عالم السياسة بلا قواعد فوز أردوغان و الانتخابات الرئاسية القادمة رؤية تحليلية

محمد زكي عيديد

عالم السياسة بلا قواعد 
فوز أردوغان و الانتخابات الرئاسية القادمة 
رؤية تحليلية  
------------------------------  
   أواخر السيناريوهات في تركيا حللها الكثير من السياسين و المتخصصين في العلوم الاستراتجية و كبار الصحفين في العالم العربي قائلين بأن التاريخ  السياسي لرجب طيب اردوغان سينهار لأنه بدأ يفكر بتفكير الجماعة و ليش التفكير الشمولي على أساس أن سبب نجاحه عدة عوامل ذكرها المحللون و هي التقارب الذي خلقه اردوغان بين العلمانين و الاسلامين و سياسة الصفر مشاكل حتى مع ألذ أعداء تركيا و النمو الاقتصادي الذي خلفه اردوغان و به فاز في ثلات مراحل أنتخابية و لكن ماحصل عكس قوانين علم السياسة  لتجعل من النظرية التي تقول "أن الصادق في السياسة المتغير" حقاً و أن أراء و تحاليل كبار المتخصصين في سلة المهملات و هي الفوز في المرحلة الانتخابية الرابعة . 

  الفوز الذي حققه فريق أردوغان في الانتخابات البلدية الأخيرة بنسبة 48% تفاجأ منه مناصريه قبل معارضيه بشكل غير متوقع ففي الانتاخابات البلدية السابقة -- 2006 -- التي كسبها اردوغان فازوا بنسبة ليست ساحقه حوالي 38,8% و هم بلا أعداء و مع دروة الصعود الاردوغاني في الساحة تلتها الانتخابات البلدية الاخيرة ليحطم اردوغان الرقم القياسي بنسبة 48% و هذا شيء غير متوقع لأردوغان و لأعداء أردوغان و لنا نحن متابعي الاحداث التركية ، فليس الغريب الفوز و لكن الغريب هنا الفوز الساحق الذي تم تحقيقه على الساحة في تركيا، في ضل أن المحليلين و الخبراء قالوا أن نسبة الفوز ستكون ضعيفه بسبب المجريات و الحداث و الجدير بالذكر أن أعلى نسبة حققتها أبرز الاحزاب المعارضه له حزب الشعب الجمهوري كانت 28% و هي نسبة ضعيفة جداً   .

 لماذا يعد فوز أردوغان الكاسح أمر مفاجأ ؟ 
لعدة أسباب و هي أن حليفه الكبير فتح الله غولن الداعية الاسلامي و الذي أصبح الآن من أشد أعدائه يتبنى الفكر الاسلامي مثله مثل اردوغان و هو الذي يقود حملة المعارضة المضاددة يعني و جود لتكتل إسلامي في الجهة المعارضة و الثاني قمع الحريات و الضرب بمبادئ الديمقراطية عرض الحائط و هذا بسبب أغلاق اليوتيوب و التويتر و الذي يستخدمة عشرات الملاين من الاتراك بل يعتاش عليه الشعب التركي في شتى المجالات في الحياة من الفن إلى التجارة إلى الاعلام و هذا خطير على أردوغان و ثالثاً انهيار كل أسباب نجاح أردوغان الثلاثة و هي أنهيار سياسة الصفر مشاكل بسبب الوضع السوري الذي كسِب من ورائه أردواغان أطنان من الدول التي تكيد العداء لتركيا و منها مصر و ايران و روسيا و سرويا و العراق و الصين ، انهيار الاقتصاد التركي مما أدى الى انهيار العملة التركية و لو كان هذا الانهيار ليس كبير لكنه ملحوظ بشكل واضح و انهيار التقارب بين الاسلامين و العلمانين بشكل جداً كبير و مفرط و رابع الاسباب هي خطابات رئيس الوزراء الاخيره في تركيا و وعيده بأنه سيقضي على المعارضة و أعتبرها مخططات للاطاحة بتركيا و أتهمهم بأنهم خونة للوطن و على رأسهم حليفه السابق فتح الله غولن و الذي حمَّله قيادة هذه المؤامرات على الحكومة في تركيا و خامس الاسباب هي قضايا الفساد المتهم بها أردوغان و بعض أعضاء حزبه و حتى في أسرته مما أدى به الى أغلاق تويتر و اليوتيوب ، واخيراً تغير أردوغان في الدستور التركي و ستجري قريباً أول أنتخابات رئاسية في تركيا . 

