آخر المواضيع
تحميل ..

عودة الى الوراء ، حقبة حسني أرحم من السيسي الانتخابات المصرية معروفة النتائج

محمد زكي عيديد

عودة الى الوراء ، حقبة حسني أرحم من السيسي
الانتخابات المصرية معروفة النتائج

محمد زكي 

   عندما قام الربيع العربي و ضعت الشعوب العربية ثلاثة رهانات و هي الكرامة و الدول المدنية و الحريات ،  فقامت ثورت 25 يناير في مصر بعد تونس مباشرة و ماهي إلا شهر حتى استقال حسني مبارك عن الرئاسة و كلنا كنا فرحين في كل أقاصي العالم كل من يفهم لغة الضاد بدون إسثناء ، مع أن هناك ثورة قد سبقت مصر في تونس و تعتبر هي المفتاح للثورة المصرية و لكن مصر هي دفة القيادة ، عندها توقف الغزوا الصليبي القادم من الغرب و عندها توقف الغزوا التتاري القادم من الشرق ، و فيها أكبر سلطة دينية في العالم العربي و العالم الاسلامي و هو الازهر ، الذي رعاء كل المداهب الدينية و حماها من الاندثار لهذا يسمئ عصارة التاريخ ، فتركت مصر في دهن الأمة العربية انطباع القيادة .

  لكن لم تطل تلك الابتسامة التي لم يسلم منها حتى رجال الفكر و هي تعلمنا دروسا مهمة في الحياة قائلتا لنا بأنه لا يوجد تغير بمجرد إقالة رئيس جمهورية ، لأن إقالتهم تهديك فقط القلم و الورقة التي ستخط فيها معاناتك و أنت تحارب إرثهم و تدفن بؤر الفساد التي صنعتها سياساتهم ، كافح الاربيون 200 سنه لنيل الحريات ضد الملوك و الاقطاعين و رجال الدين و قامت الكثير من الثورات التي فشلت فشل ساحق و دريع و تزعم هذا الكفاح في الصف الاول الصحفين و رجال الفكر منهم و الفلاسفة حتى اجثتوا هذه الطاغوتية .

 مصر بعد 25 يناير أو بعد حكومت محمد مرسي أو بعد ثورة 30 يونيو لم تصبح مثل مصر حسني مبارك فمصر حسني مبارك ارحم بكثير من مصر عبدالفتاح السيسي الذي لم يترك أي معنى للثورية في مصر لا لثورة 25 يناير و لا لثورة 30 يونيو التي كتب لها العسكر النجاح ، فبعد هذه الثورة المجيدة عاد دستور 71  و خلع عبدالدفتاح السيسي البذلة العسكرية و ترشح للانتخابات و ربما يعدم محمد مرسي و يموت حسني مبارك موت الفراش ، لم يبقى شئ من بقايا الثورة لاثورة 25 يناير ولا ثورة 30يونيو ، علينا أن نهنى كل المصرين الشحاتين في الشوارع و الفقراء و كل من لا يملك بيتا للعيش فيه و من لا يستطيع أن يوفر غداؤه إن وفر فطوره بالحكومة العسكرية الديمقراطية الجديدة ، لا يوجد في تاريخ الديمقراطية أي إجتماع للعسكر مع الديمقراطية ، فهم مثل الزيت و النار ، جعلت الديمقراطية للحكومات المدنية و الاشتراكية للحكومات العسكرية .

الانتخابات المصرية معروفة النتائج لصالح المشير عبدالفتاح السيسي دون أن نتعب أدمغتنا بالتفكير لعدة أسباب و أولها أن المعارضة المصرية بقيادة الاخوان ستمتنع عن التصويت و لن يسمح لها بالمشاركة كمرشحين و ثانيا أن خصوم المشير عبدالفتاح السيسي في الانتخابات لا يتمتعون بأي شعبية تذكر و هم ضعاف جدا عديمو الشخصية و ثالثا الترويج الاعلامي الكبير للمشير عبدالفتاح السيسي من قبل الاعلام المصري ، هذه ابرز الاسباب الواضجة للعيان .

السياسة بلا قواعد لا نعرف ماذا سيحل بمصر أم الدنيا أستاذة المنطقة  بعد الانتخابات و كيف ستكون حقبة المشير عبدالفتاح السيسي القادمة لكن نوجه رسالتين الاولى للمشير بأن نقول له كفى حان الوقت بأن تستعيد مصر هيبتها فأرجوك أعد لها الهيبة و الرسالة الثانية للجماعات الاسلامية بأن تغير الاستراتيجيات و أن تتجاوب مع المتغيرات و تذكروا أيها المعجبين بتجربت أردوغان بأن الجماعة الاسلامية في تركيا تعرضة لأربعة انقلابات عسكرية فلابد من التجاوب و اتخاد استراتيجيات مغايرة تمتص الازمات ، لاننا نحكي عن تجربة نجاح .

ماذا على الافق القرم إجرام والعراق برءاة العرب في سلة المهملات عندما تناقش القضايا ؟!

محمد زكي عيديد

ماذا على الافق القرم إجرام والعراق برءاة ... 
العرب في سلة المهملات عندما تناقش القضايا ؟!  

   عندما قامت الحرب العالمية الثانية كان لابد من تواجد فتيل لتفجير هذه الازمة التي أودت بحيات 60  مليون إنسان و شردت أضعاف هذا العدد جعلتها أكبر نكبة صراع عرفتها البشرية في تاريخها ، هذا الفتيل كان يمس الكرامة و عنوانه الكبيريا و هو إجتياح هتلر لبولندا متناسيا معاهدة بريساي التي تم الاتفاق عليها بعد الانتهاء من الحرب العالمية الاولى ، فكانت بولندا دولة حليف لفرنسا و بريطانيا فمن خلال هذا التحالف أعلنتا كلاً من الدولتين الحرب على المانيا فكانت بداية الحرب العالمية الثانية .

  طرد روسيا من عضوية دول الثمان بسبب نشاطها العسكري على شبه جزيرة القرم و التي أصبحت أراضي روسية تعتبر  أكبر سياسة خاطئة ترتكب ، فنحن لم نسمع بعد عن انتهاك لحقوق الانسان و عربدة روسية في المنطقة فلم نسمع عن حالات قتل و تجاوزات و حصلت عليها روسيا باستفتاء شعبي كان مزور أو غير مزور لا يهم لأن الناس به تخطت الازمة ، لكن في المقابل لماذا لم تسحب عضوية أمريكا من دول الثمان بسبب ارتكابها جرائم حرب في العراق و افغانستان و التستر على جرائم إسرائيل و إفشال دول بأسرها   .

 يجب ان نعترف أن وجود الطرف الروسي على الساحة السياسية مهم و ذلك من أجل عودة كفة الميزان إلى ماكانت عليه موازين السياسة ، لان مسيرة التاريخ تعتمد على التوازن في الحياة السياسية على مستوى القرار ، فقرب الروس من الامريكيين يخفف حدة الازمات و يترك مجال للتفاوض على الساحة السياسية في طاولة واحدة ، و إبعادها يعتبر تهميش للكيان الروسي مما يؤدي إلى خلل في الميزان ، و نعتقد أن الغرب لا يريد  أن يفهم بأن روسيا استفاقت بعد غياب دام عقدا كاملا عندما انهار الاتحاد السوفياتي في اوائل التسعينيات و هذا العقم في الفهم من الطرف الغربي ربما يصعد الازمات .

