آخر المواضيع
تحميل ..

لماذا يغيب قتلى الحرب اليمنية وجرحاها عن معظم شاشات الفضائيات العربية واين سيتوقف العداد؟ ولماذا نرحب بالمبادرة الجزائرية لمنع “حرب اقليمية” وشيكة بين السعودية وايران انطلاقا من باب المندب؟


لماذا يغيب قتلى الحرب اليمنية وجرحاها عن معظم شاشات الفضائيات العربية واين سيتوقف العداد؟ ولماذا نرحب بالمبادرة الجزائرية لمنع “حرب اقليمية” وشيكة بين السعودية وايران انطلاقا من باب المندب؟

عبد الباري عطوان

تزدحم شاشات محطات التلفزة العربية، والخليجية منها بالذات، بأخبار القصف الجوي في اليمن، والاهداف التي تدمرها، وسط حالة من النشوة غير مسبوقة، ولكن من النادر ان تعرض صورا للقتلى من المدنيين الابرياء الذين يسقطون من جراء هذا القصف، وتؤكد الامم المتحدة ان عددهم وصل الى ما يقرب الالف قتيل وثلاثة آلاف جريح حتى كتابة هذه السطور.

الشاشات نفسها كانت وما زالت تزدحم بجثث القتلى المدنيين الذين حولتهم الى اشلاء القذائف الصاروخية في سورية، او ضحايا تنظيم “الدولة الاسلامية” في العراق وجبل سنجار، ولكنها، ونعرف الاسباب حتما، لم تبث صورة واحدة لطفل يمني قتيل، او حتى مصابين، وهي التي تدعي المهنية والموضوعية، ويطرح بعضها شعار “الرأي والرأي الآخر”، وكأن الحرب الدائرة حاليا في اليمن لما يقرب من الاربعة اسابيع تستخدم قذائف الورود والرياحين، وليس صواريخ امريكية الصنع، تحمل رؤوسا شديدة التدمير للحجر والبشر معا.

الوضع الانساني في اليمن في ذروة السوء، وهذا ليس كلامنا وحدنا، وانما بان كي مون امين عام الامم المتحدة الذي طالب بهدنة فورية لايصال المساعدات الانسانية والمواد الغذائية لاكثر من 25 مليون يمني باتوا مقطوعين عن العالم بسبب هذه الحرب، ولكن جميع نداءاته هذه لم تجد آذانا صاغية.

غالبية المدن اليمنية، بما في ذلك العاصمتان الشمالية والجنوبية، المؤقتة والدائمة، تعاني من انقطاع شبه كامل للكهرباء والماء والوقود، ومعظم المواد الاساسية، الغذائية والدوائية، فالموانيء معطلة، والمطارات مدمرة، والبلاد تعيش حالة من العزلة المطلقة مع العالم الخارجي، والمواطنون اليمنيون، بغض النظر عن مذهبهم، ممنوع عليهم الهجرة للنجاة بأرواحهم، الى دول الجوار، مثلما يحدث في كل الحروب (باستثناء حرب غزة). ومن الغريب ان دول الجوار تقول انها تخوض هذه الحرب دفاعا عنهم وحقنا لدمائهم.

***

لا نفهم لماذا لم يتم التوصل حتى الآن الى هدنة انسانية تمكن الجميعات الخيرية من ايصال المساعدات الى المواطنيين اليمنيين، والاطباء من معالجة الجرحى، وهم بالآلاف؟ فأين قيم الرحمة والانسانية، ولماذا اختفت من قلوب المتصارعين؟

ما نسمعه هذه الايام هو الحديث عن تدمير اهداف ومخازن اسلحة هنا وهناك، ومناورات عسكرية جوية وبرية وبحرية، ومشاركة طائرات هذه الدولة او تلك في الغارات الجوية، في تسابق يتحسر عليه اهل غزة، وكأن صنعاء عاصمة الريخ الالمانية برلين في ذروة الحرب العالمية الثانية، وعدن مدينة ليننغراد او بطرسبرغ الروسية.

ثلاثة اسابيع اكتملت منذ بدء القصف، ونفاذ بنك الاهداف، ولم نشاهد اي جهد حقيقي لجمع المتحاربين الى مائدة الحوار للتوصل الى حل “سياسي” يضع حدا لسفك الدماء، وكأن اليمنيين الذين يقتلون في هذه الحرب ليسوا بشرا، ونحن هنا نتحدث عن جميعهم، دون اي تفرقة بين من يقف في خندق التحالف الحوثي، او خندق الرئيس هادي وداعميه في دول الخليج، فهؤلاء جميعا اهلنا واخواننا وابناؤنا واخواتنا وامهاتنا واطفالنا.

مسلسل القتل في سورية بدأ بالعشرات ثم انتقل الى خانة المئات والآلاف ومئات الآلاف، ونتضرع الى الله ان يتوقف عداد الموت لابرياء اليمن عند الألف الاولى، لانه يكفي هذا الشعب العربي الاصيل المضياف الشهم الجوع والحرمان والفاقة، واحتلاله مكان بارزة في قائمة الدول العشرين الافقر في العالم، وهو المحاط بـ “اشقاء” يستعصي عليهم احصاء المئات من ملياراتهم الفائضة التي لا يعرفون ماذا يفعلون بها او كيف ينفقونها.

اسعدنا كثيرا ما كشف عنه مصدر دبلوماسي جزائري الجمعة من ان بلاده “نقلت رسائل متبادلة بين الرياض وطهران في الاسبوعين الماضيين تتعلق جميعها بوضع حدود صارمة للنزاع المسلح في اليمن، لمنع تحوله الى حرب اقليمية اوسع″.

وقال “ان احدى الرسائل تتضمن اجراء تم التوافق عليه، لمنع الصدام بين سلاح البحرية السعودي، وسفن شحن ايرانية تمر عبر مضيق باب المندب، واجراء ثان لمنع الصدام بين سلاح البحرية الايراني ونظيره السعودي”.

نقول اسعدنا هذا الكلام لان “الحرب الاقليمية” على ارضية الصراع في اليمن، هي آخر ما ننتظر او نتمنى، لانها ستكون كارثة اخرى على المنطقة وابنائها، تضاف الى كوارثنا الاخرى في العراق وسورية وليبيا.

***

نعم.. احتمالات الصدام واردة، فمضيق باب المندب بات يزدحم بالسفن الحربية السعودية والمصرية والايرانية، وهي سفن لم نسمع عن وجودها مطلقا في الحروب والعدوانات الاسرائيلية المتعددة، وسنظل نكرر ذلك حتى اللحظة الاخيرة من حياتنا، تماما مثل الطائرات الحربية التي باتت الانظمة تتبرع بارسالها للمشاركة في حرب اليمن في تسابق لم تشهد المنطقة له مثيلا.

التصادم وارد.. فهناك من يهدد (السعودية) بتفتيش سفن ايرانية بشبهة نقل اسلحة الى الحوثيين وحلفائهم، واي مبالغة في هذا التفتيش، او اي “تحرش” مقصود او غير مقصود، ربما يشعل فتيل هذه الحرب الاقليمة التي يكون حجم القتل والدمار فيها هائلا، وقد تستمر لسنوات دون ان يخرج منها منىتصر او مهزوم على غرار ما حرب الثماني سنوات العراقية الايرانية.

لهذه الاسباب، وغيرها، نتمنى ان تتطور المبادرة الجزائرية لكي تشمل وقفا لاطلاق النار، واعادة جميع الاطراف الى مائدة الحوار، دون اي شروط مسبقة، غير الحفاظ على الوحدتين الترابية والديمغرافية لليمن واعادة بناء مؤسسات الدولة على اسس الديمقراطية والعدالة والمساواة، وتكريس التعايش بين ابناء الشعب والامة الواحدة.

الشعب اليمني الذي يجسد قمة الكرامة والمروءة واحترام النفس، لن يستجدي العطف من اشقائه الذين جوعوه، وهمشوه، واغلقوا ابواب العيش في وجهه، ولكنه في الوقت نفسه لن ينسى، وان غفر، انطلاقا من اصالته وشيمه الاخلاقية في التسامح، واتقوا غضب هذا الشعب الذي هزم كل الغزاة على مر التاريخ، وظل شامخا مثل جباله الشماء.

