغط على الجولان ، في تقديرنا عرف كيان الإحتلال بهده الطبخة لهذا قامر بالجهادين و المعارضة السورية و أكثر من مرة كان بمثابة سلاح الجو للمعارضة و جبهة النصرة و عالج أكثر من 1000 من جرحاهم و قدم لهم دعماً لوجستياً بحيث أنه لا يريد أن يسمح للنظام بأن يصل الى التلال الإستراتيجية في القنيطرة المطلة على الجولان و التي منها تمهد الوصول الى تلة الجولان الكبرى التي تشرف على كامل الجولان المحتل و تمهد للسيطرة عليه نارياً .
فعندما يقول اللواء محمد علي جعفري القائد العام للحرس الثوري الايراني “بأن على اسرائيل ان تنتظر صاعقة مدمرة” ويضيف “ان الحرس الثوري مستمر في تقديم الدعم العميق للمقاتلين والمجاهدين المسلمين في المنطقة حتى مسح جرثومة الفساد من الجغرافيا السياسية للمنطقة” هذا أكبر دليل على أن الغضب الإيراني هذه المرة يلقي بعيونه على الجولان السوري و لكن هذه المرة ليس فقط حزب الذي أرهق لحاله إسرائيل في عام 2006م و إنما إيران و سوريا هذه المرة على نفس الخط مع حزب الله و لا نعرف ما القادم و لكن الجموع العسكرية التي قامت دولة الإحتلال بحشدها على جبهتي الجولان و جنوب لبنان أكبر دليل على جوابنا ؟


- ماذا تريد إسرائيل من قيامها بالعدوان ، لأن بحسب التقديرات لا المكان و لا الزمان مناسبين ؟ 


   عندما نقول إن الكيان الإسرائيلي كشف الطبخة التي تحدثنا عنها سابقاً حول تلال القنيطرة و الجولان و تشكيل حلقة المنجل التي تبدأ من السواحل اللبنانية و تنتهي بالحدود السورية الإسرائلية و الأردنية فهذا لا يعني أننا نقصد هنا أن إسرائيل تترك لها سبيلاً لإغتيال قيادات كبرى في حزب الله و الحرس الثوري الإيراني ، فيأخدنا هذا الى طريقين في التفسير و هما كالتالي : 

الطريق الأول : ربما تكون إسرائيل فعلاً لا تعرف أن الصيد ثمين في عربتا الجيب التي أستهدفتهما و هذا يعني أن هناك ضعف في المخابرات الإسرائيلية التي لم تستطع تحديد نوعية الأهداف و هذا ملتمس من خلال حديث الإعلام الإسرائيلي و تصريحات القادة العسكرين و التي تفيد بأنهم كانوا يظنون أن العناصر هم من النوع المتوسط و ربما دون ذلك و هذا ما يؤكد كثرة التعزيزات الإسرائيلية الغير عادية و رفع حالة التأهب القصوة على الحدود اللبنانية و السورية أيضاً ، بل و الأكثر من ذلك إستخدام و لأول مرة تقوم دولة الإحتلال بنشر بطاريات لمنظومة حيتس المتقدمة على الحدود الشمالية و هذه دلالة على الخوف الحقيقي من تصريحات السيد حسن نصر الله حول صواريخ الفاتح 110 الإيرانية الصنع و التي تطير بتقنية الوقود الصلب مما يحيد منظومة القبة الحديدة التي لا تستطيع إيقاف هذا النوع من الصواريخ . 

الطريق الثاني : ربما تعي و تعرف الأهداف التي أغتالتها و لكن هذا لا يفسره هذا الحشد بعد الإغتيال لأن منطق العقل يقول بأن من المفترض على إسرائيل أن تحشد أولاً ثم تغتال ثانياً ، لأن هذا الهدف ربما يكون مراقب لفترة طويلة إلى أن تم صيدهم في نقطة معينة و من أجل إمتصاص رد حزب الله أو منع حدوث أي مفاجئة عليك أن تقوم بالتجهيز أولا و من ثم تغتال و هذا أيضاً لا يفسره حملة إعلام دولة الإحتلال و الذي تلقى الأوامر من قيادته بأن ينقل تجهيزات جيشهم و أنه مستعد و جاهز لأي رد و هذه دلاله على أن حجم ما وقعوا فيه من مغبة ، فربما يكون الخيار الأول هو الأرجح .

من بعد حرب عام 2006م و إسرائيل تمارس المناورة تلو المناورة و دخلت ثلاثة حروب مع المقاومين في غزة خرجت منها مهزومة و خاسرة و لم تكن مستعده و أثبتت فشل المناورات التي قامت بها على مدى ثمان سنين كاملة و عندما قلنا أن الزمان و لا المكان مناسبين للعملية فنحن نقصد بأن العبى خف على حزب الله في سوريا و مرور أربع سنوات كافي بأن تجعل حزب الله يتدبر أمره بإستراتيجيات جديدة تكون الحل له بأن يتناغم مع عمله العسكري في سوريا و عمله العسكري مع دولة الإحتلال بالإضافة أن النظام السوري حاله الآن أفضل من السنين الأولى في الحرب ، بحيث أنه يستطيع أن يستغني عن جزء كبير من حزب الله في سوريا إن لم نقل كله بالإضافة إلى أنه أضاف حزب الله نقلة في تغير مجرى الحرب و خصوصاً في غرب سوريا في القصير و يبرود و قلعة الحصن ، كما صرح أمينه العام السيد حسن نصر الله حيث قال عندما دخولنا الى سوريا هو الذي أكسبنا من الخبرة في حرب المدن ما جعلنا نصرح بأننا قادرون على إحتلال الجليل ، فلا يمكن أن تكون دولة الإحتلال تغافلت كل هذه المحاور المنطقية في التفكير و بتأكيد فأفعال حزب الله هذه كلفته كثيراً لكنها لن تمر بدون مكافأت فماذا أهدوه حلفاؤه من مفاجآت كاسرة للتوازن ننتظر زمن الحرب فهو أكبر مجيب . 
ننتظر فقط يوماً أو يومين أو ربما ساعات أو أسابيع من تاريخ نشر المقال فحزب الله و إيران هذه المرة توعدوا بالرد و قالوا بأنه سيكون عاصفة و أنه سيكون أقسى من أي زمان و مكان مرة على الإسرائيليين فكلنا أذان صاغية للحوادت التي ستحدث و لا نعرف متى ستحدث و كيف ستحدث ، و القدر هو الوحيد القادر على الإجابة الصحيحة بين كل هذه التحليلات التي تقال و من بينها تحليلاتي .



 
 
 
هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسائل أحدث رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

جميع الحقوق محفوظة ل محمد زكي ©2014 نقل بدون تصريح ممنوع.