الخطابات التي دارت بين الرئيس أوباما بقوله "سنعاقب الروس على أفعالهم" و قول لافروف -- وزير الخارجية الروسي -- "عضوية دول الثمان ليست مأساة كبيرة و لا تعد نهاية العالم" ، يؤكد بأننا كم كنا أغبيا عندما ظننا أن الحرب العالمية الثالثة ستكون إما مضيق هرمز أو الشرق الاوسط في سوريا ، فنحن حقيقة نؤمن بسخونة هاتين المنطقتين و أهميتها و لكن تبين انها فقط حقن أدرنالين او عوامل حفازة للصراع الذي نتمنى أن لا يقوم ، و مما أثار غضبي تواجد 7 مليون سوري مشرد أو في الملاجئ خارج بلده و قتل 200 الف سوري بالكيماوي أو السلاح التقليدي بسبب الفيتو الروسي والصيني و لم نرى هذه الخطوة تتخد من قبل الغرب بطرد الروس والصين من عظوية دول الثمان و فقط مجرد نشاط عسكري خفيف للروس في جزيرة القرم تم طردها من هذه العظوية  .

نحن العرب لا نستحق أن تقام لأجلنا حرب عالمية ثالثة  و العيب فينا و ليس في الغرب ، لأننا من دنس كرامتنا في المحافل الدولية و قلت قيمتُنا لأننا قوم تُبع فقط أصبحت قضايانا رخيصة رُخص التُراب و هذا ما يقوله الواقع و ليس أنا ، فالغرب زاد من رصيدنا في الدول الفاشلة ليصل عددها الى 7 دول فاشلة و هي مصر و اليمن و ليبيا و سوريا ، و سابقا العراق و أفغانستان و الصومال ، فلا فرق كبير بين الحرب العالمية الثالثة و بين وضعنا الحالي.

ما نأمله نحن العرب من سياسات من قبل الغرب و بعض المنظمات الدولية والحقوقبة و التي تُشجع الحريات مثل مجلس الامن و هيئة الامم المتحدة مجرد أظغاط و أحلام لأنها تخدم الغرب كشعوب و تخدم مصالحها أينما وجدت و هم من يعطون هذه الهيئات و التنظيمات و المنظمات الوجه الذي يريدونه و هم من يشكل لها القانون و يرسم لها الواقع و يفهمها هذا الواقع بحسب فكره و ما تقتظيه مصلحته ، فلم نسمع عن حسنة من حسنات هذه المنظمات عادت على الأمة العربية بالنفع غير حرب الخليج الأولى -- أثناء تحرير الكويت -- و التي لا تخلو من المصالح ، لكن متى سنفهم ؟ .

هل حكمته مازالت أم أننا لم نفهم الواقع أردوغات إلى أين سيتجه المؤشر البياني


محمد زكي عيديد

هل حكمته مازالت أم أننا لم نفهم الواقع ...
أردوغات إلى أين سيتجه المؤشر البياني ...
   رجب طيب أردوغان ، عندما يُلفظ هذا الاسم سرعان ما يتبادر إلى أذهان الناس معنى النجاح و قهر الصعاب و تحقيق الطموحات المستحيلة و النهج الاسلامي المعتدل و الوسطي الذي يستطيع أن يتعايش في أحضانه تجار الحانات في اسطنبول مع الاسلامين على أرض واحدة أسمها تركيا ، ليجعل تركيا تقف في الترتيب 16 كأقوى قوة أقتصادية و في الترتيب 6 كأقوى قوة عسكرية في العالم و تصطف في الترتيب الثاني في حلف النيتو بعد الولايات المتحدة الامريكية كأقوى قوة بحرية في البحر الابيض المتوسط هي و فرنسا على الترتيب ‘ دولة تتربع على 700 مليار دولار سنوياً كناتج محلي و هو في إزدياد و بلغ عدد السياح  فيها عام 2012 حوالي 31 مليون سائح كما أفادة وكالة الأناضول ، صَفّر -- رجب طيب اردوغان -- رصيد المشاكل مع أعدائهم التاريخيين "الارمن والرومان والبلغار والايرانيين" و هي التركة التي أستلمها أردوغان من العسكر  و الامبراطورية العثمانية ، كل هذا في رقم قياسي حطم كل تجارب النجاحات المعروفة ليكون في الصف الاول رجب طيب أردوغان ، فقط كلها 10 سنوات لتصبح أسطنبول من أنضف مدن العالم لعام 2014 بعدما كانت تمتلئ شوارعها بمياه الصرف الصحي عام 2004 ، جعل النظرية الغربية التي تقول أن الديمقراطية و الاسلام مثل الزيت و النار مجرد كلام تافه . 

  إن هذه المقدمة الطللية تمثل صعود المؤشر البياني لتاريخ هذه الشخصية مع بلده تركيا ، لكن هل حانت لحظة هبوط هذا المؤشر للشخصية التي لا تأسره ردود الافعال ، فما سمعناه و شاهدناه و تأكدنا منه عن طريق وكالات الانباء التركية فاق توقعاتنا في اللحظة التي كنا نشاهد فيها مجريات الجبهة الجنوبية التي ستقدوها إسرائيل على حسب الظواهر مع المعلومات فعندما زهق الجربا -- رئيس الائتلاف السوري -- من تراجع جبهته و أنتصار النظام إنتصارات ساحقة و إستراتجية فاصلة للصراع السوري استنجدى بإسرائيل مقدماً لها تنازلات لم يقدمها السادات و لا حافظ الأسد -- اللذين أبرما صفقة سلام مع إسرائيل -- مطالبهم بفرض حظر جوي على الجبهة الجنوبية "درعا" بشرط إهدائها الجولان و القدس   ، فلم يستنجد الجربا بتركيا لأنه لا يريد إحراج بلد استفاق على نهضة ليخرطه في حرب ستدخل حكومة أردوغان غُرف مظلمة لا يعرف أحد ماذا يدور فيها . 

 إسقاط طائرة سورية على الحدود السورية التركية من قبل طيارين أتراك و تنفيد إسناد جوي لعملية عسكرية للجيش الحر مدعومة بالمدافع و طائرات تركية على أرياف اللادقية قلب الموازين ، فما فعلته حكومة أردوغان لم تستطيع لا أمريكا و لا إسرائيل أن تفعله و التي يهمها ناتج النزاع السوري أكثر من أي كيان ، و لكن لماذا ؟! مع أن نظام الأسد إعترف بأنه لم يخترق الاجواء التركية و نقلت بعض القنوات عن طرق مراسليها في تركيا أن الطائرة السورية كانت على بُعد 400 متر من الحدود التركية ، فأقف أنا موقف الحائر الذي لا يستطيع التحليل لأن تركيا عندما تقدم على عملية عسكرية فعليها أن تفكر في روسيا و إيران و الصين و كما ذكرنا أن إيران كانت لديها مشاكل مع تركيا سابقاً و تمثل تركيا و اجهة حلف النيتو لروسيا ، بمعنى أن تركيا ستنال النصيب الاوفر من صواريخ إسكندر الروسية و الكل يعلم ماهي صواريخ إسكندر و أضف إلى ذلك أن المنظومات الروسية الجوية و التفوق التكنولوجي العسكري الروسي لن يعطي تركيا أي فرص عسكرية مقابل روسيا و لن ينخرط الغرب في أي صراع مع روسيا كرمالاً لتركيا لأنه ليس مستعداً لذلك فلم يتخلص الغرب من أزماته الاقتصادية بعد ، فربما سنرى ميوعة قرارية من جهة الغرب . 