توقعنا الاعدام للرئيس مرسي وليس السجن عشرين عاما.. ولكن القادم اعظم.. فعندما يبريء “القضاء” اركان حكم الرئيس مبارك كل شيء غير مستبعد.. وهذه هي حجتنا


توقعنا الاعدام للرئيس مرسي وليس السجن عشرين عاما.. ولكن القادم اعظم.. فعندما يبريء “القضاء” اركان حكم الرئيس مبارك كل شيء غير مستبعد.. وهذه هي حجتنا


عد الباري عطوان
اعترف بأنني فوجئت بالحكم الصادر عن محكمة الجنايات المصرية بالسجن عشرين عاما في حق الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي و12 آخرين من قيادات الاخوان المسلمين، ففي ظل صدور احكام الاعدام في حق المئات من انصار الحركة نفسها، ومن بينهم السيد محمد بديع المرشد العام، وارسال اوراقهم الى المفتي للتصديق عليها، واحكام البراءة التي صدرت في المقابل للرئيس حسني مبارك وابنائه والحبيب العادلي وزير الداخلية، توقعت ان يكون الاعدام هو الحكم المتوقع، وان يتم التسريع في عملية التنفيذ.
القضاء في مصر اصبح اضحوكة، واطلاق صفة التسييس عليه يبدو حكما مخففا، فالطريقة التي تتم في ظلها المحاكمات، وما تفتقده من ابسط اجراءات الدفاع عن النفس، والالتزام بقيم العدالة، والسرعة في اصدار عشرات الاحكام بالاعدام في غضون ايام معدودة، كلها تؤكد ان النظام القضائي المصري، الذي كان متميزا بصلابته في المنطقة العربية برمتها، لم يعد يمت بأي صلة الى الاستقلالية والعدالة.
ربما اكون قد تسرعت عندما قلت انني فوجئت بعدم صدور حكم الاعدام، فهناك عدة قضايا اخرى ما زالت في انتظار الرئيس مرسي، مثل الفرار من السجن، والتخابر مع جهات اجنبية، اي حركة “حماس″، ومن غير المستبعد ان يكون الحكم بالاعدام قد تأجل ريثما يتم البث فيها.
***
التقيت الرئيس محمد مرسي في قصر الاتحادية لما يقرب الساعة قبل الانقلاب الذي اطاح بحكمه بشهر تقريبا، واستمعت اليه وهو يتحدث عن التسامح، والوقوف الى جانب الفقراء والمعدمين، وتطوير صناعة عسكرية مصرية متقدمة، وتعزيز التنمية في المجالات كافة، والزراعية منها على وجه الخصوص، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في الغذاء، والقمح خاصة، وانهاء الاعتماد على استيراد القمع الامريكي، الذي يشكل ابرز اشكال التبعية.
لم اكن في اي يوم من الايام من انصار “الاخوان المسلمين”، ولم افكر يوما في ان اكون عضوا فيها او اي تنظيم سياسي آخر، ولكن كلمة الحق يجب ان تقال، واذا كانت هناك بعض المآخذ على حكم الرئيس مرسي، في نظر البعض، مثل الاخفاقات الاقتصادية، والادارية، وهي مآخذ مشروعة، فان الرجل لم يحكم الا لفترة لا تزيد عن 11 شهرا تقريبا، كانت عاصفة بالاعتصامات والاحتجاجات والمؤامرات الرامية لوضع العراقيل في طريقه، والعمل على افشاله، واثمرت كل هذه المؤامرات بالاطاحة به في نهاية المطاف، ووضعه خلف القضبان.
اعلم جيدا ان هذا الكلام لن يرض الكثيرين داخل مصر وخارجها، ولكن نحن هنا لا نكتب من اجل ارضاء هذا الطرف او ذاك، وانما الاقتراب بقدر الامكان من الحقيقة، وعدم التردد في ذكرها، حتى لو كان هذا يعتبر تغريدا خارج السرب، ويعرض صاحبه للكثير من المتاعب والشتائم في آن.
الرئيس مرسي الذي يحاكم بتهم ملفقة ويقبع خلف القضبان، ويرتدي “بزة” السجن البيضاء لاهانته، وقد تستبدل بالبرتقالية في يوم قريب تمهيدا لاعدامه، لم يسجن صحافيا، ولم يغلق محطة تلفزيون، واتسع صدره لكل النقاد والشتامين والمفبركين، وما اكثرهم في مصر وخارجها.
***
من الصعب علينا ان نرى استقرارا في مصر يؤدي الى تعاف اقتصادي، وخروج من الازمات المتفاقمة، في ظل غياب القضاء العادل المستقل، والمصالحة الوطنية، والايمان بمبدأ التعايش بين جميع اطياف اللون السياسي في ظل نظام ديمقراطي تعددي.
مثل هذه الاحكام التي لا تستند الى ابسط قيم العدالة، هي التي تفرخ الارهاب والعنف، لانها تصب في مصلحة التيارات المتطرفة، وتسهل عمليات تجنيدها للشباب المحبط الذي يواجه انسدادا في مختلف المجالات.
عندما تصدر احكام السجن والاعدام في حق الرئيس “الطيب” محمد مرسي ورفاقه في قضايا ملفقة، ويتمتع رجال حكم الرئيس مبارك ونجليه بالحرية، بعد تبييض القضاء نفسه لصفحاتهم الملطخة بالدماء والفساد، فان من حقنا ان نقلق على مصر ومستقبلها، ونقول بأعلى صوت انها ليست مصر الكبيرة الحنونة التي نعرفها ونحبها، ونتمنى لها ولشعبها الطيب الشهم كل الخير والاستقرار والصلاح، فهي الاصالة والريادة.

عندما يتحدث الحوثي عن الشعب اليمني و الدواعش مشرعناً تحركه فأي شعب يقصد و أي دواعش يقصد، و من ناحية إلى أين سيصل تأثير الغارات للدول المشاركة في عملية عاصفة الحزم و هل سيضطّرهم الصراع إلى الحشد بقوات برية و كيف تتبنى إيران المسألة و ماهية الصراع بعد سنة من الآن...

عندما يتحدث الحوثي عن الشعب اليمني و الدواعش مشرعناً تحركه فأي شعب يقصد و أي دواعش يقصد، و من ناحية إلى أين سيصل تأثير الغارات للدول المشاركة في عملية عاصفة الحزم و هل سيضطّرهم الصراع إلى الحشد بقوات برية و كيف تتبنى إيران المسألة و ماهية الصراع بعد سنة من الآن...

إشعال الفتيل:

   أكثر من 140 قتيل و350 جريح في جامع بدر بالعاصمة اليمنية صنعاء يوم الجمعة من جراء قيام انتحاري بتفجير نفسه و كان من حصيلة الموتى قادة في حركة أنصار الله الحوثية و العلامة الزيدي مرتضى المحطوري و الذي تم اتهامه بأنه يطلق دعوات متطرفة تدعو للجهاد ضد الجنوبين و يشيد بالاجتياح الحوثي في المنطقة.  تعد العملية التي تم تنفيدها صباً للزيت على النار و زادت من لهيب الاحتقان بين الطرفين المتصارعين و هم طرف المخلوع و الحوثي و اللجان الشعبية المشاركة و طرف هادي و الجيش و لجان الحراك الجنوبي ، فديناميكية الحدث تقتضي بأن ينسب الحوثي العمل إلى تنظيم القاعدة و إن لم يصدر بيان رسمي من التنظيم بتبنيها. عندما أصدر الملك سلمان قرار مفاده بأن تقوم المملكة العربية السعودية بمعالجة كل ضحايا التفجير في المملكة العربية السعودية و بتمويلها الخاص ، و بتقديري كان توجه حكيم من الملك سلمان لتخفيف الاحتراب و الاحتقان ولا نعرف إذا تم نقل المصابين للعلاج أو لا ، و في تقديري أيضاً سيقابل العرض السعودي بالرفض بسبب أيدلوجيا الحوثي التي تؤمن بأن تنظيم القاعدة ولد من رحم الدعوة الوهابية .