الاسباب التي أسردنها كلها قامت في ثلاث سنين و ليست تراكمات لسنين طويلة فقط من بداية  أحداث الربيع العربي إلى الآن كانت كافية لسحق رجب طيب أردوغان سحقاً قوياً و لكن هذا لم يحدث و بسببه و ضعنا عدة تساؤلات أولها أن الانتخابات التي جرت هي أنتخابات بلدية فحزب العدالة و التنمية له تجربة باهرة في هذا المجال و خصوصاً في أسطنبول و أنقرة و كل نواحي تركيا جعلت تركيا من الدول السياحية الاولى في العالم و التساؤل الثاني نقول فيه ان المعارضة لم تستطع تجنيد كل هذه الاسباب  التي تقف في وجه أردوغان لصالحها في الانتخابات البلدية و ثالثاً و هو ما لانريد الاستعجال عليه و هو أن هل أردوغان رجل سياسة من الطراز النادر الذي يستطيع أن يدير أزماته و يقلب الطاولات على خصومه ؟ أم أن اردوغان يجني حصيلة 12 سنة من النجاحات التي حققها في مجال البلديات ؟ ففي مجال البلديات رأينا نجاح حزبه و لكن نترك هذا السؤال للانتخابات الرئاسية -- الاولى من نوعها و التي و ضعها أردوغان بنفسه و هي تعتبر جديدة في الدستور التركي الذي يحل محل رئيس الوزاء -- لتجاوب عن هذا السؤال و السبب الرابع يقول ، هل الانتخابات التركية مزورة ؟ فهذا لا يمكن أن أجادل فيه بنقاشات لأن الدولة في تركيا مدنية و ليست عسكرية  . 

الشارع التركي مر بثلاث مراحل الاولى مرحلة الامبراطورية العثمانية و التي لم يبقى منها شئ على الساحة الفكرية و الرأي العام في تركيا و المرحلة الثانية مرحلة العسكر و التي أستمرت 100 سنه أي قرن كامل هذه المرحلة جعلت ساحة الشارع التركي يعج بالعلمانية بل تعتبر دولة علمانية بأمتياز فهي مسيرة قرن كامل و المرحلة الثالثة مرحلة ظهور الفكر الاسلامي على الساحة السياسية هذا الفكر كافح لمدة سنين طويلة فكان ناتجه أربعة أنقلابات عسكرية على أنتصارات الاسلامين في الانتخابات فلب الموضوع أنا هناك تكتل علماني + إسلامي من جهة المعارضة و تكتل إسلامي فقط من جهة حكومة أردوغان الحالية كلهم سيتنافسون في الانتخابات الرئاسة القادمة و إعلان جميع الاحزاب المعارضة أنها ستتحد في الانتخابات ضد حزب العدالة و التنمية ، بمعني أن حزب العدالة و التنمية سيخوض الحرب منفرداً و هذه أنتخابات رئاسية وليست بلدية و لأول مرة في تاريخ تركيا أي أن رجب طيب أردوغان سيواجه رصيد جبار من التكتل العلماني و الاسلامي ضده في الانتخابات الرئاسية هذا ما يمكن أن نسميه بالاختبار الحقيقي في تاريخ أردوغان و حزب الحرية و العدالة حيث قال الصحفي عبدالباري عطوان إن خسارة أردوغان يعني نهايته و عدم ظهوره مرة أخر على الساحة السياسية أو فوزه فوز ساحق و بعدها سيشكل تركيا على بغيته التي يريدها أو فوزه بنسبه بسيطه في الانتخابات الرئاسية و هذا بداية فشله السياسي لأنه بنسبته البسيطه هذه لن يحقق مطالبه المزعومة 

سنعرف كيف ستسير السياسة في تركيا لأن الشكل الذي ستتخدة سيغير مفاهيم السياسة و تطلعاتها في الشرق الاوسط أولها القضية السورية و آخرها إما الدولة الاسلامية في تركيا أو العلمانية ، فما بعد الانتخابات الرئاسية التركية سيكون قاتل بكل المقايس ، فقط لننتضر الناتج لأن السياسات تقررها و تحكمها المتغيرات  . 

 
 
 
هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسائل أحدث رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

جميع الحقوق محفوظة ل محمد زكي ©2014 نقل بدون تصريح ممنوع.