يتواجد في تركيا 12 مليون علوي و 13,5 مليون كردي و أيضاً ملفات الصراع القديمة مع الدولة العثمانية الارمن والرومان والبلغار والايرانيين و الصراع المحتدم بين المعارضة التركية و حكومة أردوغان و آخر مجرياتها حجب موقع تويتر الذي يستخدمه 10 مليون تركي، كل هذا لا يسمح لتركيا بممارسة عمل عسكري و فرض حظر جوي على أجوائها ، فعندما تدخلت إيران في الصراع السوري قامت بمد النظام بمعلومات لوجستية و أسلحة و أموال و ظباط لتدريب المليشيات و عندما تدخلت المملكة العربية السعودية ساهمت بالمليارات و أخدت مركز القيادة في المحور الذي سيساند المعارضة سياسياً ، فالمعارضة السورية تسيطر على معظم الشريط الحدودي مع تركيا و هذا يمثل إمتياز لتركيا لتدريب المعارضة و مدها بالسلاح و أنا أعتقد أن هذا أفضل للمعارضة و تركيا نفسها من فرض الحظر الجوي و تنفيد عمليات إسناد بري لأن المشكلة الاساسية للمعارضة هي الدعم المالي و العسكري . 

القضية السورية كُتب لها الصمود بسبب حضور لغة الفيتو الروسية و الصينية ، و ثانياً النظام السوري يتمتع بحليف صلب لن يسمح بأن يُهزم النظام و أيضاً النظام السوري أصبح يملك الجيش الذي يستطيع أن يثق به و على هذا الاساس سيدخل أردوغان غرفة مظلمة بحق لأن خصمه يعتبر أزمته تمس و جوده و ليست أزمه عابره لا تهم نهايتها ، فكل ما أردنا أن نجد أي جانب يمكن من خلاله نستطيع إستيعاب الموقف التركي لم نستطع لأن القضية السورية أمام بابين ، الباب الأول : أن يتجه الى محور إيران العراق حزب الله و هذا طبعاً بإنتصار النظام و هذا لصالح روسيا لأنها ستكسب 3 دول كحلفاء تعتبر من أهم الدول التي ستقرر مصير السياسة في الشرق الاوسط  و ستضع الشرق الأوسط في جيب الروس أو أن تنتصر المعارضة السورية و يفشل هذا المحور و تُدعم الثورة في العراق من قبل المعارضة فسيكون هنا الخاسر إيران لأن أدرعها للوصول إلى حزب الله قد قطعت و هي العراق و سوريا و إيضاً حزب الله و سيتجه القرار السياسي في الشرق الاوسط إلى الغرب و هذا في صالح إسرائيل فيقتضي مصلحة الدول الغربية و خسارة روسيا و الصين للشرق الاوسط .

الآن تُترك القضية السورية للقدر فلا نعرف كيف ستسير لأن ماحدث غير متوقع و لهذا كذاب من يتوقع و يحلل في خضم هذا السيناريو و لكن فقط يمكننا القول بأن الفعل إما أن يكون و بالاً لحكومة أردوغان أو نصراً لها و يتزامن هذا مع قرب موعد الانتخابات في تركيا و لا نعرف ماذا يقصد من هذه المقاربة و لكن إن أردا إستجلاب الاسواط في الانتخابات فسياسة الصفر مشاكل كانت أفضل من هذا الطريق أي طريق العسكر الذي طالما حارب السيد أردوغان هذا الطريق فأصبحت من خلاله تركيا دولة مدنية و هو سبب نجاحها فما سبب العودة للعسكر نترك هذا للقدر وسنراقب المؤشر البياني للسيد رجب طيب أردوغان إلى أين سيتجه .

 

تسخين الجبهة الشمالية السورية وفتح معركة الساحل هل هو بداية الحسم العسكري للازمة ؟.. وهل اسقاط طائرة سورية انتقام مؤجل ام تصدير اردوغان لازمته الداخلية


عبد الباري عطوان

قبل ثلاث سنوات تقريبا، وفي بداية الازمة السورية عندما كانت مسألة سقوط النظام في دمشق مسألة “وقت وتوقيت” بالنسبة للحلف الضخم المضاد للنظام وقادته، اسقطت المضادات الارضية السورية طائرة استطلاع تركية من طراز “اف 5″ اخترقت الاجواء السورية، السيد رجب اردوغان رئيس وزراء تركيا التزم الصمت وضبط النفس ولم يرد، لانه كان واثقا انه لا حاجة للرد لقناعة بان ايام النظام معدودة مثلما قال مرارا وتكرارا.

بعد ثلاث سنوات اعلنت السلطات السورية ان دفاعات ارضية تركية اسقطت طائرة سورية مقاتلة فوق منطقة حدودية بين البلدين في محافظة اللاذقية، وقالت ان هذا “اعتداء سافر” و”غير مسبوق”، ويؤكد دعم السيد اردوغان للجماعات “الارهابية”.

القاسم المشترك بين الواقعتين، ان الاسد عندما كان مأزوما ومحاصرا بالازمات الداخلية، والاحتجاجات التي كانت تطالب بالتغيير الديمقراطي “تحرش” بجاره التركي واسقط طائرته للايحاء بانه يتعرض لعدوان خارجي، واحياء الخلافات والسيد اردوغان الذي يواجه ازمات داخلية عديدة، ومجموعة اعدائه تتناسخ يلجأ للاسلوب نفسه الذي لجأ اليه خصمه السوري، فهو يعيش صراعا مع حليفه السابق فتح الله غولن دخل مناطق حمراء محظورة سياسيا واخلاقيا، وازمة الفساد المالي التي اطاحت بثلاث وزراء من الحزب الحاكم قما زالت تخيم بظلالها على الانتخابات البلدية التي ستجرى الاحد المقبل، وستكون اختبارا حقيقيا لشعبية اردوغان وحزبه، وتنتشر شائعات كثيرة غير مؤكدة هذه الايام عن تسجيلات جنسية لبعض المسؤولين الكبار في حزب العدالة والتنمية كانت خلف محاولة حظر “التويتر”، التي جرى حلها بعد رضوخ شركة التويتر لاوامر القضاء التركي وحذفت اشرطة مخلة.

هذا التصعيد التركي المفاجيء في الازمة السورية ربما يكون محاولة لتصدير هذه الازمة الداخلية الى عدو خارجي، وليس هناك افضل من النظام السوري “المكروه” من نصف الشعب التركي على الاقل.

***

منذ يوم الجمعة ومقاتلوا المعارضة السورية يحاولون السيطرة على “معبر كسب” الحدودي مع تركيا في ريف اللاذقية المشالي معقل الطائفة العلوية المحاذي لتركيا، على امل الاستيلاء عليه، وتحويله الى منفذ بحري لتسهيل مرور الاسلحة والامدادات العسكرية الاخرى لتعويض خسارة معظم منطقة القلمون ويبرود الاستراتيجية، وهي الخسارة الى ادت الى حرمانها، اي المعارضة، من شريان حياة رئيسي الى لبنان وسواحله.

السلطات السورية تقول ان من هاجموا معبر كسب البحري جاءوا من تركيا على حين غفلة وبحماية من الطائرات والقصف المدفعي التركي المكثف الذي وفر الغطاء لهم، وان الطائرة السورية التي جرى اسقاطها كانت تطارد المسلحين وتقصف مواقعهم في ريف اللاذقية.

الجماعات المسلحة تحقق تقدما في ريف اللاذقية، ولكن النظام يدفع بتعزيزاته لصد هجومها، وما زال من غير المعروف ما اذا كانت هذه التعزيزات تشمل مقاتلين من حزب الله وكتائب العباسي الموالية للنظام ام لا، لان مشاركة هذه القوى كان لها دورا حاسما في معركتي القصير والقلمون ويبرود واستعادة النظام لها لخبرتها في حرب العصابات.