***
لغة العنواين:

   قبل كتابتي للمقال و صياغة أفكاره و محاوره ، أخدت جولة على كافة القنوات المؤيدة و المعارضة للحوثي و أثناء استضافتها لمتحدثي الحوثي تكرر على السنتهم كلمت الشعب اليمني و الدواعش كثيراً و بشكل عمومي غير واضح، فمن حقنا أن نسألهم من هم الدواعش و من هو الشعب اليمني المقصود في خطاباتهم؟! .
  من هو الشعب اليمني في أيدلوجيا الحوثي ؟! ، أهو الـ 30 مليون يمني كما نفهم ، أم هو العدر الذي يتخذه الحوثي ذريعة ليجعل من تمدده مكسو بمطالب شرعية ، فهل الرجالات الذي تم إقصاؤهم في صنعاء و المساجد و الجامعات التي تم إقفالها أو تدميرها و الناشطين الذين تم إسكاتهم أو اغتيالهم أليسوا من الشعب اليمني؟ و المدن التي تُهجر منها أهاليها أليست مدن يمنية ؟ .
 في خطاب عبدالملك الحوثي الآخير جعل من نصف اليمنين دواعش ، و هدد باجتياح الحنوب بمليون مقاتل إن لم يكف الجنوبيون عن أفعالهم و مناصرتهم لسياسات لعبدربه ، و هذا يُذكرنا بماكان يتفوه به البخيتي و أصحابه من المتحدثين و السياسين و الذين يتمسكون بالقضية الجنوبية و يجعلونها طريقاً لدخول قلوب الجنوبين و حديثهم عن حق تقرير المصير للجنوبين .
أين لغة البارح من حديث اليوم الذي يُتهم فيه الجنوبين بالداعشية و يُلغي أي مطالب شرعية لهم و يجتاح أراضيهم تحت عناوين كبيرة فتارة يصفهم بالدعشنة و مرة بالشعب اليمني و إرادة الشعب اليمني، و يقصف مدنهم بالدبابات و المدافع و يغير عليهم تحت مسمى تحرير الجنوب من الحكومة المستقيلة و الغير الشرعية.
أصبحت سياسة الحوثي تعج بالمتناقضات ، فبعدما تذوق طعم السلطة من إجتياحه صنعاء و تمدده و صولاً إلى الحديدة و تعز و الظالع و أبين و البيضاء و لحج كشف عن وجه الحقيقي و إن قلنا أنها كانت خارج حساباته فهو لم يتوقع ربما أنه يجتاح صنعاء مثلاً ، بتحالفه مع عدوه القديم علي عبدالله صالح ، و هذا ما جعل من الطمع طريقاً لأن يترجم في مد نفوده إلى كافة المحافظات اليمنية و كأنه الجيش اليمني ، و من الطبيعي أن تتصدى له القبائل اليمنية لأنها لا تعترف إلا بالجيش اليمني فالبندقيات التي يملكها أنصار ليست شرعيه أساساً فكيف باجتياحه المحافظات الأخرى .

                                                                     ***

صراع النفوذ:

   في تقديرنا عملية عاصفة الحزم قد تم الإعداد لها مسبقاً وما يؤكد ذلك تصريحات و زير الخارجية السعودي سعود الفيصل و بنك الأهداف الواسع الذي تم استهدافه و الذي وصل إلى مقرات في صعدة و العاصمة صنعاء و إلى الحديدة و حتى مطار العند و مطار صنعاء الدولي و بعص قواعد عسكرية و مخازن سلاح و مقر الفرقة الأولى مدرع ، و تلتها تسمية العملية بعاصفة الحزم و مشاركة 10 دول بشكل فعلي من أول أيام الصراع .
  برأيي الشخصي قام الملك سلمان بوضع اللمسات السلمية النهاية عندما طلب الأطراف اليمنية إلى الحوار في الرياض وعندما صرح بعلاج المتضررين من الحادث في جامع بدر في العاصمة اليمنية صنعاء، ولكنه لم يفلح في ذلك فتمت مباشرة العملية حتى إن لم تطلبها الحكومة اليمنية، لأن دول الجوار أدركت خطورة الموقف ومدى النفود الإيراني في المنطقة، والتي أصبحت تُصادق على أفعال الحوثي في المنطقة غير آبه بالفجوة الطائفية التي يصنعها، وحجم الاحتقان الذي يتسبب به.
 تحليق الطائرات و استخدام صواريخ sam  المضادة للطيران كما قيل من قبل عناصر الحوثي بتأكيد لن يخلو من لمسات إيرانية و في تقديرنا مازال هناك وجود لخبرا إيرانيين لإدارة الأجهزة التي غنمها الحوثي و يجهل استخدامها و في نفس الوقت يقتني الجيش اليمني السلاح الروسي حاله حال الجيش الإيراني الذي يخبر الأسلحة الروسية من دبابات و أجهزة تشويش و إدارة مطارات و كذلك بطاريات الصواريخ المضادة و الصواريخ التقليدية نفسها .
تعتبر خطوة ذكية من المملكة العربية السعودية عندما مارست عمل عسكري و تحت لوائها 11 دولة ، تحركت بريا و جويا و عسكريا، فعندما تقرر إيران التحرك عسكريا و دبلوماسيا ضد عمليه عاصفة الحزم ستقف أمامها 12 دولة يهمها و ضع اليمن ، فهل لدى إيران القدرة على خوض عمل دبلوماسي و عسكري أمام منظومة دول معظمها تجاور اليمن و لا تبعد عنها ألاف الكيلومترات مثل إيران ؟ .

                                                                    ***

طريق الصراع وما بعد الطريق:

   لا نستطيع الحكم على جدوى الغارات وتقيمها في بدايتها الفعلية ويتطلب مننا التريث قليلاً إلى أن نري ماهيتها على المدى البعيد، ومن خلال التجربة أثبت فعلية هكذا نوع من الغارات عندما تكون القوى البرية أهل الأرض ومن فوقهم أخوة العِرق والجوار أو إخوة الدم أي طيران عربي أو إسلامي، و هذا ما حصل في العراق و عين العرب خير مصداق بأن تعتمد هذه الاستراتيجية و لا نقصد هنا الصحوات.
  من الطبيعي حصول الأخطاء عند تنفيد الغارات، فلو قارنا مستوى الرصد لبنوك الأهداف للجيوش العربية عنه للجيوش الغربية لكان التوفق و الغلبة للتكنولوجيا الغربية، بداية بنوع الكاميرات المستخدمة و استخدام الطائرات المتخصصة في الرصد – مثل القناصة  F22 رابتور – و مراجعة البنوك المستهدفة و التأكد بأنها تخلو من المواطنين ، و لكن لا يعني قلة المستوى التقني إيقاف العملية ، فمستوى العرب يؤهلهم لخوض مثل هكذا صراع ، فإذا كانت القوى الغربية ترتكب الأخطاء مع تفوقها التقني فمن المنطقي أن ترتكبها الجيوش العربية .
 طبيعة هكذا نوع من الصراع تكون مكلفة للحكومات المشاركة سواء كانت دول تحتضن الصراع أو دول تساهم بقوى خارجية برية أو جوية أو بحرية ، و مازالت الطريق مجهول و الغرف مظلمة و ما علينا إلا الانتظار و نقول للمعارضين على الضربات من الخطاء الحكم عليها من بدايتها ، فلا أعتقد أنه ستشترك قوات برية أجنبية في الصراع على مستوى الجنود المشاة ، و لكن ربما مستشارين و ضباط حرب و خبراء عسكرين و غيرهم ممن سيساهمون بارتقاء استراتيجية المعركة بشكل أفضل .


اليمن بلد الحكومتين كما نراه اليوم ، هذا ما يجعلنا نتذكر سيناريو 1994 والتي أنهت المحنة حرب ضروس كان ضحيتها من اليمنيين ، وصنعت الوحدة فهل ما سينهي المحنة حرب ضروس ستصنع الانفصال أم ستكون بوابة لحرب أهلية تمتد لخمسة عشر سنة إن لم نقل عشرون سنة "نسخة الصومال مثلاً":


محمد زكي عيديد
اليمن بلد الحكومتين كما نراه اليوم ، هذا ما يجعلنا نتذكر سيناريو 1994 والتي أنهت المحنة حرب ضروس كان ضحيتها من اليمنيين ، وصنعت الوحدة فهل ما سينهي المحنة حرب ضروس ستصنع الانفصال أم ستكون بوابة لحرب أهلية تمتد لخمسة عشر سنة إن لم نقل عشرون سنة "نسخة الصومال مثلاً":

حالت التعقيد السياسي اليوم التي يتعرض لها اليمن هي مشابهة تماماً لحالة اليمن في تاريخ 1994م من ناحيتين وهما كالتالي :

1)    الأولى مشابهة إعلان الشراكة بين كافة تشكيلات القوى السياسية و الفكرية و الدينية بإعلان الوحدة اليمنية عام 1990 و من بعدها الخروج عن هذا الإعلان في عام 1994م .
فيقول البيض – رئيس اليمن الجنوبي سابقاً - أنه كشف مؤامرة تحاك ضد الشعب الجنوبي و هي الاستحواذ على السلطة و إفراغ الجنوبين منها أو زرع العملاء من الجنوبين لصالح علي عبدالله صالح ممثل الشمال بينما يقول هادي اليوم و هو الرئيس اليمني الشرعي بأنه تم الانقلاب على دستور الشراكة من قبل أنصار الله الحوثية بمساعدة علي عبدالله صالح و أن اليمن على فوهة حرب أهلية ، فما أشبه اليوم بالبارحة .
2) مغادرة عبدربه منصور هادي -الرئيس الشرعي لليمن - إلى مدينة عدن و هو من أصول جنوبية مثلها مثل الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض عند مغادرته صنعاء و تشكيله تكتل مضاد للحكومة المركزية في صنعاء و لكن هنا يعتبر عبدربه هو الرئيس الشرعي بخلاف عام 1994م و التي لم يكن فيها سالم البيض رئيساً شرعياً لكنه كان يملك مقومات دولة باقتصادها و جيشها بخلاف عبدربه اليوم .
***
تتشابه المرحلتان كل الشبه مع اختلافات في طبيعة الهيكلة في كِلا التكتلين فعندما نقول 1994م فإن اليمن الجنوبي كان و مازال دولة بكافة أركانها السيادية المسيطرة و مازالة الوحدة اليمنية في غرف مغلقة و لم تخرج إلى العلن بشكل يجعل من الدولتين دولة واحدة و لكن في النهاية إنتصر الشمال و تمت الوحدة بشكل غير متوقع ، وعندما نقول 2014 أو 2015 فإن اليمن دولة واحدة و بجيش واحد و سيادة واحدة لكنها مقسمة النفود بشكل خرج من سيطرة الرسمية ليصل إلى مستوى المليشيا اليوم فهل نستطيع القول أنه سيتم الانفصال و بكشل غير متوقع أيضاً مثلها مثل الوحدة الغير المتوقعة أم هناك شيء مغاير تماماً كحصول حرب أهلية مماثلة لماحدث في الصومال .

بداية بالحركات التي تدعوا إلى انفصال الجنوب واللجان الشعبية الجنوبية والقيادات والضباط الذين يعملون في كنف عبدربه ونهاية بتنظيم القاعدة و يقابلهم حركة أنصار الله الحوثية و علي عبدالله صالح و من يعمل في لوائه من سياسيين و ضباط سواء كانوا من أقاربه أو لا و في تقديري هو المعسكر الأقوى إلى الآن.

في آخر خطاب للمخلوع علي عبدالله صالح لوحظت علامات الحنق من كلمة مخلوع و أدعى أنه ليس كذلك و وصف عبدربه بأنه هو المخلوع من قبل أنصار الله و أدعى بأنه سلمه دولة متكاملة الأركان .
لم تكن اليمن دولة متكاملة الأركان و أكثر من يعرف هذا هو علي عبدالله صالح الذي كان جراحها و جلادها و هو من حمل لواء العمل من تحت الطاولة ، و أوصل الفتنة الطائفية إلى أعلى معدلاتها و أصبحت اليمن اليوم في حالة تتواضع معها حرب 1994م ، فلم تكن هناك مليشيا تسيطر على الحكومة مثلاً و لم يكن هناك احتقان طائفي بقدر وجوده اليوم ، فحملت الاغتيالات المشهودة في صنعاء من قبل مقاتلي الحوثي و ما يقابلها من حملات الرد و الانتقام من قبل تنظيم القاعدة بعمليات التفجير و استهداف المدنين المؤيدين لحركة الحوثي و قادته العسكرين و السياسيين لكن هذه المره تحت مسمى الروافض و الدو اعش و الخوارج كمسميات تنديد طائفي و لم نعرف إلي أين سنصل من بعدها  .
***
مهدت لانتصار علي عبدالله صالح في حرب 94 الكثير من الأسباب و منها الأساليب القمعية التي كان يمارسها الحزب الاشتراكي الشيوعي و التي كانت ضريبة له مقابل كل أساليب القمعية المفرطة و كانت فكرة الوحدة أكثر إيناساً لملايين الجنوبيين  ، لعل الحال يتبدل إلى أحسن الأحوال و اليوم نجد العكس فلم تعد هناك حكومة جنوبية قمعية بل هناك حكومية يمنية قمعية - الدولة العميقة نقصد - و شعب كره فِعالها و هو يكافح ضدها و بتقديري ستكون الضريبة التي سيدفعها علي عبدالله صالح مثل ما حصل لليمن الجنوبي سابقاً و لكن هذه المرة هي بين خيارين إما الانفصال عن الحكومة الأم أو الحرب الأهلية بنسخة الصومال بكل حذافيرها .



يوم قُتل "جيرانيمو" تحليل عسكري


محمد زكي عيديد

يوم قُتل "جيرانيمو" تحليل عسكري :


   في يوم الإثنين و تحديداً عند آخر ساعات الصفر للعملية على مطار جلال أباد العسكري الأفغاني في عام 2011 عرف الجنود الأمريكيون الخاصين من فريق السيلز الأمريكي أن جيرانمو هو نفسه "أسامة بن لادن" و هو مجرد اسم عملياتي فقط أطلق على أكثر رجل مطلوب للعدالة الأمريكية في العالم .

   تفاجأت المخابرات الأمريكية الـ CIA بالمكان الذي يتواجد فيه جيرانيمو ، في باكستان أولاً و في مدينة أبوت أباد ثانياً ، وثالثاً في حي عسكري مشدد الحراسة في المدينة نفسها و يقطنه كبار الجنرالات و الظباط في الجيش الباكستاني ، أي أنها منطقة عسكرية بإمتياز تضم قواعد عسكرية كبيرة و كثيرة في المدينة ، فلو سألت أي مخابر أمريكي عن مكان إختباء جيرانيمو لأجاب فوراً في مكان ما على جبال طورا بورا ، في أفغانستان ، فلم يكونوا ليصدقوا ما حصلوا عليه من معلومات لولا الموقع المناسب للمدينة و تضاريسها التي تساعد على الهرب و الإختباء و بعض الدلائل و الفِعال التي صدرت من قاطني بيت جيرانيمو ، ومنها إمتلاك بيت فاهر و ذبح الأغنام يومياً و شراء السيارة تلو السيارة و مع هذا لا يملكون رقم هاتف في البيت ، ويقطنون البيت أحيانناً لـ 5 أشهر لا يخرجون منه ، و يسافر مساعديه إلى مسافة تقارب الـ 200 كيلومتر من أجل مكالمة هاتفية أو أرسال بريد إلكتروني .