النظام في سورية لن يتوقع مطلقا فتح جبهة معبر كسب، لانه اعتقد ان تركيا ستحترم الاتفاق غير المعلن بعدم تحويل اراضيها الى نقطة انطلاق للمعارضة المسلحة، وفتح معركة الساحل، ولكن الحرب خدعة، والسيد اردوغان جزء من تحالف يضم قطر وجبهات اسلامية متشددة تعرض لانتكاسة كبيرة في يبرود والقلمون وقرر الثار بسرعة وفي المنطقة الرخوة والقاتلة في حزام النظام السوري اي ريف اللاذقية، وفوق كل هذا وذاك لابد من التذكير بان تركيا عضو في حلف الناتو قبل نصف اعضائه الحاليين.

نقل المعارك الى معتقل النظام في اللاذقية وريفها يشكل تحديا خطيرا سيربك حسابات كثيرة، وقد يخلط الاوراق جميعا على جبهات القتال في سورية ويغير معادلات راسخة على الارض، خاصة ان هذا التحرك “الشمالي” يتزامن مع تسخين مدروس بعناية للجبهة الجنوبية، ومنطقة درعا يتمثل في استيلاء قوات الجيش السوري الحر على مواقع للجنوب وسجن المدينة المركزي.

السيد اردوغان يقدم على مغامرة خطيرة جدا ربما تكون غير مأمونة العواقب، فمن الواضح ان ازماته الداخلية ارغمته على الارتماء في حضن المؤسسة العسكرية التي قصقص اجنحتها عندما كان في ذروة قوته وعنفوانه السياسي الامر الذي سيجعله اسيرا لها، ومضطرا لتقديم تنازلات لها حاضرا او مستقبلا، والاهم من ذلك انه يدرك جيدا ان النظام في دمشق يملك اوراقا قوية في تركيا ابرزها كل من الورقتين العلوية، والكردية، ناهيك عن المعارضة العلمانية الممثلة في حزب الشعب الجمهوري الخصم اللدود للحزب الحاكم ورئيسه.

***

عندما كان الاسد ضعيفا شبه منزوع الانياب والمخالب وتتعرض قاعدة حكمه لضربات عديدة داخلية وخارجية وانشقاقات عسكرية ودبلوماسية وسياسية بادر الى اسقاط الطائرة العسكرية التركية، ولكن اردوغان ابتلع كرامته ورفض الانجرار الفوري الى المواجهة لايمانه الراسخ ان النظام ساقط لا محالة، وكم كان مخطئا في حساباته.

النظام السوري ما زال منهكا رغم انتصاراته الاخيرة، ولكن اقوى بكثير بالمقارنة بوضعه قبل عامين او ثلاثة، ولكن من غير المستبعد ان ينجر الى حرب مع الجار التركي القوي بشكل مباشر وسيلجأ الى اسلوب ضبط النفس مثلما فعل اردوغان، وهذا لا يعني انه لن يستخدم اوراقه جميعا جزئيا او كليا في مرحلة لاحقة.

لا شك ان الجماعات المسلحة التي هاجمت كسب مثل جبهة النصرة التي اعلنت معركة الانفال في اللاذقية تضم مقاتلين عقائديين اشداء يقاتلون حتى الشهادة حسب قناعاتهم، ولكن المدافعين عن الساحل الشمالي السوري اشداء ايضا يدافعون عن ملجأهم الوحيد وظهورهم للحائط، ويدركون جيدا ان خصمهم لن يتعامل معهم برأفة وبتسامح بالقياس الى تجارب في مناطق اخرى.

اردوغان سيكسب تعاطف الكثير من الاتراك لانه يحارب عدوا اخترقت طائراته الاجواء التركية تصدى له بشجاعة، وسيحول الانظار جزئيا او كليا، عن ازماته الداخلية، وقد يوحد الشعب في مواجهة عدو خارجي، ولكن التورط عسكريا في ازمة كهذه رفضت امريكا العظمى التورط فيها خيار صعب محفوف بالخاطر، ونعتقد انه رجل يتمتع بالخبرة والدراية والدهاء بحيث يتجنب الوقوع في هذا المستنقع الدموي، ويخسر بالتالي كل انجازاته العظمى التي قدمها لبلاده سياسيا واقتصاديا وجعلته موضع اعجاب كثيرين داخل تركيا وخارجها.

تحظى جوائز نوبل في العلوم والطب بالاحترام التام والتقدير الكامل، وتحظى جوائز نوبل في الاقتصاد والآداب بدرجة من الجدل والنقاش، ولكن جائزة نوبل للسلام باتت تقريبًا خارج السياق.





أحمد المسلماني 

تحظى جوائز نوبل في العلوم والطب بالاحترام التام والتقدير الكامل، وتحظى جوائز نوبل في الاقتصاد والآداب بدرجة من الجدل والنقاش، ولكن جائزة نوبل للسلام باتت تقريبًا خارج السياق.

لقد حصل الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» على جائزة نوبل قبل أن يتمكن من السلطة الفعلية في واشنطن.. وقد نقلت عنه الصحف أنه فوجئ تمامًا.. وكان التبرير الذي صدر عن لجنة الجائزة أنه حصل عليها لأنه اعترف بالهزيمة في العراق وأفغانستان! ولما لم يكن ذلك مقنعًا جاء التبرير الآخر، لقد تم منح الجائزة كحافز لتحقيق السلام!
(1)
تراجعت المكانة السامية لجائزة نوبل للسلام بتراجع مكانة الحائزين عليها.. ولولا أنها تحمل اسم «نوبل» لما حظي الفائزون بها على اهتمام مجلات الحائط أو كاميرات المحمول!

هل يُصدق أحد أن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق «هنري كيسنجر» قد حصل على جائزة نوبل للسلام؟.. لقد حصل بالفعل! هناك العديد من المقالات والمظاهرات التي تطالب بسحب جائزة نوبل ومحاكمة «كيسنجر» كمجرم حرب قتل الملايين في فيتنام وساهم في قتل أبرياء آخرين حول العالم، ولكن شيئًا من ذلك لم يحدث.. ولا تزال ميدالية نوبل تزيِّن مكتبة منزله! هل يُصدق أحد أن الزعيم الهندي الأشهر المهاتما «غاندي» لم يحصل على جائزة نوبل للسلام،
وأن شخصيات مثل «مناحم بيجن» و«شيمون بيريز» قد حصلت على الجائزة؟.. لقد حدث بالفعل!
انتهت الهيبة التي طالما حظيت بها جائزة نوبل للسلام.. بل أصبحت عبئًا على جوائز نوبل على وجه العموم.. وأصبح حفل الجائزة السنوي في النرويج خَصمًا دائمًا من رصيد ومكانة الجائزة في السويد.

(2)
يقول ناقدو جائزة نوبل للسلام: إن النرويج استخدمت الجائزة لتعزيز سياستها الخارجية ومصالحها الاقتصادية.. وإن عددًا من حائزي الجائزة كانوا مجرد حلفاء للسياسة النرويجية.