تفاصيل العملية : 


   من قاعدة جلال أباد في أفغانستان يوم الإثنين عند الساعة 11 إن لم تكن 10 في ليلة غير قمرية تحركت أربع طائرات أمريكية  ، اثنتين من نوع بلاك هوك و هما الطائرتان اللتان تحملان جنود المداهمة و عددهم 24 جندي في كل طائرة 12 جندي من فريق السيلز الأمريكي الخاص ، وطائرتان من نوع شينوك تحمل 65 جندي أمريكي بحيث يستقرون على بعد 104 كيلومتر من مدينة أبوت أباد كقودة دعم للوقود إن تطلب أو قوة دعم نارية إن تطلب أيضاً ، و هذا بتوه يجعلهم على بعد كيلومترات من العاصمة الأفغانية كابول . 

  وصلت طائرتا البلاك هوك المحملة بالجنود إلى الحدود الباكستانية عند الساعة 11:22 دقيقة و تم وصولهما إلى مكان العملية عند الساعة 12:25 دقيقة ، وكانتا الطائرتان من نوع بلاك هوك تم تعديلهما لتكونا شبحيتان ، و قيل إنهما الوحيداتان في ذلك الوقت ، من أجل تفادي أن تكتشفها الرادارات الباكستانية المطورة كما وصفوها .

ساعة الصفر :


   سارت العملية على أكمل وجه مندو دخولهم الأجواء الباكستانية و إستقرار طائرات الشينوك "قوات الدعم" على بعد 104 كيلو من الهدف ، و حتى و صول طائرات البلاك هوك "القوة الضاربة" إلى بيت جيرانيمو كانت خطة المداهمة كالتالي : 


محاكاة لمبنى جيرانمو
يتم نزول 12 جندي من على سطح البيت و الـ 12 الآخرين ينزلون في الأسفل لتتم مداهمة البيت من جهتين "عنصر المفاجأت" من أجل زرع الإرتباك عند المستهدفين ، لكن الطائرة الأولى طائرة السطح أختلى توازنها و سقطت مع الجنود على الأرض ، بسبب عمود الهواء كما قال الأمريكيون ، بحيث أنها مشكلة دائماً ما تظهر للطائرات العمودية عندما تنزل في أواسط بيوت مقتظة ، و لكن الغريب أن الطائرة سقطة و أرتطمت بالأرض أرتطام عنيف و لم يمت أحد الماقاتلين الذي كانوا على متنها و باشروا مداهمة البيت ، و بعدها من الطبيعي أن تحول الطائرة الثانية مسارها بحيث تنزل على السطح لا الأرض ، على أساس على أن فرقة النزول من على السطح سقطوا على الأرض و بدوا المداهمة أرضاً ، ولكن جاءها أمر من الإدارة الأمريكية بإنزال الجنود أرضاً خوفاً من تكرار نفس السيناريو للطائرة الأولى ، عندها سينعدم وجود الطائرات التي ستقل الجنود و هذا ما سيستلزم مجئ طائرة من طائرات الشينوق من أجل أخد الجنود بعد إنتهاء العملية . 


 استمرت العملية 40 دقيقة كأقل تقدير قتل فيها جيرانيمو كما يقول الأمريكيون ، إما في الطابق الثاني أو الثالث على أساس أن المبنى يتكون من ثلاثة طوابق .

كانت هناك طائره بدون طيار تراقب العملية تحلق على إرتفاع 300 متر و الغريب أنه لم يتم إكتشافها  ، وكان الرئيس أوباما يتابع العملية بشكل مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية .
***

نقاط ضعف الرواية الأمريكية من نظري الخاص : 

   أولاً أنا أصدق رواية أن البيت لجيرانمو و أيضاً اصدق أنه في نفس المدينة التي قصدوها و في نفس الحي لكني لا أصدق أبداً أن لا يد لباكستان في العملية لأسباب عدة سأبين فيها أيضاً بعض التناقضات في الرواية الأمريكية تدل على ضلوع باكستان عسكرياً في العملية و هي كالتالي : 

1 ) عندما تحدثو على أنهم حسنوا طائرات البلاك هوك الخاصة لتكون دو بصمة شبحية تجعل الردارات الباكستانية عاجزة عن إكتشافها لنفترض أننا صدقناهم فهل يعقل أن تهبط تلك الطائرات الى تلك المنطقة العسكرية فإكتشافها لا يحتاج ردارات و إنما سيتم إكتشافها بصريا إما بالمناظير أو غيرها أساليب و لو كانت حتى لا تصدر محركاتها ضجيج .

2 ) الكل أكد أن عملية الإشتباك أستمرت لمدة 40 دقيقة ، فكيف تستمر العملية لهذا الوقت في حي عسكري فهذا بدوره و منطقياً يجعل قوات ستهرع لمكان الإشتباك من لحظاته الأولى ، و لكن لم تهرع أي قوات و مع العلم سقطت طائرة بلاك هوك و أيضاً ، لم تحرك القوات الباكستانية ساكن ، مع أن الجنود الأمريكان و ضعوا المتفجرات في أجهزة تحكم الطائرة من أجل أن يخفوا الأسرار العسكرية للطائرة و قوة الإنفجار دمرت الطائرة ككل مع الإبقاء فقط على ديل الطائرة و هذا يعني أن الإنفجار كان قوياً و لم تهرع أي قوات باكستانية و حتى أنها لم تُلاحق الطائرات من طراز البلاك هوك بطائرات الإف 16 الباكستانية الأسرع منها و الأقوى منها بكثير ، و كان يمكنها فعل و تدميرها بدون عنا أو إجبارها على التوقف ذلك و مع العلم كان خروج القوات الأمريكية خارج حدود باكستان يتطلب ثلاثة أرباع الساعة حتى تصل  طائراتها إلى خارج الحدود الباكستانية .

3 ) عندما تحركت طائرات البلاك هوك إلى موقع الإشتباك كانت هناك طائرتان من نوع شينوك على بعد 104 كيلومتر من مدينة أبوت أباد ، تعتبر كقوة دعم للعملية ، فكييف لم يتم إكتشاف هذه الطائرتان من نوع الشينوك الغير محمية من الإكتشاف رادارياً أي أنها لا تحمل بصمة شبحية و الأكثر من هذا تعقيداً أنها كانت على بُعد كيلومترات من العاصمة أي قريب جداً من العاصمة الباكستانية كابول ، فلم يعلم بمكانها أحد .

4 ) دائماً هناك عمليات إرهابية في باكستان ما يجعل الشرطة و الجيش الباكستاني في حالة التأهب دائماً ، فلماذا لم نرى هذا التأهب في موقع عسكري يحوي قواعد عسكرية في مكان تنفيد العملية في أبوت أباد .

5 ) تم تصوير العملية في باكستان عن طريق طائره بدون طيار تحلق على إرتفاع 400 متر و كان يشاهِدها الرئيس الامريكي باراك أوباما العملية بشكل مباشرة في أمريكا من خلال ما تنقله له الطائرة و يعتبر إرتفاع الـ 400 متر إرتفاع منخفض جداً إذا كانت الطائرة فعلاً تتوخى الإكتشاف من قبل العدو  و لكن غريب تحليق الطائرة على هذا الإرتفاع من موقع الهدف و خصوصاً إذا كانت من طراز الدرونز و هي نفس الطائرة التي تم عرضها في الفلم الوثائقي عل قناة العربية .

6 ) لم تكن هناك ردة فعل مستغربة من قبل الحكومة الباكستانية و كان إنتقادها إنتقاداً دو ميوعة واضحة ، بحيث أنها أعتربت العملية الأمريكية على أراضيها إنتهاك لسيادة البلاد و مازالت القواعد الأمريكية موجودة في باكستان و ما زال الدبلوماسين الأمريكين يباشرون عمليهم في مكاتبهم و سفاراتهم في البلاد ، فلم يغادر سفير الولايات المتحدة الأمريكية البلاد .

7 ) قيل إن بيت جيرانمو كان لا يحوي إلا 3 رجال فقط يملكون السلاح فكيف أستمر الإشتاك لـ 40 دقيقة ؟! .