وفي عام 2011 وبعد منح الجائزة لفتاة مغمورة تدعى «توكل كرمان»، كتبت إحدى الصحف النرويجية: إن لجنة جائزة نوبل للسلام يجب أن تتشكل من الكفاءات الفكرية ذوي الرؤى العالمية بدلاً من أعضاء البرلمان المتقاعدين الذين يتسمون بضيق الأفق.. وانتقد «مايكل نوبل» حفيد مؤسس الجائزة عملية «تسييس جائزة نوبل» وعدم الالتزام بوصية جده «ألفريد نوبل».
ولما حصلت «منظمة حظر الأسلحة الكيماوية» على جائزة نوبل للسلام بعد قرار سوريا بتسليم الأسلحة الكيماوية.. قال منتقدو الجائزة: كيف تمّ منحها إلى موظفي منظمة لا قرار سياسيا لهم، ولا يملكون أي دور في ذلك؟.. وهو ما دعا «بشار الأسد» للقول بأنه يستحق جائزة نوبل للسلام أكثر من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لأن قراره هو الذي قَلَبَ المعادلة!
(3 )
من الإنصاف هنا القول بأن عددًا من أعضاء لجنة نوبل للسلام يبذلون جهدًا للحفاظ على مصداقية الجائزة ونزاهتها.. وأن اثنين من أعضاء اللجنة قد استقالا بعد قرار منحها إلى «هنري كيسنجر».. ولكن هذه الأصوات باتت أكثر ضعفًا في مواجهة العابثين بالجائزة وبمكانتها.
(4 )
الحقيقة لاتزال غير مكتملة بعد.. ذلك أن أخطر ما في جائزة نوبل للسلام ليس فقط عدم النزاهة أو الهبوط بوزن الجائزة.. لكن الأخطر هو ما تضمنته وثائق الجائزة من أن جانبًا من أهدافها هو «إلغاء الجيوش».. تحت دعوى «إلغاء الحروب». وطبقًا لمصادر بحثية نرويجية فإن جائزة نوبل للسلام تُعطى لمن يعمل على هدف إلغاء الحروب وإلغاء الجيوش. وإذا كان هدف «إلغاء الحروب» هو هدف إنساني عظيم.. فإن هدف «إلغاء الجيوش» هو هدف «غير وطني» يصطدم بثوابت الأمن القومي للدول.. ويرتكب المؤمنون بذلك أو الساعون له جريمة «الخيانة العظمى» في حق بلادهم!
(5 )
لقد تذكرت هذا النقاش العالمي بشأن جوائز نوبل للسلام وأنا أتابع ظاهرة «توكل كرمان» التي صعدت من «الصفر» إلى «الصفر» في زمن محدود! لم تكن تلك الناشطة غير المرئية تمثل أي شيء لبلادها أو العالم.. ولا يوجد ما هو ملموس ومحدَّد من سيرتها الذاتية إلا أنها عضوة في جماعة الإخوان المسلمين باليمن. كان واضحًا تمامًا إلى أين تتجه السياسة الغربية عام 2011 (عام الربيع العربي).. كانت تتجه إلى دعم جماعة الإخوان المسلمين.. وكانت إشارة الضوء الأخضر العالمية متمثلة في منح «عضوة في جماعة الإخوان المسلمين» جائزة نوبل للسلام.. كأنها حافز على دور سيبدأ بعد قليل!لم يكن اختيار «توكل كرمان» موفقًا.. لا للجائزة ولا للجماعة.. فقد كان الأمر مكشوفًا للغاية.. وكان منح الجائزة لشخصية تفتقد أدنى مستويات الفكر والمعرفة مشهدًا في هبوط «نوبل» لا صعود «توكل»! ومن المؤكد أن من بين نساء الجماعة - وقتها - من هن أكثر ثقافة وأعلى شأنًا.. ولكن الاختيار جاء هزيمة للطرفين.. للمانح والممنوح!بذلت جماعة الإخوان جهدًا كبيرًا للصعود بـ«توكل كرمان» إلى مستوى الجائزة.. لكن الصعود من السفح إلى السطح كان مستحيلاً. وهنا كان على الغرب أن يقوم هو بـ«عملية صعود الجبل»..
(6 )
كانت الجائزة الوحيدة التي حصلت عليها «توكل» هي جائزة الشجاعة من السفارة الأمريكية في صنعاء.. وكانت الصناعة كالتالي: أصبحت «توكل كرمان» عضو «اللجنة الأممية عاليةالمستوى لرسم رؤية جديدة للعالم».. هكذا مرة واحدة! إن «توكل» التي لا تستطيع أن ترسم رؤية لمدرستها أو قريتها.. أصبحت تشارك في لجنة كوكبية لرسم رؤية العالم! ثم تقدمت جامعة ألبرتا الكندية فمنحتها الدكتوراة الفخرية.. ولما قامت بالهجوم على ثورة 30 يونيو في مصر وقالت إنها تنوي القدوم إلى مصر والاعتصام في ميدان رابعة العدوية مع أتباع الرئيس السابق محمد مرسي.. اختارتها مجلة التايم الأمريكية في المرتبة الأولى لأكثر النساء ثورية في التاريخ! لقد واصل الغرب «عملية صعود الجبل» دون توقف، وأصبحت «توكل كرمان» التي لم يسمع بها أحد أديبة وشاعرة وكاتبة.. ثم كانت المفاجأة الكبرى من مجلة «فورين بوليسي» التييفترض أنها مرموقة للغاية، حيث اختارت المجلة «توكل» في المركز الأول ضمن قائمة أفضل (100) مفكر في العالم! وهكذا أصبحت «توكل» أول مفكرة بلا فكر، وأول أديبة بلا نص، وأول شاعرة بلا ديوان! وإذا كانت شخصية متواضعة عقليًّا مثل «توكل» هي أفضل مفكرة من بين (100) مفكر في العالم.. فمن حق القارئ أن يتساءل.. ما هو مستوى الـ(99) مفكرًا الآخرين.. إذا كانت هذه تحتل المركز الأول؟ إن مثل هذه الأوصاف ومثل هذه المراكز إهانة للعقل الإنساني وإساءة للحضارة الغربية.. كيف يمكن أن تصل «صناعة الكذب» إلى هذا الحد؟ وكيف يمكن أن يأتي صانعو الأساطير بأي شخص بائس لا يملك من أمره شيئًا ثم يجري منحه كل شيء!
(7 ) 
ما لا يدركه الغرب.. أنه يمكنه أن يمنح الجوائز والأوسمة والألقاب.. لكنه لا يمكنه أن يمنح الموهبة أو الحكمة أو البصيرة.. لا يمكنه أن يمنح «نعمة العقل» أو «فضيلة الفكر». إن «توكل» المفكرة رقم (1) في العالم.. تمارس العبث على صفحات الـ«فيس بوك».. تارة تقول: «إن وصول السيسي للرئاسة سوف يجعله في صدام مع الجيش».. وتارة أخرى تقول: «إن قطر العظمى في الجانب الصحيح من التاريخ»..!
لقد هبطت «المفكرة العالمية» إلى الصفر من جديد.. كما بَدَأت عَادت. إنها رحلة العدم.. من «لا شيء» إلى «كل شيء» إلى «لا شيء». (8 )إن «توكل» لا تفعل شيئًا من أجل اليمن أو اليمنيين.. بل من أجل نفسها ومن أجل الجماعة..وبدلاً من أن تستثمر «الجائزة الخطأ» في «العمل الصواب» إذا هي تترك بلادهافي أزمتها.. لجولات وزيارات، وتعليقات وتويتات.. لم تأتِ بإضافة واحدة من أجل الشعباليمني الشقيق.
(9)
إن تقديرات البنك الدولي تقول بأن نصف سكان اليمن البالغ عددهم (25) مليون نسمة بحاجةإلى مساعدة إنسانية، وهناك أكثر من (10) ملايين يمني يعانون فقدان الأمن الغذائي،نصفهم، حسب مجلة الإيكونوميست، يعانون الجوع!وتشكل مشكلة نقص المياه محنة كبيرة تواجه اليمن، ويقول «توماس فريدمان»: إن نضوب المياه
هو ما سَيُفني اليمن.. وفي مدينة تعز يفتح السكان صنابير المياه ثلاثين يومًالتأتي المياه (36) ساعة فقط.. وحسب دورية «فورين أفيرز» فإن سكان صنعاء سيكون عددهم عام 2025 أكثر من أربعة ملايين نسمة.. سيصبحون جميعًا لاجئين بسبب جفاف المياه.