***

   لا نعرف إن كنا على صواب أو خطاء و لكن نحن نؤمن بأن هناك غموض يلف العملية لا يريد الأمريكيون لأي أحد معرفته ، و في تقديري هذا الغموض سيجعلنا نكشف أسرار ربما لا يريح الولايات المتحدة الأمريكية أن نكون على علم بها ، و لكن هل حقاً سنأتي على فاجعة بعد مرور 50 سنة من وقت تنفيد العملية عندما سيتم كشف المعلومات المأرشفة للصحافة ؟

فقط ثلاثة أسئلة ، من هم القادة ؟ ، هل هناك خطط ؟ ، ما الموقف من تنظيم القاعدة ؟ نوجهها كلها للرموز الحراكية في الجنوب اليمني إن أجبتم عليها و أقنعتوني سأعتزل العمل الصحفي...



محمد زكي عيديد

فقط ثلاثة أسئلة ، من هم القادة ؟ ، هل هناك خطط ؟ ، ما الموقف من تنظيم القاعدة ؟ نوجهها كلها للرموز الحراكية في الجنوب اليمني إن أجبتم عليها و أقنعتوني سأعتزل العمل الصحفي...

   في أول أيام عيد الفطر المبارك و تحديداً بعد صلاة العصر و على شاطئ بروم الساحر خرجت لأستنشق الهواء النقي  و أتمتع بروية نسمات هواء البحر و عندما كنت أمشي على الساحل فإذا بي أرى صديق قديم لي يجلس مقابل الشاطى و كان على هيأت الإحتباء هو و مجموعة من الأصدقاء ، فأقتربت منهم و جلست معهم و أخدت و رددت معهم في الحديث و كانت أحداث مركز القيادة الشرقية العسكرية في خلف مازالت في أدهان الكثيرين و كذلك حدث مستشفى العرضي و حادثت دبح الجنود الـ 14 من القوات المسلحة ، و عندما أستذكرنا هذه الأحداث خطر ببالي سؤال لأحد الأصدقاء العاملين في قاعدة العند الجوية و هو خريج من كلية الطيراني الملاحي في صنعاء فقلت له الا تخافون يوماً يهاجمكم تنظيم القاعدة و أنتم داخل القاعده  مع الأمريكيين ؟ فقال لي و هو متبسم المكان الذي تتواجد في أمريكا لا تشتم راحة القاعدة عنده . 

  دائماً نكرر هذا الكلام و هو سبب عدم كتابتنا كثيراً عن الشأن اليمني و هو التعقيد الذي يعيشه هذا الكيان لكثرت المنتمون للتصعيد السياسية فيه بداية بالدولة العميقة السابقة و الحكومة الحالية المستقيلة و جماعة الحوثي و تنظيم القاعدة و الإسلاميين و أخيراً الحراك الجنوبي . 

من هم القادة ؟ 

   عندما نعود بالزمن قليلاً إلى الوراء و نستذكر تاريخ القادة لليمن الجنوبي تلاحظ ثلاث ملحوظات و هي كالتالي : 
الملحوظة الأولى : كل القادة الرؤساء لليمن الجنوبي لا يملكون شهادات علمية و إنما كلهم خريجي إبتدائي ما عداء أول رئيس لليمن الجنوبي و هو قحطان محمد الشعبي فقد كان خريج بكلاريوس هندسة زراعية من السودان و الثلاثة الذين خلفوه وهم سالم ربيع علي وعبد الفتاح إسماعيل وعلي سالم البيض كانوا يملكون شهادات إبتدائية فقط . 

الملحوظة الثانية : لم تنتقل السلطة من رئيس إلى رئيس بشكل سلمي أبداً فكان الإغتيال و الإعتقال القصري و الإقصاء و النفي حاضراً دائماً عندما تنتقل السلطة ، فكان أول رئيس لليمن الجنوبي هو قحطان محمد الشعبي الذي تم التآمر عليه و حبسة في زنزانه التي توفي فيها و عمره يناهز الـ57 عاماً و هو أول رئيس عربي يموت في زنزانته و كان الحقبة هي حقبة الرئيس سالم ربيع علي الذي خلفه من بعده لرئاسة البلاد من 22 يونيو، 1969 وحتى استسلامه للمنقلبين عليه في 22 يونيو، 1978 وإعدامه في 26 يونيو، 1978 و خلفه من بعده علي ناصر الذي كان رئيساً لفترتين الأولى من 26 يونيو 1978حتى 21 ديسمبر 1978 فقد كان رئيس مجلس الرئاسة و أتى من بعد عبدالفتاح إسماعيل و الذي أنقلب عليه في الفترة الثانية لرئاسته و نفاه الى موسكو و من ثم عاد من منفاه ليطالب بلحكم و دارت بينهما حرب أهلية أستمرت شهر قتل فيها عبدالفتاح إسماعيل و أبعد علي ناصر لتصفى الساحة لعلي سالم البيض الرئيس الآخير لليمن الجنوبي .

الملحوظة الثالثة : أن الأفكار الشيوعية لم تمارس في الوطن العربي بالقدر الذي مورست به في الجنوب اليمني فحتى مصر و الجزائر اللتان كانتا الداعمتان الكبرتان للحكومات الشيوعية كانتا تلقبان بالدول الشيعوعية المعتدلة أو الشيوعية الإيجابية و لكن في الجنوب اليمني كان هذا مختلف جداً ، فقد مورست الشيوعية بأساليب قمعية سيئة جداً .
نستجمع من الملاحظات السابقة أنه مع إختفاء التعليم أي عدم وجود العقليات المتعلمة الواعية صدقوا الذين و صفوا المرحلة في اليمن الجنوبي بعد إستقالة الرئيس الأول للجنوب قحطان محمد الشعبي بالشيوعية الطفولية .
و الآن نحن لا نرى الإخوة إلا يحدون نفس خطى إخوتهم السابقين فكثرت القادة و ضياع القائد المركزي الذي يوجه يخلق معه ضعف سياسي و وجود الضعف السياسي يقتضي وجود لا مبالاة بالقضية الجنوبية الحقة يستوجب عدم و جود ورقة ضغط توجب حقها و تفرض نفسها على المجتمع الدولي و ليس شخصيات تسعى هنا و هنا و كأنها جمعيات خيرية و نأسف عندما نقول أن مالك السلاح هو سيد الموقف على الساحة السياسية في اليمن و لنسأل أنفسنا من صاحب السلاح اليوم ؟ ، فالنبارك للقادة اليوم المختلفين في رؤاهم السياسية و طريقة تبنيهم لأفكار القضية الجنوبية.

هل هناك خطط ؟ 

   كلمة قالها المفكر الفلسطيني المسيحي عزمي بشارة على قناة الجزيرة عندما سألة المذيع عن أحداث الإنفصال في اليمن فأجاب قائلاً "سالم البيض قاد الجنوبيون إلى وحدة غير مدروسة و الآن يقودهم إلى إنفصال غير مدروس" . 
  إن المستوى العلمي للسابقين يتبين من أساليبهم في العمل السياسي و طريقة تبنيهم للأفكار الإشتراكية في اليمن الجنوبي و الإقصاء الذي مارسوه و الحقوق التي سلبوها و تهميشهم للدين الإسلامي أيما تهميش و سحل العلماء من أجل تبني أفكار إلحادية ماركسية . 
نحن لا نعرف المستويات العلمية للقادة الحالين و لكن نحسن الظن فيهم و لكن ما لن نسكت عنه هو ضياع التخطيط لأننا لا نريد أن ندخل غرف مظلمة ، نحن لا ننكر سوء الواقع اليمني و لكن حسن التخطيط يقلل من الخسائر المترتبة ، فهذا النضال الذي أستمر من عام 2007 إلى الآن قد مر عليه ثمان سنوات و لم نرى إلى اليوم أي تغير ، و هذا يؤكد أننا ما نزال في مراحل الحماس و الإندفاع الطفولي و غياب الرزانة العقلية في كل ما  فعلناه ، فعندما سألت أحد الإخوة عن ضياع هذا العامل المهم ، قال لي إن باراك أوباما صرح بأن الحراك الجنوبي وشيك للجنوبين فقلت له و أيضاً قال إن سقوط الأسد بات حتمياً قبل سنتين و قال سنقضي على القاعدة في اليمن و قال سنمنع إيران من تخصيب اليورانيوم ، فلا تتأمل أخي بطرقك الحديد في الماء فأنت من سيصنع الإنفصال و ليس أوباما .
عندما أنفصل جنوب السودان عن دولة السودان كان يملك كل الميزات التي تمكنه و هي القيادية المركزية و المليشيا المسلحة "الدفاع الشعبي" و الحاضنة الشعبية ، فنحن لا نملك لا تخطط زمني لا على المدى القصير و لا حتى على المدى البعيد ناهيك عن إمتلاك القائد المركزي أو اللجان الشعبية المسلحة فأين هو السلاح أصلاً .
الإنفصال يحتاج إلى رسمه في العقول أولاً قبل خروجة الى المعلوم لنتحاشئ المجهول أي التخطيط و ليس الإنفعالية و الحماس و اللتان هما أكبر أخطاء الثورات العربية ...

موقفهم من تنظيم القاعدة : 

   عندما بدأ الصراع في سوريا و في سنته الأولى ظهر تشكيل جبهة النصرة الذي كان يعد أحد فصائل المعارضة و المكون من السوريون الردكاليون المتديين "المتشددين" كشفت الحكومات الغربية العلاقات بين قادة هذا التشكيل و إنتمائها لتنظيم القاعدة و في حينها عرضت على الجيش الحر بأنها ستهديه السلاح مقابل أن يعلن حربه على تنظيم جبهة النصرة ، و من جانبها جبهة النصرة كشفت هذا التلاعب و كان هذا مصادف لإعلان كلاً من فرنسا و ألمانيا بأنها ستعطي السلاح للمعارضة أياً كانت فصائلها و إنتماءاتهم الفكرية لأن الهدف الأولى هو إسقاط النظام ، فلم يكن هذا ساراً لجبهة النصرة و التي قد هاجمت مواقع للجيش الحر سابقاً معلنتاً الحرب عليه بإعتباره يمجد للعلمانية ، و في حين تسليم السلاح أعلنت جبهة النصرة مبايعة الظواهري و بأنها تشكيل لتنظيم القاعدة في سوريا و تحت قيادة الجولاني ، عندها منعوا إعطاء المعارضة السلاح خوفاً من وصوله للمتشددين .
  تنظيم القاعدة في اليمن يختلف إختلاف كامل في أدبياته عن كل الأدبيات الثورية يكمن إختلافه في إسلوب التنظيم و سبب التصعيد و النظام المعتمد و أسلوب خطابه يختلف تمام مع خطاب الذين يمارسون العمل الثوري الحراكي اليوم ، فلو أخدنا بعين الإعتبار أنه تم الإنفصال بنجاح و هناك قيادة مركزية هذا يعني أن ملف الدولة المركزية فقط الذي أنتهى أما ملف الجماعات الجهادية الموجودة في اليمن - و هو الأصعب - لم ينتهي بعد و في النهاية سيصدمون بسبب إختلاف الأدبيات فالحراك الجنوبي يريد دولة حريات أما الجماعات الجهادية تريد دولة خلافة إسلامية أو ربما تكون قد بايعت  دولة الخلافة المركزية في العراق - تنظيم الدولة - كما يزعمون . 
مرة أخرى ربما يجد بعض الأشخاص أن هذه النقطة لا تتم للموضوع بصله و هي بعيدة كل البعد عن مجريات الأحداث و ربما يستنكرون أنه لا وجود لتنظم القاعدة في اليمن بإعتبار أن تنظيم القاعدة مخترق من قبل الدولة أو متلاعب به نقول لهم أنتم تسيرون إلى المجهول . 

  




غارة ربما تجمع ثلاثة حلفاء في آن واحد ، هذا ما يجعلنا نضع السؤال ، ماذا تريد إسرائيل ؟ ، بحسب المعطيات الغارة ليست في الزمان و المكان المناسبين ، و أين موقع الجولان هذه المره في الإعراب الشرق أوسطي ، دخلنا مرحلة إختبار حزب الله بين قوسين هل الصراع السوري أفاده أم أضره


محمد زكي عيديد

غارة ربما تجمع ثلاثة حلفاء في آن واحد ، هذا ما يجعلنا نضع السؤال ، ماذا تريد إسرائيل ؟ ، بحسب المعطيات الغارة ليست في الزمان و المكان المناسبين ، و أين موقع الجولان هذه المره في الإعراب الشرق أوسطي ، دخلنا مرحلة إختبار حزب الله بين قوسين هل الصراع السوري أفاده أم أضره . 

الكل يعرف هذه المقولة لبنقوريون و هو أول رئيس وزراء لدولة الإحتلال الإسرائيلي عندما قال  "إن خسارة إسرائيل أي حرب هي بداية و نهايتها" 

   القنيطرة و تحديداً في مزارع الأمل قامت طائرة عمودية للإحتلال بإطلاق صاروخين على سيارتي جيب تقل 6 قيادين من حزب الله بصاروخين منهم نجل الراحل عماد مغنية و هو الشهيد جهاد عماد مغنية بالإضافة الى 5 و يقال 6 من الإيرانيين من بينهم قيادي برتبة جنرال و هو محمد علي الله دادي ، نستطيع القول أن هذه المرة الصيد سمين بالنسبة للإسرائيلي لكن هذا الصيد السمين سيجلب معه الرد السمين بسبب دخول إيران في الخط ، لكن في المقابل هذا يضعنا في حيرة من أمرنا بحيث نسوغ ثلاثة أسئلة ملحة أصطنعها الحدث و هي على النحو التالي : 

- ماذا يفعل هؤلاء القادة على قبالة الجولان ، بمعنى أين الجولان من المواجهة القادمة بين الحزب و دولة الإحتلال ؟ 

   كثرت أنباء الجبهة في الجولان و قيل إن حزب الله له تشكيل مقاومة في الجولان أو أن من المفاجأت للحرب القادمة هي فتح الجبهة أيضاً من الجولان ، حيث صرح الكثير من العسكريين في إسرائيل و المحللين العسكريين العرب أن حزب الله ربما يفتح الجبهة من جهة الجولان بحيث يشكل قوس نيران بحيث يجرد فيه الإحتلال الإسرائيلي من إمتيازية الإلتفاف على الحزب في الجنوب ، لكن تصريحات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر أفاد في تصريح له على قناة الميادين أن حزب الله لا يوجد له تشكيل لا عسكري و لا سياسي في الجولان .

  أفاد الأمين العام لحزب الله بأن هناك تشكيل حر لا تعارضة الدولة السورية من الأحرار السوريون ضد الإحتلال و هم من سكان الجولان الأصليون و قال بأنهم على إستعداد تام للتنسيق معهم و دعمهم بالسلاح و المال ، فعندما صرح سماحة السيد حسن نصر بهذا التصريح فإنه يفتح مجالاً للتحليل بحيث أنه بعلمه بهذه التشكيل أي أنه كان هناك تلامس و لو على المستوى الخفيف بين هذه التشكليات من السوريون و الحزب و كذلك ربما تكون إجابة على السؤال الذي تم وضعة ، أي عن سبب وجود قادة من الحرس الثوري الإيراني و فيهم جنرال إيراني و كذلك قادة رفيعي المستوى من حزب الله و هو جهاد مغنية إبن الرجل الثاني كثاني أكبر مطلوب لدى الولايات المتحدة الأمريكية بعد أوسامة بن لادن و هو عماد مغنية ، إذن بماذا سيقابل الإحتلال هذه المرة من الجولان فوجود حزب الله في سوريا يساعد على هذا ، بالإضافة إلى أن من قتلوا هناك أكيد ليسوا في نزهة على جبال القنيطرة  ؟  