وقد أدى ذلك على وجه الإجمال إلى كارثة في الاقتصاد والأمن، ذلك أن الاقتصاد يتهاوى، والأمن الذي يشهد تحديات من «القاعدة« و«الحوثيين» وغيرهم يواجه ضغطًا موازيًا بسبب العطش، وحسب وزارة الزراعة اليمنية ، فإن النزاعات المرتبطة بالمياه والأراضي ينجم عنها أربعة آلاف قتيل سنويًا! لا تعرف «توكل كرمان» أي شيء عن ذلك.. فقط كل ما تعرفه هو ما يتعلق بـ«أعضاء الجماعة» و«أعداء الجماعة»!
(10)
اليمن من أجمل بلاد العالم، واليمنيون من أروع شعوب الأرض.. لكنه بلد سيئ الحظ.. أصبح اليمن مثقلاً بالساسة الذين آثروا الثروة على الثورة، وآثروا السلطة على النهضة، وآثروا الكاميرا على الوطن. في اليمن يعاني شعب عريق من «لعبة الأمم».. بينما طفلة كانت تتثاءب من الفشل أصبحت تلهو بجائزة نوبل!

نعم.. السلطات المصرية ترتكب جريمة ضد الانسانية بحصارها قطاع غزة واغلاق معبر رفح لاكثر من اربعة شهور.. اكرهوا حماس كيفما شئتم.. لكن ليس من حقكم خنق مليوني انسان عربي ومسلم


عبدالباري عطوان


نعم.. السلطات المصرية ترتكب جريمة ضد الانسانية بحصارها قطاع غزة واغلاق معبر رفح لاكثر من اربعة شهور.. اكرهوا حماس كيفما شئتم.. لكن ليس من حقكم خنق مليوني انسان عربي ومسلم

ما تفعله السلطات المصرية بأهلنا في قطاع غزة من حصار، وتجويع، يرتقي الى مستوى العقوبات الجماعية، وهو امر مشين لتسعين مليون مصري وللعرب والمسلمين جميعا، ويسيء لمصر ومواقفها الوطنية المشرفة في الانتصار للقضايا الانسانية العادلة.

لا نفهم اسباب هذه القسوة والتلذذ بممارستها، ولا يمكن ان نتفهمها او نجد لها مبررا، خاصة عندما تأتي من اشقاء، اي اشقاء، وفي حق اناس عرب ومسلمين يعانون تحت الاحتلال، وغارات جوية اسرائيلية متواصلة، وعمليات اغتيال لرجال المقاومة الذين يذودون عن الكرامة العربية بارواحهم ودمائهم.

ان تغلق السلطات المصرية مكاتب حركة “حماس″ في القاهرة، وتحظر نشاطها، وتمنع دخول قياداتها فهذا قرار سيادي من حقها ان اختلفنا معها في هذا الاجراء، ولكن ان تعاقب مليوني فلسطيني محاصرين في قطاع غزة من الاسرائيليين من ناحية ومنها وقواتها من ناحية اخرى فهذا عمل غير انساني لا يليق بالحيوانات، ولا يمكن قبوله او تبريره وفق كل المعايير الاخلاقية والقانونية والحيوانية.

***

معبر رفح مغلق منذ بداية العام، ولم يفتح الا لتسعة ايام ولساعات معدودة فقط مرفوقة بالاهانات وعمليات الاذلال، وهناك المئات من المرضى وآلاف المتضريين من هذا الاغلاق الانتقامي التعسفي.

هاتفني صديق من ابناء القطاع من المحبين لمصر، والمدافعين عن سياساتها، والمعارضين بشدة لحركة حماس، وعمل وزيرا في السلطة، سابقا، هاتفني مستغيثا مساء امس بصوت متألم متهدج طالبا ان نكتب انتصارا لانين المرضى الذين يموتون لعدم وجود الدواء والعلاج، وتغلق السلطات المصرية المعبر في وجههم وتحكم عليهم بالموت قهرا ويأسا.

نتمنى ان نعرف نوعية قلوب وعواطف هؤلاء المسؤولين المصريين الذين اتخذوا قرار اغلاق معبر رفح، وتشديد الخناق على ابناء قطاع غزة بهذه الدرجة من القسوة، الا توجد رحمة او شفقة او ذرة من الانسانية في عروق هؤلاء وقلوبهم، وهل هذه القلوب مثل قلوب الغالبية الساحقة من البشر، ام انها من الرخام والاسمنت المسلح؟

السلطات المصرية الحاكمة نسفت الانفاق، وقطعت امدادات  الطعام والدواء، وعرقلت وصول امدادات المازوت اللازمة لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع، كل هذا لانها تكره حركة “حماس″ وتتهمها بالارهاب، وتنتقم منها لانها تنتمي الى حركة الاخوان المسلمين، وايدت نظام الرئيس المعزول محمد مرسي، ولكن ما ذنب اكثر من مليوني فلسطين يعيشون تحت حكمها في القطاع؟

ثم ما ذنب مئات الآلاف من الفلسطينيين كتبت عليهم الاقدار اللجوء الى مصر منذ ايام النكبة او بعدها؟ وهل تقبل السلطات المصرية بمعاملة مواطنيها بهذه الطريقة او ربعها في اي دولة عربية؟

***

ممنوع على ابناء الفلسطينيين في مصر دخول المدارس والجامعات المصرية مثل اشقائهم في كل المهاجر العربية، ويواجهون كل العقبات والصعوبات لتجديد اقاماتهم، وعليهم ان يدفعوا مقابلا ماديا بالعملة الصعبة اسوة بالاجانب وهم الفقراء المعدمون، واخيرا، صدر قرار مفاجيء بمنع اطفالهم من دخول دور الحضانة او المدارس الخاصة.

احد ابناء القطاع فقير معدم يعيش في القاهرة وعاطل عن العمل، متزوج من فتاة مصرية، اراد ادخال طفله في مدرسة حكومية، فوجد الابواب مغلقة في وجهه، انهار باكيا امام الناظر، فحن عليه ورق قلبه، ووجد له حلا، اي ان يطلق زوجته المصرية، وفي وهذه الحالة تستطيع الزوجة ان تسجل طفلها في المدرسة في عملية التفاف على القانون.

هل هذا من الانسانية يا مشير عبد الفتاح السيسي، هل هذا من الانصاف يا عدلي منصور رئيس الجمهورية، وهل هذا من العدالة يا سيد عمرو موسى رئيس لجنة وضع الدستور؟ هل يسمعني الشعب المصري الاصيل الطيب الذي انتصر دائما لاشقائه وخاض حروبا وقدم الشهداء من اجل قضاياهم العادلة؟

حسبي الله ونعم الوكيل

محمد زكي

للتواصل معي : 
صفحة الفيس بوك : https://www.facebook.com/Mohammed1Aidid
صفحة التويتر : https://twitter.com/m1aidid

من نحن

الاسم : محمد زكي عيديد
تاريخ الميلاد : 16 / 1 / 1991م 
مكان الميلاد : مي منطقة بروم في حضرموت اليمن 
التخصص العام : إعلام 
التخصص الدقيق : صحافة 
الجامعة : جامعة طيبة المملكة العربية السعودية 
الاقامة الحالية : المدينة المنورة
الاهتمامات و المتابعات : أهتم بمتابعة الامور السياسية دائماً و أيضاً أحب متابعة جديد التسلح و الامور العسكرية بكل جوانبها 
الهوايات : مصور فتغرافي ، مهندس صوة و موزع موسيقي 
الطموحات : أتمنى أن أكون صحفي عالمي أمتلك صحيفة عالمية تناقش قضايا العالم العربي و الاسلام و تكون علم يهتذي إليها الصحفيين في العالم العربي و غير العربي و بكون عنوانها النزاهة و التمسك بالمبادئ و عدم التسيس لحزب أو طائفة أو جماعة 
و نسأل الله التوفيق للجميع 

سوريا الى الشاطر سياسياً رؤية تحليلية

محمد زكي عيديد

سوريا الى الشاطر سياسياً 
رؤية تحليلية 
   
الجماعة التي ستتاجر باسم إسرائيل لتضلل الاعلام و ستستخدم الارهاب لتوجه العالم نحو رؤية احادية للقضية السورية هي التي ستتصدرالصفوف الاولى و قادتها سيتبسمون كثيراً ، نعم هناك نظام فاسد بكل المقايس نظام نازي متسلط ولكن و للأسف فهناك من أضر  الثورة السورية و هم من قادوها الى ماهي عليه و هم حلفاء المعارضة ، فاليوم لم نعد نسمع ايام الاسد معدودة ، بل نسمع اناشيد الرثاء و الخواطر التي تتحدث عن الاطهاد و الظلم و الكفاية من المجريات و التمني للوصول الى حلول سلمية . 

  الشارع العربي نسي أن هناك ثورة سورية في سوريا ، لأنه بدأ يفكر بأن هناك مأساه انسانية يجب أن تتوقف في سوريا ، فقد نسيوا جرائم النظام السوري و الكيماوي و كل سنيريوهات الظلم و الطاغوتية بكل مصنفاتها و هذا طبعاً محسوب للنظام ضد المعارضة السورية متمثلة بالائتلاف السوري ، و بدأت شريحة كبيرة جداً من الشعوب العربية تصدق نظرية المؤامرة التي قدمها النظام السوري و تحدث عنها و كانها دريعة لعدم الانصياع ، هناك عدة عوامل ساعدة على و صولها الى هذا المستوى الخطير و نحن نعي ما نقول . 

 أول العوامل هو دخول الثورة السورية في عامها الرابع و لا يوجد حسم لها فكل الثورات العربية لم تتخطى السنة الواحدة و هذا بخلاف الثورة السورية فالشارع العربي أعتاد على روتين رآه في كل نمادج الثورات العربية لم يره في الثورة السورية و هي الثورة التي لا تتخطى السنة فقط و ثاني العوامل هي الانتصارات السياسية التي حققها النظام على الساحات الدولية و التي تعتبر نقطة تحول و يتبعها مؤخراً انتصارات عسكرية على عدة محاور و منها القصير و القلمون و حمص و حلب بمعضم أريافها و مازال يحقق الانتصارات إلى اليوم و ثالث العوامل هو الحليف و التماسك الوثيق بين اطرافه ، فكلنا نعرف أنه هناك طرفين في الصراع السوري طرف في كفة النظام و هم النظام و إيران و حزب الله و العراق و بعض المليشات التي يدربها الحرس الثوري الايراني لخلق صحوات في سوريا و هي التي ستمدد أمد الصراع و ستكون عنوان الفشل في سوريا و الطرف الآخر يضم الجيش الحر و مايقارب 6 جماعات جهادية ابرزها جبهة النصرة و داعش فيمتاز الطرف الاول بأنه متماسك موحد الكلمة بينما الطرف الآخر نسمع كل يوم عن المواجهات بين افراده و هذا في ظل و صول دعم متقشف للجبهة العسكرية المعارضة في سوريا ، العامل الرابع الاعلام بقيادة قناة الجزيرة و قناة العربية ، فقناة الجزيرة تؤيد المعارضة و تنقل دائماً تقارير الانتصارات للجيش الحر في بداية الثورة السورية -- سنتها الاولى و أجزاء من الثانية -- أما الآن توقفت تقارير الانتصارات و لا نشاهد إلا تقارير الترحم على الشعب السوري و ثورثه أما قناة العربية تدعم الاخوان في سوريا و كفرت بهم في مصر اضافة الى هذا هناك اعلام غربي يتحدث العربية ينصف في الاثنين و هي سكاي نيوز و ببي سي و روسيا اليوم و سي ان ان و غيرها من القنوات التي يشاهدها العرب و هذه القنوات لا توجد لها أجندات في الثورة السورية فهي تعتبر معتدلة و تنقل بإنصاف لكلا الفريقين .

الوضع في سوريا الآن لا يدعوا الى التفاؤل أبداً لا من قريب و لا من بعيد و بدون أي و جه او زاوية معينة تفتح ابواب التفاؤل فيه ، فلو فرضنا أن النظام السوري أنتهى و أنتصرت الثورة السورية بشكل مفاجئ هكذا فما هو السيناريو المتوقع ، أولاً هناك عدة مسلمات يجب أن نؤمن بها و هي أن الغرب لن يرضى أبداً بوجود جماعات جهادية مسلحة تنتمي للقاعدة أو غير القاعدة فسيطر للوقوف جنباً الى جنب مع الائتلاف السوري للوقوف في و جه الجماعات الجهادية و التي يمكننا ان نصنفها الآن بحرب أهلية على المستوى المتوسط أو أن المعارضة سترفض فهذا لا يعني أنها ستعيش جنياً الى جنب مع داعش و النصرة فكل طرف له أجندات مختلفة تماماً و هي بين الدولة المدنية التي ينشدها الائتلاف السوري و الدولة الاسلامية التي يريدها الجهاديون المتشددون في سوريا -- النصرة ، داعش -- فالاصطدام سيقوم بينهم بكل تأكيد و الوجه الآخر و هو الخطير بأن ربما يحصل انشقاق بين اطراف الجيش الحر و سيكون سببه هو أن المملكة العربية السعودية لا يمكن أن تدفع المليارات لتقدم للاخوان كرسي تحكم عليه فهي تملك الاعلام و الملاين لتخدم الطرف المعارض للاخوان و  كيف لا و هي قد صنفتها جماعة ارهابية فأنا أخاف من تطبيق نسخة الفشل المصرية في سوريا ، هي صحيح لن تكون بسينيريوهات العسكر و لكن أخطر منه ففي مصر بحكمة الاخوان و قوة العسكر و الدولة العميقة لم تجتر البلاد الى حرب اهلية ففي سوريا مازالت الدولة تنهج فكر المليشيات و لم تصبح نظامية بعد و الشعوب متفككة و مازالت متواجدة في الدرك الاسفل   .

هل يجب علينا أن نقول بأن الثورة السورية و ضعت مشروع الفشل لتظهر بنسخة جديدة لها على غرار الصوملة و العرقنة و الافغنة بل تعتبر النسخة استاذة هذه النسخ في الفشل لانها لانها ليست ناتج غربي بتواطئ عربي على غرار العراق و افغانستان بل هم ناتج عربي بتواطئ عربي فالعرب بأنفسهم قدموا مشروع فشل جديد فحق لهم بأن يتفاخروا به في ميادين التخلف التي لا تحوي إلا مزابل التاريخ . 

فلو سألتوني عن الحلو للثورة السورية لما استطعت ان أتحفكم بشئ سوا أن الاسد ربما يتصدر اوراق الإنتصار التي هو من سيخط فيها تاريخ سوريا الجديد و التي لن تنكسر بعدها مستفيداً من تجربته السوداء التي خاضها مع المعارضة السورية و التي سيبني بها دولة ربما حكمها يكون ملكي و ليس جموري و إن كان جمهوري فربما الوقت الذي ستعرف فيه سوريا رئيساً جديداً هو بعد موت بشار . 

للتنبيه : هذه الخارطة قديمة لأن النظام حقق إنتصار على كافة مناطق الشريط الحدودي مع لبنان و كل أرياف دمشق و أرياف حماه و أجزاء من درعا و أجزاء من حلب و كل أدلب .