- موقع إيران من الإعراب بعد ما قتل ستة من قياديها منهم قيادي برتبة جنرال ؟ 

   نستطع أن نقول أننا إذا أبعدنا الإجحاف عن عقولنا و إذا أبعدنا كل موروثنا الثقافي عن كاهل عقولنا ، و إذا حددنا جانب البوصلة إلى تاريخ المقاومة العربية مع الإحتلال الإسرائيلي فإننا نصل الى نتيجة مفادها أن إيران نقلت المقاومات في المنطقة الى المستويات الألماسية في الفهم العسكري و جعلتها تتموضع على الخارطة السياسية في العالم و أن يحسب لكل فصائل المقامة ألف حساب و حساب بداية بلأستاذ حزب الله في جنوب لبنان و نهاية بالتلاميذ حماس و الجهاد الإسلامي و باقي الفصائل في غزة العزة .
  مثلث إيران المعلم الأكبر لكل فصائل المقاومة على حوالي إسرائيل و وجودها ليس عبثياً في القنيطرة و إنما يؤكد ما تميز به حزب الله ألا و هي الحرب المفاجئة  و لكن عندما تكبر الفوهة قليلا هذا يعني أن عيار البندقية أكبر بما يستدعي و جود قديفة أكبر أي أن التدمير سيكون أكبر و مكلف أيضاً .
معني كلامنا في الفقرة السابقا يقتضي أن كلاً من سوريا و إيران و حزب الله تعملان على إشعار و فتح جبهة الجولان و إستحداث مقاومة فيها تعمل على إستنزاف دولة الإحتلال في الجولان ، و ما يساعد على نجاح هذه الخطوة  و هو نجاح حزب في إجبار إسرائيل على نقل الآلاف من جنودها العسكريين في الجولان الى الحدود اللبنانية بعد حرب عام 2006 و هذا ما خفف الضغط على الجولان ، في تقديرنا عرف كيان الإحتلال بهده الطبخة لهذا قامر بالجهادين و المعارضة السورية و أكثر من مرة كان بمثابة سلاح الجو للمعارضة و جبهة النصرة و عالج أكثر من 1000 من جرحاهم و قدم لهم دعماً لوجستياً بحيث أنه لا يريد أن يسمح للنظام بأن يصل الى التلال الإستراتيجية في القنيطرة المطلة على الجولان و التي منها تمهد الوصول الى تلة الجولان الكبرى التي تشرف على كامل الجولان المحتل و تمهد للسيطرة عليه نارياً .
فعندما يقول اللواء محمد علي جعفري القائد العام للحرس الثوري الايراني “بأن على اسرائيل ان تنتظر صاعقة مدمرة” ويضيف “ان الحرس الثوري مستمر في تقديم الدعم العميق للمقاتلين والمجاهدين المسلمين في المنطقة حتى مسح جرثومة الفساد من الجغرافيا السياسية للمنطقة” هذا أكبر دليل على أن الغضب الإيراني هذه المرة يلقي بعيونه على الجولان السوري و لكن هذه المرة ليس فقط حزب الذي أرهق لحاله إسرائيل في عام 2006م و إنما إيران و سوريا هذه المرة على نفس الخط مع حزب الله و لا نعرف ما القادم و لكن الجموع العسكرية التي قامت دولة الإحتلال بحشدها على جبهتي الجولان و جنوب لبنان أكبر دليل على جوابنا ؟


- ماذا تريد إسرائيل من قيامها بالعدوان ، لأن بحسب التقديرات لا المكان و لا الزمان مناسبين ؟ 


   عندما نقول إن الكيان الإسرائيلي كشف الطبخة التي تحدثنا عنها سابقاً حول تلال القنيطرة و الجولان و تشكيل حلقة المنجل التي تبدأ من السواحل اللبنانية و تنتهي بالحدود السورية الإسرائلية و الأردنية فهذا لا يعني أننا نقصد هنا أن إسرائيل تترك لها سبيلاً لإغتيال قيادات كبرى في حزب الله و الحرس الثوري الإيراني ، فيأخدنا هذا الى طريقين في التفسير و هما كالتالي : 

الطريق الأول : ربما تكون إسرائيل فعلاً لا تعرف أن الصيد ثمين في عربتا الجيب التي أستهدفتهما و هذا يعني أن هناك ضعف في المخابرات الإسرائيلية التي لم تستطع تحديد نوعية الأهداف و هذا ملتمس من خلال حديث الإعلام الإسرائيلي و تصريحات القادة العسكرين و التي تفيد بأنهم كانوا يظنون أن العناصر هم من النوع المتوسط و ربما دون ذلك و هذا ما يؤكد كثرة التعزيزات الإسرائيلية الغير عادية و رفع حالة التأهب القصوة على الحدود اللبنانية و السورية أيضاً ، بل و الأكثر من ذلك إستخدام و لأول مرة تقوم دولة الإحتلال بنشر بطاريات لمنظومة حيتس المتقدمة على الحدود الشمالية و هذه دلالة على الخوف الحقيقي من تصريحات السيد حسن نصر الله حول صواريخ الفاتح 110 الإيرانية الصنع و التي تطير بتقنية الوقود الصلب مما يحيد منظومة القبة الحديدة التي لا تستطيع إيقاف هذا النوع من الصواريخ . 

الطريق الثاني : ربما تعي و تعرف الأهداف التي أغتالتها و لكن هذا لا يفسره هذا الحشد بعد الإغتيال لأن منطق العقل يقول بأن من المفترض على إسرائيل أن تحشد أولاً ثم تغتال ثانياً ، لأن هذا الهدف ربما يكون مراقب لفترة طويلة إلى أن تم صيدهم في نقطة معينة و من أجل إمتصاص رد حزب الله أو منع حدوث أي مفاجئة عليك أن تقوم بالتجهيز أولا و من ثم تغتال و هذا أيضاً لا يفسره حملة إعلام دولة الإحتلال و الذي تلقى الأوامر من قيادته بأن ينقل تجهيزات جيشهم و أنه مستعد و جاهز لأي رد و هذه دلاله على أن حجم ما وقعوا فيه من مغبة ، فربما يكون الخيار الأول هو الأرجح .

من بعد حرب عام 2006م و إسرائيل تمارس المناورة تلو المناورة و دخلت ثلاثة حروب مع المقاومين في غزة خرجت منها مهزومة و خاسرة و لم تكن مستعده و أثبتت فشل المناورات التي قامت بها على مدى ثمان سنين كاملة و عندما قلنا أن الزمان و لا المكان مناسبين للعملية فنحن نقصد بأن العبى خف على حزب الله في سوريا و مرور أربع سنوات كافي بأن تجعل حزب الله يتدبر أمره بإستراتيجيات جديدة تكون الحل له بأن يتناغم مع عمله العسكري في سوريا و عمله العسكري مع دولة الإحتلال بالإضافة أن النظام السوري حاله الآن أفضل من السنين الأولى في الحرب ، بحيث أنه يستطيع أن يستغني عن جزء كبير من حزب الله في سوريا إن لم نقل كله بالإضافة إلى أنه أضاف حزب الله نقلة في تغير مجرى الحرب و خصوصاً في غرب سوريا في القصير و يبرود و قلعة الحصن ، كما صرح أمينه العام السيد حسن نصر الله حيث قال عندما دخولنا الى سوريا هو الذي أكسبنا من الخبرة في حرب المدن ما جعلنا نصرح بأننا قادرون على إحتلال الجليل ، فلا يمكن أن تكون دولة الإحتلال تغافلت كل هذه المحاور المنطقية في التفكير و بتأكيد فأفعال حزب الله هذه كلفته كثيراً لكنها لن تمر بدون مكافأت فماذا أهدوه حلفاؤه من مفاجآت كاسرة للتوازن ننتظر زمن الحرب فهو أكبر مجيب . 
ننتظر فقط يوماً أو يومين أو ربما ساعات أو أسابيع من تاريخ نشر المقال فحزب الله و إيران هذه المرة توعدوا بالرد و قالوا بأنه سيكون عاصفة و أنه سيكون أقسى من أي زمان و مكان مرة على الإسرائيليين فكلنا أذان صاغية للحوادت التي ستحدث و لا نعرف متى ستحدث و كيف ستحدث ، و القدر هو الوحيد القادر على الإجابة الصحيحة بين كل هذه التحليلات التي تقال و من بينها تحليلاتي .


رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

جميع الحقوق محفوظة ل محمد زكي ©2014 نقل بدون تصريح ممنوع.