اردوغان ارتكب غلطة العمر بحجبه “التويتر” وهو ما لم يفعله خصمه الاسد.. والشرخ يتسع مع الرئيس غول بعد غولن.. ولعلها “لعنة” سورية التي تطارده




عبدالباري عطوان


اردوغان ارتكب غلطة العمر بحجبه “التويتر” وهو ما لم يفعله خصمه الاسد.. والشرخ يتسع مع الرئيس غول بعد غولن.. ولعلها “لعنة” سورية التي تطارده 


ثلاثة عوامل رئيسية وقفت خلف الصعود الصاروخي للسيد رجب طيب اردوغان مهندس النهضة التركية الحديثة، واستمراره في قمة الحكم دون منافس لاكثر من عشر سنوات:

*الاول: النمو الاقتصادي الذي وضع تركيا في المرتبة الـ17 لاقوى الاقتصاديات في العالم باسره، وحجز لها مكانة بارزة في قائمة الدول العشرين.

*الثاني: رابطة “التزاوج” الوثيق التي اقامها اردوغان بين الاسلام المعتدل والديمقراطية التي اصبحت نموذجا طليعيا يقتدى به الكثيرون في العالم الثالث، ويلغي المقولة المغلوطة التي يروج لها الغرب بان الديمقراطية والاسلام مثل الزيت والماء لا يختلطان.

*الثالث: سياسة “صفر مشاكل” مع الجيران بما في ذلك الد اعداء تركيا التاريخيين مثل الارمن والرومان والبلغار والايرانيين.

هذه العوامل الثلاثة، مهددة بالانهيار مجتمعة او منفردة هذه الايام، ومعها زعامة السيد اردوغان وهيبته حتى ان كثيرين باتوا يعتقدون ان ايام زعامته لحزب العدالة والتنمية، وبالتالي لتركيا، باتت معدودة فعلا، حسب وجهة نظر نسبة كبيرة من الخبراء في الشأن التركي.

***

من يتابع مواقف السيد اردوغان وردود فعله هذه الايام تجاه القضايا الداخلية والخارجية يجد انها تتسم بالانفعالية بعدما كانت نموذجا في التريث والعقلانية في بداية حكمه، ولعل قراره الاخير الخميس، بحجب “التويتر” كخطوة اولى لحجب وسائل تواصل اجتماعي اخرى مثل “الفيسبوك” و”يوتيوب” احد ابرز الامثلة في هذا الصدد.

نعم هناك “مؤامرات” عديدة يواجهها السيد اردوغان بدأت، وتعاظمت، منذ تصديه للحصار الاسرائيلي الخانق المفروض على قطاع غزة، ومن اللوبي اليهودي واذرعته على وجه الخصوص داخل تركيا وخارجها، ولكن نظرية المؤامرة هذه ليست صحيحة دائما، وهناك اخطاء كارثية يتحمل مسؤوليتها السيد اردوغان نفسه، او سوء تقديره لبعض السياسات، ولعواقب حروب خاضها، خاصة في سورية، جاءت نتائجها على عكس ما يشتهي تماما.

لا يستطيع السيد اردوغان ان يتهرب من قضايا الفساد التي تورط فيها ابناء ثلاثة وزراء في حكومته، وكذلك تلك التي طالته وافراد من اسرته واقاربه، كما ان منع “التويتر” عقابا لـ”التويتر” وعشرة ملايين تركي من مستخدميه، لان التسريبات حول الفساد ووثائقه تمت عبره، اي “التويتر”، مثل من يحاول عقاب زوجته بجدع انفه ولا نريد ان نقول ما هو اكثر من ذلك.

فالمشكلة لم تكن مطلقا في “التويتر” ولكن في الفساد، لان الاول وسيلة وليس السبب، ناقل للبضاعة وليس البضاعة نفسها، والقاعدة الشرعية تقول ان ناقل الكفر ليس بكافر.

ومن المفارقة ان انظمة غير ديمقراطية مثل النظام السوري الذي سخر السيد اردوغان كل امكانيات بلاده من اجل الاطاحة به واستبداله بنظام اسلامي ديمقراطي وفق النموذج التركي الحالي، لم يحجب “التويتر” ولم يمنع اي من وسائل التواصل الاجتماعي الاخرى، حتى الآن على الاقل، كما ان النظام السوري وضع تشريعات ضد الذين “يسيئون” استخدام هذه الوسيلة ويعارضون النظام ولكنه لم يصل الى درجة الحظر الكامل “بعد”.

الضربة الكبرى التي زلزلت السيد اردوغان وحكمه هي انشقاق حليفه القوي فتح الله غولن الملياردير والداعية المقيم في امريكا، ويبدو انه في طريقه لتلقي ضربة اخرى، ربما تتمثل في تعمق الخلاف بينه وبين شريكه عبد الله غول الرئيس التركي الذي كان من اكبر داعميه في الحزب الحاكم.

السيد غول كان اول المعترضين على قرار زعيمه بحجب “التويتر”، وعبر عن ذلك في حسابه على هذه الوسيلة، مثلما كان من اول المطالبين بتغيير السياسة التركية تجاه الازمة السورية عندما طالب، وفي اجتماع للسفراء الاتراك انعقد في انقرة قبل شهرين باجراء مراجعة شاملة للتدخل التركي فيها، لما ترتب على هذا التدخل من انعكاسات كارثية على الداخل التركي، من حيث تأليب الاقليات، والعلوية منها على وجه الخصوص، ضد حزب العدالة والتنمية وحكمه ورئيسه.

***

السيد اردوغان راهن على ثورات الربيع العربي في اطاحة الديكتاتوريات الحاكمة في المنطقة واستبدالها بنظام اسلامي عنوانه الابرز حركة الاخوان المسلمين، وكاد هذا الرهان ان ينجح عندما فازت الحركة بالانتخابات في مصر وتونس وبدرجة اقل في ليبيا، ولكن هذا النجاح لم يعمر اكثر من عام واحد، الامر الذي كان بمثابة “التسونامي” الذي حول الحلم الاردوغاني بزعامة المنطقة الى “كابوس″ لم يفق من تداعياته حتى هذه اللحظة.

صيغة “التزاوج” بين الاسلام والديمقراطية والمستندة الى نمو اقتصادي غير مسبوق بدأت “تتشقق”، والسيد اردوغان مهندس هذه الصيغة المعجزة، وغير المسبوقة، يتحمل المسؤولية الاكبر لان طموحاته الشخصية في الزعامة حجبت عنه الرؤية الثاقبة لما يحاك حوله من مؤامرات تتفق جميعها على الهدف النهائي، اي اسقاطه وتجربته في اقصر مدة ممكنة، ولو كنت مكانه لاكتفيت بالفوز ثلاث مرات بالانتخابات البرلمانية واعتزلت السياسة وانا في القمة، ولكنني لست مكانه ولن اكون، وكان عليه ان يتعلم من تجربة مارغريت تاتشر حتى يتجنب النهاية المهينة التي انتهت اليها.

اليس لافتا ان النظام في سورية الذي اراد اردوغان اسقاطه، وتوقع ان تكون ايامه معدودة، بات يخرج تدريجيا من عنق الزجاجة ويحقق تقدما في اكثر من جبهة، بينما تتفاقم ازمات السيد اردوغان وحزبه لمصلحة اعدائه وخصومه؟

شخصيا كنت وما زلت من المعجبين بالنموذج الديمقراطي التنموي التركي، واشعر بالاسى وانا ارى هذا النموذج “يتضعضع″ يوما بعد يوم نتيجة اخطاء طالما حذرت منها في لقاءاتي مع مسؤولين، ورجال فكر اتراك، التقيت بهم في جولات محاضراتي في جامعات ومراكز ابحاث تركية.

لعلها “لعنة” سورية التي طاردت وتطارد السيد اردوغان وربما ستطارد آخرين ايضا، ومن العرب خصوصا، فيما هو قادم من ايام.

رسائل أحدث الصفحة الرئيسية

جميع الحقوق محفوظة ل محمد زكي ©2014 نقل بدون تصريح ممنوع.